أعلنت الصين عن نجاح اختبار أول قطار في العالم يعمل بالأمونيا النقية. انطلق القطار، المسمى "آنهوي"، من بحيرة تشوهو بمقاطعة آنهوي، ويعمل بثبات بمحرك احتراق داخلي يعمل بوقود خالٍ من الكربون.
صُممت السفينة بقوة إجمالية تبلغ 400 كيلوواط، تتضمن محرك احتراق داخلي رئيسي بقوة 200 كيلوواط، ومحركي دفع كهربائيين مساعدين بقوة 100 كيلوواط. وبقدرة حمل قصوى تبلغ 50 طنًا وسرعة تبلغ حوالي 10 عقد، أثبتت سفينة "آنهوي" استقرارها في التشغيل، بل واستوفت أيضًا معايير السلامة والانبعاثات في الاختبارات الفعلية.

أبرز ما يميز المشروع هو استخدام الأمونيا كوقود رئيسي. فعلى عكس النفط التقليدي، لا يحتوي الأمونيا على الكربون، وبالتالي لا تُنتج عملية الاحتراق ثاني أكسيد الكربون. إضافةً إلى ذلك، نجح الفريق الهندسي في حل مشكلتين رئيسيتين: الاحتراق المستقر والتحكم في انبعاثات أكسيد النيتروجين (NO)، وهما عائقان تقنيان أمام تطبيق الأمونيا عمليًا.
يُعدّ نجاح اختبار سفينة "آنهوي" خطوةً مهمةً في استراتيجية تطوير صناعة الشحن الأخضر. فهذه هي المرة الأولى في العالم التي يُطبّق فيها نموذج أولي لسفينة تعمل بالأمونيا النقية في الميدان. ولا يقتصر هذا النجاح على أهمية علمية فحسب، بل يُمهّد الطريق أيضًا لتطبيقات التكنولوجيا الخضراء واسعة النطاق في المستقبل.
في ظل الضغوط التي تواجهها صناعة الشحن الدولي لخفض الانبعاثات، تواصل الصين تطوير مصادر بديلة للوقود. ويُعدّ الأمونيا أحد التوجهات التي يُقدّرها الخبراء تقديرًا كبيرًا نظرًا لمزاياه في كثافة الطاقة وسهولة النقل وإمكانات الإنتاج واسعة النطاق. وتشير توقعات وكالة الطاقة الدولية (IEA) إلى أنه بحلول عام 2050، قد يُشكّل الأمونيا ما يصل إلى 45% من إجمالي الوقود المُستخدم في الشحن العالمي.
على الرغم من إمكاناته الهائلة، لا يزال وقود الأمونيا يواجه تحديات عديدة في التطبيق العملي. فهو لا يشتعل بسهولة، ويصعب التحكم فيه أثناء الاحتراق، ويتطلب تقنيات حديثة لمعالجة غازات العادم لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. لذلك، أتقن فريق تطوير سفينة "آنهوي" تقنية إشعال البلازما ومعالجة غازات العادم بفعالية، وهو ما يُعد إنجازًا كبيرًا.
بالإضافة إلى خفض الانبعاثات، تُسهم السفن التي تعمل بالأمونيا في تقريب قطاع الشحن من الحياد الكربوني. فمقارنةً بأنواع الوقود الأخضر الأخرى كالهيدروجين، يُسهّل تخزين الأمونيا ويتطلب بنية تحتية أقل تخصصًا للموانئ. كما تُطوّر العديد من شركات التكنولوجيا الأوروبية الكبرى، مثل MAN Energy Solutions وWinGD، محركات ثنائية الأشواط تعمل بالأمونيا، ومن المتوقع طرحها تجاريًا في وقت لاحق من هذا العام.

مع نجاح اختبار نموذج سفينة "آنهوي"، أصبحت الصين أول دولة في العالم تُطبّق تقنية وقود الأمونيا النقي عمليًا. وستركز الخطوات التالية على توسيع نطاق هذه التقنية، واختبارها في البحار المفتوحة، وتطوير النظم البيئية الداعمة، مثل أنظمة التزويد بالوقود، وموانئ التخزين، ومعايير السلامة.
على المدى البعيد، سيتم استخدام هذا النوع من السفن عديمة الانبعاثات في النقل المحلي والدولي. وهذا لن يساهم فقط في حماية البيئة، بل سيعزز أيضًا المكانة التكنولوجية للصين في مجال الطاقة الجديدة والنقل الذكي.
المصدر: https://khoahocdoisong.vn/tau-ammonia-dau-tien-tren-the-gioi-chay-thu-thanh-cong-post1551491.html
تعليق (0)