يجعل كيليان مبابي ملعب سانتياغو برنابيو يستعيد الذكريات الرائعة لعصر كريستيانو رونالدو. |
في الجولتين الأوليين من موسم الدوري الإسباني الجديد، أصبح أوساسونا وأوفييدو ضحايا لا حول لهم ولا قوة لمبابي "النهم" - يسجل أهدافًا كأنه يتنفس ويحول مرمى الخصم إلى منطقة جزاء. يُطلق المدريديون على هذه النسخة من مبابي اسمًا مألوفًا: "وضع CR7".
إدمان الأهداف و"المفتاح الرئيسي"
في ملعب كارلوس تارتيري، صباح يوم 25 أغسطس، سجل مبابي هدفين ليقود ريال مدريد للفوز 3-0، مُفسدًا عودة أوفييدو إلى الدوري الإسباني. كان الهدف الافتتاحي أوضح دليل على هذا التحول: استلام الكرة من أردا غولر، والتحول إلى مهاجم حقيقي، وإنهاء الهجمة ببراعة. كان هذا هدفه الثالث والثلاثين في 37 مباراة منذ بداية عام 2025 - وهو رقم قياسي نادرًا ما يحققه إلا كريستيانو رونالدو.
يُذكر أن مبابي افتتح التسجيل 13 مرة في الدوري الإسباني منذ انضمامه إلى البرنابيو. هذه ليست مجرد إحصائية سطحية، بل هي مؤشر على أنه أصبح "المفتاح الرئيسي" لاختراق أي دفاع متعثر. فعندما تكون المباراة محصورة، يكون مبابي أول من يفتتح التسجيل، ممهدًا الطريق للفوز.
بتسجيله 47 هدفًا مع ريال مدريد، تجاوز مبابي رسميًا رافائيل مارتن فاسكيز، أحد أساطير النادي. والأهم من ذلك، أنه دخل قائمة أفضل الهدافين في أوروبا. منذ بداية الموسم الماضي، سجل مبابي 47 هدفًا، متقدمًا فقط على هاري كين (45) وليفاندوفسكي (42) وجيراسي (40).
ثباته في الأداء مثيرٌ للخوف أكثر: ثلاثة أهداف في أول جولتين فقط من هذا الموسم. هذا يُظهر أن مبابي لم يعد مجرد نجمٍ يتألق تدريجيًا، بل يُحافظ على أدائه كآلة تهديف.
وبـ47 هدفا مع ريال مدريد، تفوق مبابي رسميا على رافائيل مارتن فاسكيز، أحد الأسماء الأسطورية في النادي. |
في مثل هذه المرحلة من الموسم الماضي، كان مبابي يُنتقد لافتقاره للتوجيه، وللعبه المتذبذب بين الجناح والمهاجم. أما الآن، فهو المهاجم المثالي. بفضل لياقته البدنية المتناسقة - فقد زاد وزنه أربعة كيلوغرامات منذ كأس العالم - لا يتميز مبابي بالرشاقة فحسب، بل بالقوة أيضًا في دورانه وتسديداته.
لم يستطع تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد، إخفاء سعادته: "لقد استعاد 4 كيلوغرامات من وزنه بعد كأس العالم، ويبدو في حالة جيدة جدًا. أتمنى أن أرى مبابي يُبدع ويُسدد بهذه الطريقة". في الواقع، أثبت 12 هدفًا في آخر 7 مباريات بالدوري الإسباني أن مساحة الـ 16.50 مترًا أصبحت الآن "ملعبه الخاص" للاعب الفرنسي.
ظل رونالدو في هوية جديدة
لا يُطلق مشجعو ريال مدريد على مبابي لقب "CR7 الجديد" عبثًا. فطريقة تسجيله للأهداف، وشغفه بالتسجيل، وقوته البدنية والذهنية تُذكرنا برونالدو في أوج عطائه.
في موسم 2014/2015، سجل كريستيانو رونالدو 19 هدفًا متتاليًا من الجولة الثالثة إلى الثانية عشرة في الدوري الإسباني، وهو رقم قياسي حتى اليوم. لم يصل مبابي إلى هذا الرقم، ولكن مع مستواه الحالي، لا أحد يجرؤ على استبعاد إمكانية تكراره، أو حتى تجاوزه.
الفرق هو أن مبابي لا يقتصر على "تقليد" رونالدو. فهو لا يحتاج إلى أن يكون نسخة، بل يمزج صفات كريستيانو رونالدو بأسلوبه الخاص: سرعة هائلة، وتسارع من الجناح الأيسر، بالإضافة إلى دقة التعامل مع مهاجم متعدد المهارات. رونالدو هو تجسيد للقوة والعظمة، بينما يبني مبابي صورة مهاجم هادئ، أنيق، وأكثر عصرية.
بفضل لياقته البدنية المتناسقة، حيث اكتسب أربعة كيلوغرامات منذ كأس العالم، فإن مبابي ليس رشيقًا فحسب، بل إنه قوي أيضًا في مناوراته وتسديداته. |
47 هدفًا ليست سوى البداية. ينطلق مبابي في نفس الرحلة التي خاضها كريستيانو رونالدو سابقًا، محوّلًا ملعب سانتياغو برنابيو إلى "ملعبه الخاص" الذي يحطم فيه الأرقام القياسية. جماهير ريال مدريد، التي كانت صارمة في السابق لدرجة أنها لم تتسامح مع أي تراجع، بدأت الآن ترى شخصية مألوفة: نجم خارق قادر على حسم المباراة في أي وقت.
إذا ترك رونالدو إرثًا برغبته الجامحة، فإن مبابي يُعيد صياغته بأسلوب جديد - أقلّ تكلّفًا، لكن بنفس الفعالية. الحقيقة هي أن ريال مدريد لا يحتاج إلى نسخة من رونالدو، بل إلى مبابي قادر على وراثة روح كريستيانو رونالدو لمواصلة كتابة فصله الذهبي. وهذا ما يفعله اللاعب الفرنسي حاليًا.
مبابي لا يدخل مرحلة "النجم السابع" فحسب، بل يُثبت قدرته على خلق "النجم السابع" - نسخة جديدة من الشغف والشجاعة والقدرة على حسم المباراة. إذا حافظ على هذا الشغف بالأهداف، سيشهد البرنابيو مجددًا ميلاد أسطورة حية.
المصدر: https://znews.vn/mbappe-bat-phien-ban-cr7-post1579820.html
تعليق (0)