لقد هزت دراسة رائدة تجمع بين المنح الدراسية التقليدية والذكاء الاصطناعي عالم الآثار من خلال الإشارة إلى أن الكتاب المقدس العبري (مخطوطات البحر الميت) ربما تم تجميعه قبل عشرات إلى مئات السنين مما كان يُفترض سابقًا.
وقد تم نشر البحث للتو في المجلة العلمية PLOS ONE.
حتى الآن، كان تحديد عمر المخطوطات القديمة يعتمد بشكل أساسي على تحليل شكل الكتابة (علم دراسة الخطوط القديمة).
ومع ذلك، بدأ فريق البحث متعدد التخصصات باستخدام تأريخ الكربون المشع (C-14) على 30 مخطوطة جلدية محفوظة في سلطة الآثار الإسرائيلية (IAA).
بعد تحديد عمر العينات، قام الفريق برقمنة صور عالية الدقة للأحرف العبرية والآرامية وأدخلها في نموذج الذكاء الاصطناعي المسمى "إينوك" - وهو نظام تحليل شكل الأحرف القائم على الهندسة.
استنادًا إلى بيانات من مخطوطات مؤرخة، تمكّن أخنوخ من معرفة الخصائص الزمنية للكتابة واستنتاج تواريخ 135 مخطوطة أخرى دون إجراء اختبارات إتلافية. وأظهرت النتائج أن دقة أخنوخ بلغت 79% عند مقارنتها بتقييمات الخبراء.
قال البروفيسور ملادن بوبوفيتش، مدير معهد قمران بجامعة خرونينجن (هولندا) والمؤلف المشارك في الدراسة: "لقد حللنا المشكلة الكبرى المتمثلة في تأريخ مخطوطات البحر الميت. إن الجمع بين علم الآثار والفيزياء والذكاء الاصطناعي والتاريخ وعلم فقه اللغة يُحدث ثورة في هذا المجال".
نموذج أخنوخ - الذي أصبح الآن مفتوح المصدر - يفتح الباب أمام إعادة تأريخ مئات المخطوطات التي عُثر عليها في صحراء يهودا على مدى العقود القليلة الماضية. كما تكشف النتائج الأولية أن مخطوطتين توراتيتين ربما كُتبتا بعد سنوات قليلة فقط من كتابة محتواهما، وهو أمر لم يُؤكَّد من قبل.
ويعد البحث جزءًا من مشروع استمر لعقود من الزمن يسمى "الأيدي التي كتبت الكتاب المقدس"، بتمويل من مجلس البحوث الأوروبي.
وبحسب البروفيسور إيبرت تيغشيلار، الخبير في "مخطوطات البحر الميت" من جامعة لوفين (بلجيكا)، فإن الاختلاف في التأريخ لعدة عقود أمر في غاية الأهمية، لأنه يمكن أن يضع النصوص في سياقات سياسية وثقافية مختلفة تماما.
ويواجه تحديد عمر المخطوطة باستخدام الكربون-14 أيضًا العديد من التحديات، حيث تم الحفاظ على كل مخطوطة في ظروف مختلفة لأكثر من 2000 عام.
المفتاح، وفقًا للبروفيسورة إليزابيتا بواريتو من معهد وايزمان في إسرائيل، يكمن في معالجة العينة لإزالة الشوائب تمامًا، وهو أمر لم يسبق له مثيل من قبل. وأكدت أن هذه خطوة جديرة بالثناء في دمج التكنولوجيا الحديثة لتسليط الضوء على أسئلة قديمة.
العديد من المخطوطات، التي أُعيد تأريخها، أقدم من مجتمع قمران، موطن من يُعتقد أنهم كتبوا معظم مخطوطات البحر الميت. وهذا يثير تساؤلات حول نشأة الظواهر الثقافية التي ارتبطت تقليديًا بأحداث تاريخية محددة.
ويأمل الباحث جو أوزيل من الأكاديمية الإسرائيلية للآثار أن يمهد هذا البحث الطريق لتطبيق أوسع للذكاء الاصطناعي في مجال علم الآثار.
المصدر: https://www.vietnamplus.vn/su-dung-ai-de-xac-dinh-nien-dai-cuon-kinh-thanh-bang-tieng-do-thai-post1042990.vnp
تعليق (0)