ليفربول يوافق على بيع لويس دياز إلى بايرن ميونخ. |
شهد ليفربول صيفًا مضطربًا في سوق الانتقالات، ويُعدّ بيع لويس دياز إلى بايرن ميونيخ مقابل 70 مليون جنيه إسترليني دليلًا واضحًا على فلسفة مجموعة فينواي الرياضية (FSG) التجارية الباردة. لا يقتصر هذا القرار على الجانب المالي فحسب، بل يعكس أيضًا رصانة نادي أنفيلد في إدارة شؤون الموظفين.
قرار من الصعب رفضه
لم يكن دياز لاعبًا يرغب ليفربول في بيعه خلال فترة الانتقالات الحالية. ومع ذلك، عندما واصل بايرن ميونيخ رفع سعره، ليصل أخيرًا إلى 70 مليون جنيه إسترليني، وافقت مجموعة فينواي الرياضية. كان هذا المبلغ ضعف الـ 37 مليون جنيه إسترليني التي دفعها ليفربول لضمه من بورتو في عام 2022، وهي صفقة معقولة جدًا من حيث الربح.
والأهم من ذلك، أن مطالب دياز المتعلقة بأجور تتجاوز 10 ملايين جنيه إسترليني سنويًا لا تتوافق مع السياسة المالية لمجموعة فينواي الرياضية. منذ عام 2023، سعى اللاعب ووكيله مرارًا وتكرارًا لتمديد عقده، لكن ليفربول التزم بسقف الأجور المحدد. وقد أدى هذا الإصرار إلى رحيل لاعبين آخرين، مثل ساديو ماني وروبرتو فيرمينو وجورجينيو فينالدوم.
لطالما عُرف مايكل إدواردز، مدير كرة القدم في FSG، بنهجه "الخالي من العواطف" في القرارات المالية. يرى إدواردز والمدير الرياضي الجديد ريتشارد هيوز أن دياز قد وصل إلى المرحلة الأخيرة من مسيرته. بيعه في ذروة قيمته السوقية هو وسيلة لليفربول لتدوير صفوفه دون المساس بهيكل رواتبه.
بعد لويس دياز، من المرجح أن يأتي دور داروين نونيز لمغادرة ليفربول. |
ساعدت هذه السياسة ليفربول على تحقيق أرباح طائلة من صفقات مذهلة، مثل بيع فيليب كوتينيو إلى برشلونة مقابل 142 مليون جنيه إسترليني، أو جني عشرات الملايين من الجنيهات من لاعبين لم يعودوا ضمن خططه، مثل جوردان إيبي، ومامادو ساكو، وداني إنغز، وريان بروستر. وبفضل ذلك، ورغم الاستثمار المستمر في الفريق، لا يزال النادي يحافظ على توازنه المالي، وهو عامل حيوي في عصر كرة القدم الذي تحكمه لوائح مالية صارمة.
دروس من ماني
ساديو ماني مثالٌ ساطعٌ على كيفية اتخاذ ليفربول للقرارات. فرغم كونه أسطورةً في أنفيلد، بِيعَ المهاجم السنغالي إلى بايرن ميونيخ عندما بلغ الثلاثين من عمره، براتبٍ سنويٍّ قدره 20 مليون جنيه إسترليني، وهو ما لم يعد يُضاهي توقعات أدائه على المدى الطويل. وبعد عامٍ واحدٍ فقط، باع بايرن ميونيخ ماني بخسارةٍ إلى الدوري السعودي للمحترفين، مُثبتًا أن ليفربول قد أحسن توقيت انتقاله.
دياز، رغم تفانيه ونشاطه، ليس استثناءً من هذا المنطق. سيبلغ الثلاثين من عمره عند انتهاء عقده مع بايرن، بينما لا يزال ليفربول يتمتع بالحرية المالية للاستثمار في لاعبين أصغر سنًا وأكثر ملاءمةً لخططه طويلة المدى.
بالطبع، بيع دياز محفوف بالمخاطر. فهو جناح أساسي، يتميز بالسرعة والإبداع. سيحكم المشجعون سريعًا على الصفقة من خلال جودة بديله.
وتعاقد ليفربول مع فيرتز في صيف 2025، في خطوة لتعويض لويس دياز. |
ومع ذلك، يُظهر التاريخ أن ليفربول غالبًا ما يُصيب في قراراته. من كوتينيو إلى ماني، لم تُضعف رحيلات اللاعبين البارزين الفريق، بل أتاحت فرصًا لإعادة هيكلة الفريق بذكاء أكبر.
لم يعد ليفربول الآن مجرد نادٍ ناجح على أرض الملعب، بل أصبح أيضًا نموذجًا للإدارة المالية في كرة القدم الحديثة. إذا كان "فن الصفقات" بحاجة إلى فصل جديد، فربما تستحق شخصيات مثل مايكل إدواردز وريتشارد هيوز ورئيس مجلس الإدارة مايك جوردون أن يُذكروا كخبراء في سوق الانتقالات.
المصدر: https://znews.vn/liverpool-da-dung-khi-ban-luis-diaz-post1572141.html
تعليق (0)