ومن المرجح أن يعود تاريخ القارب القديم إلى عهد أسرتي لي وتران.
في يناير 2025، أثناء عملية تجديد أرض تربية الأسماك في حقل كوا نغي، حي كونغ ها، حي ها مان، بلدة ثوان ثانه (مقاطعة باك نينه)، اكتشف السيد نجوين فان تشين فجأةً آثار قاربين قديمين على عمق مترين تقريبًا تحت الأرض المزروعة. فور تلقي المعلومات، نسقت إدارة الثقافة والرياضة والسياحة في مقاطعة باك نينه مع معهد الآثار لإجراء مسح وتقييم الوضع الراهن، وإطلاق عملية حفر طارئة.
تم اكتشاف قاربين قديمين في مقاطعة باك نينه ربما يعود تاريخهما إلى عهد أسرة لي - تران.
تُظهر نتائج المسح الأولي أن هذين القاربين القديمين يقعان متوازيين، على طول محور الشرق والغرب، ويفصل بينهما حوالي 2.3 متر. ومن اللافت للنظر ظهور عارضة خشبية كبيرة على الجانب الشرقي، تربط طرفي القارب، مما يُشير إلى هيكل قارب كاتاماران ذي طريقة تثبيت خاصة. ويقع هذا الأثر مباشرةً على مجرى نهر داو القديم، وهو النهر الذي ارتبط ارتباطًا وثيقًا بقلعة لوي لاو القديمة، التي كانت مركزًا سياسيًا وتجاريًا مهمًا خلال عهد سلالتي لي وتران.
بعد تنقيب الموقع بأكمله، حدد الباحثون أن هذين الهيكلين كانا سليمين، يتراوح طولهما بين 16.10 و16.25 مترًا، وعرضهما حوالي 2.20 مترًا، وعمقهما الأقصى 2.15 مترًا. ربما فُقد الهيكل العلوي (قمرة القيادة، والسقف، والبطانة) أو فُكك منذ زمن بعيد، ولم يتبقَّ سوى الهيكل المملوء بالماء - الجزء الذي كان دائمًا مغمورًا في قاع النهر أثناء استخدام القارب.
يتفق العلماء على أن العمر المحدد سينتظر نتائج تحليل الكربون 14، ولكن بناءً على التقنية، فإن هذا النوع من القوارب يعود في كثير من الأحيان إلى العصور المبكرة ويمكن بناؤه في فيتنام، وهو استمرار لتقنية بناء القوارب في ثقافة دونج سون من خلال مقارنة الجزء السفلي من الهيكلين مع هيكل الحفر (المصنوع من جذع شجرة) وتقنية النقر واللسان.
وبناءً على وثائق القوارب الصينية والدولية، يُعتقد أن تاريخ هذه القوارب يعود إلى الفترة من القرن الحادي عشر إلى القرن الرابع عشر (أسرتي لي وتران)، وليس بعد القرن الخامس عشر، وأنها تحمل تأثيرات تقنية من الجنوب.
لا يستخدم أيٌّ من القاربين أي معدن في أيٍّ من مفاصله. بل يُبنى القاربان بالكامل من الخشب، ويُربطان معًا بتقنية النقر واللسان، مُدمجين بأوتاد خشبية ودبابيس تثبيت، وهي تقنية ميكانيكية تعود إلى ما قبل العصر الصناعي، تتميز بدقة عالية ومقاومة فائقة للالتواء والتشوه. ويُعدّ الوصل بين تجويف السفينة في الأسفل والألواح المرتفعة في مقدمة القارب ومؤخرته هيكلًا لم يُرَ من قبل في أي نموذج سفينة قديم في العالم.
طريقة "ربط الهيكل المزدوج"، أي هيكلين مستقلين مثبتين معًا بعوارض خشبية أفقية، هي ميزة هيكلية تشبه إلى حد كبير قوارب الكاتاماران الحديثة، مما يساعدها على الثبات عند الإبحار في النهر وتحمل حمولات ثقيلة. حتى الآن، يُعد هذا أول اكتشاف لهيكل قارب مزدوج الهيكل في علم الآثار الفيتنامي، وربما يكون الوحيد في جنوب شرق آسيا.
يجب الحفاظ على التراث الحي للحضارة النهرية.
لا يُعدّ القاربان القديمان مجرد قطع أثرية معزولة، بل يُعدّان أيضًا قطعًا قيّمة في إعادة بناء الحياة الاقتصادية والاجتماعية والدينية لسكان شمال الدلتا القدماء. وبفضل حجمهما الكبير وقدرتهما العالية على تحمّل الأحمال، وتقنيات بناء القوارب المتقنة، يُرجّح أنهما استُخدما لنقل البضائع على نطاق واسع، ربما في الاحتفالات الدينية، أو في تجارة الممرات المائية الإقليمية.
من الضروري الحفاظ على قيمة التراث الثقافي وتعزيزها.
نظراً للأهمية الخاصة لهذا الاكتشاف، نفّذت إدارة الثقافة والرياضة والسياحة في مقاطعة باك نينه على الفور خطة طوارئ لحفظ الموقع. تشمل هذه الخطة: التغطية بالمنسوجات الأرضية؛ والتثبيت بالتربة والرمل والخشب الملائم للبيئة؛ والردم التدريجي للطبقات لتجنب تأثير الكائنات الدقيقة وحماية الهيكل الخشبي. وفي الوقت نفسه، تنسق المنطقة مع معاهد البحوث لاقتراح حلول للعرض والتفسير باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد، وترميم نماذج مصغرة، وتنظيم جولات أثرية وثقافية، وإعادة تمثيل مهرجانات الممرات المائية القديمة.
يُعدّ القاربان القديمان في باك نينه شاهدًا حيًا على تقاليد حرفية محلية مزدهرة، ويُشكلان مفتاحًا لاكتشاف رؤى جديدة في التاريخ البحري والحضارة النهرية لفيتنام القديمة. ولا يُعدّ هذا الاكتشاف مساهمة مهمة في علم الآثار الفيتنامي فحسب، بل له أيضًا أهمية دولية، وهو مؤهل للإدراج في ملف التراث الوطني، وقد يُسهم في اقتراح حماية إقليمية.
إن الحفاظ على التراث ليس مسؤولية القطاع الثقافي فحسب، بل هو أيضًا فرصة لربط الماضي بالحاضر، وبناء مستقبل تنموي مرتبط بالهوية الوطنية والمعرفة التقليدية. كلما كان التراث فريدًا، زادت الحاجة إلى الحفاظ عليه وتعزيزه على النحو الأمثل.
المصدر: https://nongnghiepmoitruong.vn/thuyen-co-o-bac-ninh-dau-an-va-hanh-trinh-gin-giu-di-san-d751254.html
تعليق (0)