ذكريات حية من خلال التجارب البصرية
في متحف مخلفات الحرب، دخلت مجموعة من أربعة عشر طفلاً من أبناء موظفي شركة فيتيل للاتصالات قاعة العرض بعيون متلهفة. لم تكن هذه مجرد نزهة بسيطة، بل كانت فرصةً للجيل الشاب للتعرف مباشرةً على صفحات التاريخ البطولية من خلال القطع الأثرية والصور.



قال السيد ترونغ كوانغ، الذي كان يصطحب أطفاله لزيارة متحف مخلفات الحرب: "بعد عام من الدراسة، نريد لأطفالنا أن يحظوا بتجربة مفيدة وذات معنى. هذا نشاط سنوي تُقدمه الشركة كهدية للأطفال. في زيارتي الأولى لمتحف مخلفات الحرب، رأيت الأطفال يستمعون باهتمام إلى الشرح ويطرحون الأسئلة بحماس. كان ذلك أكثر قيمة من محاضرة في الصف، لأن التاريخ كان مُلهمًا ومؤثرًا."


في تلك المساحة أيضًا، كانت مجموعة من طلاب جامعة مدينة هو تشي منه المفتوحة يدونون ملاحظاتهم بجد. قال شوان ثاو، طالب متخصص في إدارة الأعمال: "أكثر ما أثار إعجابي وأثر بي هو موضوع العامل البرتقالي. لقد جعلني أرى بوضوح قسوة الحرب، وفي الوقت نفسه جعلنا نُقدّر السلام الذي نعيشه اليوم أكثر. رحلات كهذه تُسهم في إحياء التاريخ، بل تُعزز ارتباطه الوثيق بمسؤولية جيل الشباب".

لا يقتصر الأمر على الشباب فحسب، بل يعتبره الزوار الأكبر سنًا أيضًا فرصةً لاستعراض التاريخ وتكريم من ضحوا بحياتهم من أجل استقلال الوطن. زار السيد دوان فان نجان، العامل في شركة فا لاي للطاقة الحرارية، برفقة 36 زميلًا من هاي فونغ مدينة هو تشي منه، وقال: "هذه هي المرة الثالثة التي أزور فيها متحف هو تشي منه، فرع مدينة هو تشي منه. ورغم أنني زرته مراتٍ عديدة، إلا أنني ما زلت أعود إليه لما يحمله من قيم تاريخية قيّمة. في كل مرة أزوره، أجد معروضات جديدة، وتفاصيل بصرية نابضة بالحياة. هذا التغيير هو ما يجعل الرحلة ليست مجرد ذكريات، بل تجربة جديدة أيضًا".

نشر الفخر الوطني
لا يقتصر أجواء "العودة إلى الجذور" على متحف بقايا الحرب، أو متحف تون دوك ثانغ، أو متحف المدينة، أو فرع متحف هو تشي منه في مدينة هو تشي منه، بل إن جميع المواقع التاريخية تقريبًا في مدينة هو تشي منه تعج بالزوار هذه الأيام.

قالت نغوك ماي، وهي شابة تتعلم التاريخ في متحف تون دوك ثانغ: "في كل مناسبة مهمة، أختار زيارة المتحف. إنه بمثابة تذكير بمسؤولية جيل اليوم في الامتنان لأسلافهم، والشعور بالفخر بالوطن، ثم مواصلة العمل الجاد."


وفقًا للإحصاءات، غالبًا ما يزداد عدد زوار متاحف مدينة هو تشي منه خلال الأعياد الرسمية مرتين إلى ثلاث مرات مقارنةً بالأيام العادية. ولم يقتصر الأمر على العروض التقليدية فحسب، بل لجأت العديد من المتاحف إلى استخدام التقنيات السمعية والبصرية، ورموز الاستجابة السريعة، والشروحات الرقمية، أو الواقع الافتراضي، مما يُسهّل على الزوار، وخاصة الأطفال، استيعاب التاريخ من خلال العديد من العروض المرئية الحية.



قالت الأستاذة نغوين ثي هوينه جياو، المحاضرة في جامعة نغوين تات ثانه: "إن رحلة العودة إلى المنبع في المناسبات الوطنية الكبرى وسيلةٌ للتواصل بين الأجيال. يمكن للأطفال استكشاف التاريخ من خلال الألعاب الشعبية والصور المرئية، ويمكن للطلاب استكشافه من خلال الرحلات الدراسية، وبالنسبة لكبار السن، فهي فرصةٌ لمراجعة الذكريات ونقلها إلى الجيل التالي. هذه هي عملية رعاية منبع الثقافة الوطنية في المجتمع".


التاريخ ليس مجرد صفحات كتب، بل هو حاضر في كل قطعة أثرية، وفي كل قصة، وفي كل رحلة، وفي كل عودة إلى المصدر، يستمد كل جيل شعلة من الحماس للحفاظ على التراث وتعزيزه. ومن خلال هذه الرحلات، لا يتوقف حب الوطن عند حد العواطف، بل يصبح قوة دائمة، تمتد من الماضي إلى الحاضر، وتترجمه إلى أفعال في المستقبل.
المصدر: https://baolaocai.vn/on-lai-lich-su-de-nuoi-duong-long-tu-phao-va-trach-nhiem-voi-dat-nuoc-post879980.html
تعليق (0)