الرسم التوضيحي: دانج هونغ كوان
كان حساء الذرة الحلو، مع بعض ذرة غير كاملة الحبة قطفت من الحديقة. كنا نسميها غالبًا "ذرة بلا أسنان" لأن حباتها كانت قليلة الجذور وقليلة الأسنان. ولتحضير قدر من الحساء الحلو، اضطرت أمي أيضًا إلى حفر بعض البطاطس الشمعية من الحديقة. قُدّمت حساء الذرة الحلوة والبطاطس الشمعية الحلوة مع حليب جوز الهند الغني.
هناك أيضًا حساء الموز الحلو، إذا حالفك الحظ بوجود كمية من الموز الناضج في حديقتك. كلما كان الموز أكثر نضجًا، كان الحساء ألذّ وأكثر حلاوة. كما تضيف الأم البطاطا الحلوة أو الكسافا، المتوفرة أيضًا في الحديقة، لطهيهما معًا.
شوربة الموز الحلوة تجمع بين حلاوة الموز ونكهة البطاطا الحلوة الغنية. أضيفي حليب جوز الهند أو بضع شرائح رقيقة من جوز الهند والفول السوداني المحمص المطحون إلى الطبق، لتحصلي على شوربة عطرية ولذيذة بشكل غريب.
هناك أيضًا حلوى اليقطين الصغيرة والفاصوليا الخضراء للتبريد، لأن الحديقة تحتوي على بعض كروم اليقطين التي تؤتي ثمارها.
كان عبارة عن قدر من حساء الفاصولياء السوداء الحلو مع الأرز اللزج. كانت الفاصولياء تُحصد في الصيف وتُحفظ في زجاجات زجاجية في خزانة المطبخ. كان الحساء الحلو يحتوي على الفول السوداني، وفاصولياء المونج، والتابيوكا، ونشا البطاطس، وبعض الكسافا.
في أيام الفرح، كأيام البدر، كانت أمي تنقع الأرز اللزج وتطحنه حتى يصبح دقيقًا لصنع كرات الأرز الحلوة. كرات الأرز الحلوة رسمية جدًا لدرجة أنها نادرًا ما تُؤكل. ومع هذا الطبق الحلو، يعشق الجميع كرات "تشي ديو"، وهي كرات عجين بدون حشو.
استمر المطر طويلًا، ولم يكن هناك سوقٌ للتجارة. لم يكن من الممكن تجفيف الأرز والحشيش. لكن والدتي وجدت طريقةً لننعم بأجواءٍ دافئة، نتناول فيها الحساء الحلو والعصيدة مع جميع الحاضرين، ونتشارك الطعام ونمنح بعضنا البعض حتى لو كنا لا نزال جائعين.
طهي حساء حلو في يوم ماطر أمرٌ مُرهق. لدى كل شخص ما يضعه في قدر الحساء الحلو. أحدهم يقشر جوز الهند، وآخر يكشطه، وآخر يعصر حليب جوز الهند، وآخر يقشر البطاطس. على كل طفل أن يُنجز بعض المهام: إحضار السكر (لذلك، أطلب دائمًا من أمي قطعة سكر صغيرة لأمتصها - عندما كنا لا نزال نستخدم سكر القصب الخام)؛ ونقع نشا التابيوكا ونشا البطاطس...
وُضع قدر الحساء الحلو على الموقد. جلست أمي تراقب النار لمنعها من الالتصاق بقاع القدر. تجمع الأطفال حول بعضهم، يتجاذبون أطراف الحديث ويروون القصص، أو يلعبون ألعابًا في انتظار نضج الحساء الحلو. كان قدر الحساء الحلو يغلي، وبدأت رائحة الحساء الحلو تفوح من كل طبقة من أوراق المطبخ الصغير. أُخرج الحساء الحلو، في انتظار أن تُقدم أمي حصتها للأجداد، لنتمكن من تناوله.
كوب من الشاي الساخن، بينما لا يزال الجو ممطرًا في الخارج، يكون دافئًا وحلوًا ولذيذًا حتى النخاع.
في تلك الأيام الممطرة، كانت أمي تُخرج جميع ملابسنا لترى إن كانت بها خيوط فضفاضة أو حواف ممزقة أو أزرار مفقودة، لتتمكن من إصلاحها. ثم طلبت مني أمي أن أُخرج كتاب الأغاني الشعبية القديم ذي الغلاف الأسود، وأن أقرأ لها بعضًا من أغانيها المفضلة. كان مشهد استلقائنا على سرير الخيزران القديم في الشرفة الممطرة، وأمي جالسة بجانبنا، تُخيط باجتهاد، يُدفئنا حتى تلك اللحظة.
أتذكر وجبات الحساء الحلو الذي كانت تطبخه أمي في الأيام الممطرة، وأفكر في طريقتها في "كبت المشاعر السلبية"، وأشعر بالأسف عليها. في ذلك الوقت، لم نكن نعرف نحن الأطفال حزن الكبار أمام المطر المستمر.
لم أسمع سوى أمي تشكو: "يا له من مطر، إنه يهطل باستمرار!"، لكنني لم أُعر تنهداتها اهتمامًا يُذكر. كنتُ أجلس في المنزل أخيط وأطبخ، لكن ذهن أمي كان على الأرجح شاردًا في الحديقة: أشجار الفاكهة تتعفن بسهولة، والأزهار تتساقط بسهولة، والحديقة لم يكن محصولها جيدًا ذلك العام.
استمر المطر طويلًا، ولم يكن هناك سوقٌ للتجارة. لم يكن من الممكن تجفيف الأرز والحشيش. لكن والدتي وجدت طريقةً لننعم بأجواءٍ دافئة، نتناول فيها الحساء الحلو والعصيدة مع جميع الحاضرين، ونتشارك الطعام ونمنح بعضنا البعض حتى لو كنا لا نزال جائعين.
الآن، عندما تهطل الأمطار لفترة طويلة، أُقلّد أمي، أحمل سلةً إلى السوق لأبحث عن بعض الذرة في الحديقة، وأتوقف لشراء كيس من حليب جوز الهند، ثم أُشعل الموقد لأُحضّر حساءً حلوًا. كان قدر الحساء الحلو الذي طهوتُه يتصاعد منه البخار ببطء، بلا رائحة عطرة، أو ربما كان يفتقد أجواء هذا الشخص الصاخبة، هذا الشخص يفعل هذا، ذاك يفعل ذاك، في جوٍّ من النشاط والراحة في المطبخ الصغير.
رائحة الخشب المحترق والدخان الأسود في قاع القدر مفقودة. لن يقبل ابني أبدًا أن يمضغ قطعة من سكر القصب الخام كما فعلتُ سابقًا، لأغمر نفسي بالسعادة.
لكن من المؤكد أن رائحة المطبخ الدافئة في يوم ممطر، مع طبق بسيط يمكن لأي شخص طهيه، ستبقى عالقة في ذهن الطفل بطريقتها الخاصة، بغض النظر عن العصر الذي كان فيه.
هذا التعلق، الخاص والفردي، يدفع كل فرد في المنزل للعودة. أعتقد أن المنزل لا يزال الملاذ الآمن لكل حياة، لكل شخص، بغض النظر عن هويته.
[إعلان 2]
المصدر: https://tuoitre.vn/mon-che-trong-bua-mua-dam-20240929095957036.htm
تعليق (0)