أعلن المكتب الوطني للإحصاء في الصين مؤخرًا أن مؤشر أسعار المستهلك في البلاد ارتفع في يونيو بنسبة 0.1% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. بعد أربعة أشهر متتالية من الانخفاض، عاد هذا المؤشر إلى الارتفاع لأول مرة. وبالمقارنة مع الشهر السابق، انخفض مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.1%، لكن وتيرة الانخفاض تباطأت.
على وجه التحديد، ارتفعت أسعار البنزين والمركبات الكهربائية بنسبة 0.5% و0.3% على التوالي مقارنةً بالشهر السابق. كما سجلت قطاعات التكنولوجيا المتقدمة، مثل الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، ومعدات الاتصالات بالموجات الدقيقة، ومعدات الطيران والفضاء، والخوادم، زيادات مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة، بنسبة 0.7% على أساس سنوي، مسجلاً أكبر زيادة له في 14 شهرًا. وصرح دونغ ليجوان، كبير الاقتصاديين في المكتب الوطني للإحصاء، في تقرير: "استمرت سياسات تحفيز الطلب المحلي وتعزيز الاستهلاك في تحقيق نتائج ملموسة في يونيو".
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد الصيني تحديات ناجمة عن الحرب التجارية العالمية وضعف الطلب المحلي.
كان نشاط التصنيع في الصين قد أظهر في السابق علامات تحسن في يونيو/حزيران بعد أن وافق الرئيس ترامب على تأجيل الرسوم الجمركية المرتفعة على الواردات الصينية لمدة 90 يوما، لكن مسحا حديثا أظهر أن قطاع التصنيع بشكل عام لا يزال ينكمش.

(الصورة: iStock).
انخفض مؤشر أسعار المنتجين (PPI)، الذي يعكس أسعار المصانع، بنسبة 3.6% على أساس سنوي، مما يشير إلى استمرار الضغوط الانكماشية. ومع ذلك، أفاد المكتب الوطني للإحصاء بأن الأسعار في بعض القطاعات قد استقرت أو بدأت بالتعافي.
ومع ذلك، كان انخفاض مؤشر أسعار المنتجين أعمق من انخفاض بنسبة 3.2% الذي توقعه خبراء الاقتصاد في استطلاع أجرته رويترز، وكان أشد انخفاض منذ يوليو تموز 2023، وفقا لبيانات من شركة الخدمات المالية LSEG.
انخفض مؤشر أسعار المنتجين في الصين بشكل مستمر منذ سبتمبر 2022، مما يدل على استمرار الضغوط الانكماشية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم .
واجهت الصين مؤخرًا ضغوطًا انكماشية نتيجة ضعف الطلب المحلي وفائض المعروض الصناعي. كما أعاقت التوترات التجارية قدرة المصنعين على استيعاب المخزون.
وقال تشيوي تشانغ، كبير الاقتصاديين في شركة بينبوينت لإدارة الأصول، لشبكة سي إن بي سي: "من السابق لأوانه القول إن الانكماش على وشك الانتهاء، حيث لا يزال سوق العقارات ضعيفا، ولا تزال حرب الأسعار في العديد من قطاعات السلع الاستهلاكية في مراحلها المبكرة".
لكن هذا الارتفاع قد لا يستمر في النصف الثاني من هذا العام، وقد يعاني التضخم الأساسي في الصين إذا استمر فائض المعروض، حسبما قال زيتشون هوانج، الخبير الاقتصادي في كابيتال إيكونوميكس.
وقال هوانج "مع استمرار العرض في تجاوز الطلب، فإن استمرار الطاقة الإنتاجية الزائدة يعني أن حروب الأسعار من المرجح أن تستمر بين الشركات المصنعة الصينية".
وعلى الرغم من الاضطرابات التي لحقت بالتجارة العالمية بسبب الرسوم الجمركية الأميركية، فقد سجلت صادرات الصين نموا مطرداً في الأشهر الأخيرة، حيث ارتفعت بنسبة 4.8% في مايو/أيار و8.1% في أبريل/نيسان، ويرجع ذلك جزئيا إلى الصادرات القوية إلى دول جنوب شرق آسيا، والتي عوضت عن انخفاض الصادرات إلى الولايات المتحدة.
في أوائل شهر مايو/أيار، أطلقت السلطات المالية الصينية سلسلة من التدابير لدعم الاقتصاد، مثل خفض أسعار الفائدة المرجعية أو خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك.
أطلقت الحكومة الصينية أيضًا سلسلة من إجراءات التحفيز الأخرى، بما في ذلك برنامج استبدال السيارات والأجهزة المنزلية وغيرها من السلع، إلا أن البرنامج أظهر مؤخرًا بوادر تباطؤ. ولا تزال حرب الأسعار في صناعة السيارات وأزمة العقارات المستمرة تُشكلان مصدر قلق بالغ للحكومة.
المصدر: https://dantri.com.vn/kinh-doanh/kinh-te-trung-quoc-don-tin-vui-giua-cang-thang-thue-quan-20250709183132963.htm
تعليق (0)