"طيور تغرد في الحديقة" كتابٌ يُثير فضول القارئ، وكأنه اعترافٌ صغير. يروي الكاتب جانبًا من طفولته، وكأنه يُلامس طفولة القارئ.
اختار الكاتب فو فينه تران (اسمه الحقيقي تران فان فوك) أسلوب كتابة بسيطًا، يوميًا، ومألوفًا لمجموعة مقالاته. من الأطباق الريفية، إلى صياح الديوك أو زقزقة الطيور في الحديقة، إلى كل وجبة خفيفة، إلى إيقاع الأرجوحة، إلى التهويدات، إلى أصدقاء الطفولة... جميعها تتداخل في الكتابة بأسلوب لطيف، مما يجعل القراء يتذكرون طفولتهم.
يتألف الكتاب من ٢٥ مقالاً، مقسمة إلى قسمين: قصص حياة وقصص مهنية. إذا كان القسم الأول سيمفونية طفولة ريفية مع صوت الزرزور، وصرير الأراجيح، ودخان القش في فترة ما بعد الظهر، ورائحة الأرز الناضج، فإن القسم الثاني هو قلب معلم مخلص، أمام سبورة سوداء، وطباشير أبيض، وفصول دراسية صغيرة، وأشياء صامتة يصعب تسميتها.
تغريد الطيور في الحديقة لا يروي قصةً عظيمة. الكاتب ببساطة يدعو القراء للجلوس، في قلب "حديقة الكلمات"، ليستمعوا إلى تغريد الطيور من الماضي. إنه صوتٌ إن لم نُنتبه، سيمرُّ مرور الكرام. لكن إن توقفنا للحظة، سنشعر برقة قلوبنا، وهدوءها، وسكينتها.
العديد من المقاطع تُذهِل القراء. على سبيل المثال، عندما يتحدث الكاتب عن عيد رأس السنة في مسقط رأسه، تبدو كل جملة وكأنها تُزيل طبقات من الحب من أبسط الأمور: "قالت أمي إن تغليف بان تيت في نهاية العام هو في الأساس لتجمع العائلة بأكملها، لتكريم الأجداد ولتذكير الأبناء والأحفاد بالعودة إلى جذورهم. وهذه أيضًا طريقة أمي لتعليم أبنائها وأحفادها الدقة والحذر." أو عند الحديث عن شجرة التفاح النجمية القديمة في بداية الزقاق، كتب الكاتب: "في لحظة ما، لا يسعني إلا أن أشعر بحرقة في عيني عندما أتذوق طعم التفاح النجمي الحامض والحلو والقابض في المدينة الصاخبة."
بالنسبة لمن نشأوا في ريف الجنوب، وعاشوا زمن مصابيح الزيت، وأكلوا الأرز بصلصة الصويا، ولعبوا بالكريات الزجاجية تحت أشجار الجوافة، يُعدّ هذا الكتاب بمثابة عودة عاطفية خالصة إلى الوطن. وبالنسبة لشباب اليوم، قد يكون هذا الكتاب فرصةً لفهم ذكريات نشأة آبائهم ومحبتها أكثر.
لا يحمل غناء الطيور في الحديقة أي وعود، فهو مجرد "تذكرة" صغيرة لك للصعود إلى القطار "للتباطؤ والعودة إلى الطفولة".
ومن هناك، نحب الأشياء البسيطة من حولنا أكثر.../.
قويلين
المصدر: https://baolongan.vn/tieng-chim-hot-trong-vuon-mot-mien-ky-uc-trong-veo-a199448.html
تعليق (0)