الإنسانية بعد العاصفة

خلّفت العاصفة والفيضان خسائر فادحة في مناطق عديدة. في مثل هذه الأوقات العصيبة، كان ما حرك مشاعر الناس هو روح المحبة المتبادلة. من تاي نجوين، وصلت أحضان المشاركة سريعًا إلى نغي آن، كنبع دافئ تحت الأرض في خضمّ موسم العواصف.

جاء نادي تاي نجوين 19-09 الخيري لتسليم مواد الإغاثة للأشخاص في بعض بلديات مقاطعة نغي آن المتضررة من العاصفة رقم 3.

في أواخر يوليو، ضربت العاصفة رقم 3 (ويبا) شمال البلاد، مسببةً أضرارًا جسيمة للعديد من المقاطعات والمدن. وكانت نغي آن من أكثر المناطق تضررًا. فقد أدت الأمطار الغزيرة المستمرة والفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية إلى تشريد آلاف الأسر، وجرف ممتلكاتهم، وانقلبت حياتهم رأسًا على عقب. وشُردت العديد من العائلات، وخاصة في المرتفعات، وواجهت صعوبات لا تُحصى. كما أسفرت الفيضانات عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة كثيرين آخرين.

في ظل هذه الظروف، برزت روح "المحبة المتبادلة" بقوة. في تاي نجوين ، انتشرت دعوة دعم ضحايا الفيضانات الصادرة عن لجنة جبهة الوطن الإقليمية في نغي آن بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وقُوبلت باستجابة عملية ملموسة.

ما يستحق الذكر ليس فقط سرعة نشر المعلومات، بل أيضًا الاستجابة الاستباقية والمسؤولة من المجتمع. فقد أطلقت العديد من المجموعات التطوعية والشركات والجمعيات النسائية واتحادات الشباب والمدارس وغيرها في تاي نجوين حملة لجمع وتعبئة ونقل مواد الإغاثة إلى المنطقة الوسطى. كل شخص يساهم بقليل، وكل مجموعة تساهم بيد، مما خلق موجة من المودة تجاه نغي آن.

من عبوات المعكرونة سريعة التحضير، وصناديق المياه النظيفة، والملابس السليمة، والكتب المدرسية... إلى الأظرف التي تبلغ قيمتها مئات الآلاف من الدونغ والتي تم جمعها من المعاشات التقاعدية، أو الأموال المدخرة في بنوك الطلاب، تحتوي جميعها على الحب والإيمان والأمل ملفوفة في كل هدية.

نظمت العديد من المجموعات التطوعية، مثل نادي ١٩-٠٩ الخيري، رحلات إغاثة مباشرة إلى نغي آن لتوزيع الهدايا الأساسية على الأهالي. ليس الهدف من ذلك تصويرهم أو مدحهم، بل ببساطة مشاركة المواساة ودعم أهالي المناطق المتضررة من الفيضانات في أحلك أوقاتهم.

رغم عدم وجود إحصاءات شاملة حول إجمالي القيمة المادية التي دعمها تاي نجوين، إلا أن الأمر المؤكد هو أن القيمة الأكبر ليست في الأعداد، بل هي عمل ملموس يُغذي روح الجماعة، وتعبيرٌ حيٌّ عن تقاليد أمتنا المتمثلة في "الأغنياء يُعينون الفقراء".

بعد العواصف، ستُعاد بناء المنازل وتُنظف الطرق. لكن ما سيدوم أطول وأعمق هو الحب الإنساني. هذا اللطف هو ما يُخفف آلام الكوارث الطبيعية، ويدعم الضعفاء، ويُذكي الإيمان بأنه عندما يحتاج مكان ما إلى المساعدة، فإن كل مكان سيكون على أهبة الاستعداد لتقديم يد العون.

المصدر: https://baothainguyen.vn/xa-hoi/202507/tinh-nguoi-sau-bao-6cf5261/