الذكاء الاصطناعي يقوم بمسح وحذف التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي
عندما يترك الناس تعليقًا على فيديو على يوتيوب، أو منشور على فيسبوك، أو مقال على الإنترنت، لا يعرفون إن كان سيصل إلى أي شخص. ليس بسبب خطأ إملائي أو مخالفة للقانون، بل ببساطة لأنه محظور بواسطة خوارزمية تصفية آلية.
تستخدم منصات التكنولوجيا اليوم أنظمة تصفية التعليقات لاستبعاد خطاب الكراهية، والمواد الإباحية، والعنف، والخطابات المثيرة للانقسام. الهدف هو "الحفاظ على سلامة المجتمعات"، ولكن هل هذه الأدوات مُطهّرة لدرجة أنها غير مُراعية؟
عندما يصبح الذكاء الاصطناعي حارسًا للكلام
بخلاف بدايات الإنترنت، حين كانت التعليقات "الخام" تتدفق بحرية، تُفوّض معظم المنصات الرئيسية الآن مسؤولية تصفية المحتوى إلى الذكاء الاصطناعي. بفضل التعلم الآلي، تستطيع الأنظمة مسح ملايين أسطر النصوص يوميًا، وتقييم اللغة والنبرة، وحتى "السياق"، لتقرر ما إذا كانت ستُحفظ أم تُحذف.
ومع ذلك، هذا النظام ليس دقيقا دائما.
شاركت السيدة نغوك في (مدينة هو تشي منه): "تم إخفاء تعليقي حول أحد المنتجات دون أي سبب. لا شتم، ولا رسائل مزعجة، مجرد تعليق اختفى بعد ثوانٍ قليلة."
يُحذف العديد من المحتوى لمجرد استخدامه كلمات حساسة في سياق طبيعي تمامًا. أحيانًا تُساء تفسير عبارات مثل "فقر" أو "جوع" أو "سياسة" أو "نظام" على أنها سلبية إذا لم تستطع الآلة فهم جوهر الجملة.
تصفية الانتقادات أو القضاء عليها؟
وبحسب تحذير من منظمة AlgorithmWatch (ألمانيا)، فإن أنظمة الرقابة الآلية قد تقضي بشكل غير مقصود على الأصوات المعارضة، وخاصة من المجموعات المحرومة أو الأقليات، لأن هذه الأنظمة تتعلم من سلوك الأغلبية، التي ليست متنوعة بما فيه الكفاية من حيث الثقافة ووجهات النظر.
في فيتنام، يزداد شيوع الرقابة الصارمة على المحتوى من قِبل منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما مع مواقع الأخبار التفاعلية. غالبًا ما تُمنع التعليقات على القضايا الراهنة والاجتماعية من الظهور، أو تُشترط الحصول على موافقة مسبقة، مما يدفع الكثيرين إلى التساؤل: هل لا تزال حرية التعبير موجودة في الفضاء الإلكتروني؟
الأمر المقلق هو أن المستخدمين نادرًا ما يعرفون سبب إخفاء التعليقات أو حذفها. لا توجد إشعارات، ولا آليات شفافة للتعليقات. كل شيء يحدث بصمت، وفي عالم تحكمه الخوارزميات، قد يكون الصمت أذكى أشكال الرقابة.
حافظ على نظافة الإنترنت ولكن لا تبيض المحادثة
إن نظافة الفضاء الإلكتروني لا تعني بالضرورة عقمه. فالمجتمع هو مكان للتعبير عن الآراء المختلفة، البنّاءة، الناقدة، والمُناقشة. نحن بحاجة إلى خوارزميات لتصفية الخطابات المسيئة، ولكننا نحتاج أيضًا إلى حماية الحق في الاختلاف، والحق في التساؤل، والحق في إثارة المشاكل.
عندما يتعين "تعديل" كل تعليق، يتعين علينا أن نسأل: هل تحمي التكنولوجيا المجتمع أم تقوم بتصفية ما يُسمح للمجتمع بسماعه؟
لا يمكن للتكنولوجيا أن تحل محل البشر في اتخاذ القرارات القيّمة. وفي عصر الذكاء الاصطناعي، تُعدّ الشفافية والحق في إبداء الرأي من أنصف "الخوارزميات" للنظام بأكمله.
ينبغي للتكنولوجيا أن تساعد الناس على التحدث، وليس أن تقرر لهم ما يقولونه.
المصدر: https://tuoitre.vn/khi-ai-quyet-dinh-ban-duoc-noi-gi-tren-mang-20250701231035288.htm
تعليق (0)