يحافظ الكثير من الناس على تفوقهم بجدية عند تعلم اللغات الأجنبية من خلال التطبيقات، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتطبيق العملي، فإنهم "يستسلمون"
بدلاً من الجلوس على مكتب مع دفتر ملاحظات مربع، يبدأ العديد من الأشخاص الآن في تعلم لغة أجنبية ببساطة عن طريق فتح تطبيق على هواتفهم.
تعلم اللغات الأجنبية في عصر الذكاء الاصطناعي
في السنوات الأخيرة، أصبحت أسماء مثل Duolingo وMemrise وDrops وQuizlet أدوات مألوفة للمتعلمين من جميع الأعمار. وهي شائعة ليس فقط بين الطلاب، بل أيضًا بين العاملين وربات البيوت، وحتى المتقاعدين.
لا تكمن جاذبية هذه التطبيقات في محتواها الأكاديمي، بل في طريقة جعلها التعلم ممتعًا وسهل المنال. فبدلًا من فقرات القراءة الطويلة، يُمنح المتعلمون تحديات مفردات متعددة الخيارات، ومطابقة الصور، والاستماع واختيار الإجابة الصحيحة.
تستغرق الدروس بضع دقائق فقط، وهي كافية لتُسهّل عليك وقت انتظار الحافلة أو الجلوس في مقهى. كل إجراء صحيح يُكسبك نقاطًا ونجومًا وردود فعل رائعة من شخصيات مثل بومة دولينجو أو قطرات ماء دروبس.
في طريقة عمل هذه المنصات، تُعتبر سلسلة من أيام الدراسة المتتالية إنجازًا هامًا. وقد حافظ البعض على هذه السلسلة لمئات الأيام لمجرد عدم رغبتهم في تفويت الفرصة. تُؤدي كل جلسة دراسية إلى زيادة في الدرجات، وإرسال إشعار، والشعور الفوري بالإنجاز.
عند هذه النقطة، يبدأ التعلم بالتغير. لم يعد فتح تطبيق يوميًا يعني اكتساب معرفة جديدة، بل عدم الانقطاع. كثيرون يقومون ببعض التمارين البسيطة ثم يُسجلون الخروج. ما كان في السابق رحلة تتطلب التدريب والتفكير أصبح الآن سلسلة انعكاسية: افتح التطبيق، انقر، واحصل على المكافأة.
الجانب المظلم لعادة "الانتصارات المتتالية"
كما هو الحال مع عدّ الخطوات أو الحفاظ على نظام غذائي صحي، فإنّ سلسلة من أيام التعلم المتتالية عبر تطبيق ما تُولّد شعورًا بالإنجاز الشخصي. يشعر المتعلمون بأنهم يسعون جاهدين لتحقيق هدف، وفي كل مرة يُكملون فيها درسًا، مهما كان قصيرًا، يشعرون بأنهم قد أنجزوا شيئًا ما. ومع ذلك، عندما تُصبح هذه السلسلة هي الهدف الأسمى، يُمكن أن يُصبح التعلم بسهولة آلية للتكيّف.
وفقًا لموقع Tuoi Tre Online ، أجرت الدكتورة روي لي من جامعة هونان (الصين) دراسةً عام ٢٠٢١، استطلعت فيها آراء ما يقرب من ١٠٠ طالب جامعي يستخدمون تطبيقات تعلم اللغة الإنجليزية. أظهرت النتائج أن ٩٠٪ من المشاركين أبدوا اهتمامًا بالتعلم من خلال الألعاب، لكن معظمهم لم يشعروا بمزيد من الثقة عند استخدام اللغة في الحياة الواقعية.
وقال بعض الطلاب إنهم ما زالوا يدرسون كل يوم، ولكن بشكل أساسي لتجنب "كسر السلسلة" وعدم التأكد من أنهم تعلموا أي شيء جديد.
تُشكّل أنظمة المكافآت، وقوائم المتصدرين، والتمائم الجذابة دعامة أساسية تُبقي المستخدمين مُنهمكين. تُشاد بكل إجابة صحيحة، وتُكسب كل جلسة دراسة نقاطًا، وتُكرّم كل سلسلة انتصارات طويلة برمز ذهبي لامع. تُحفّز هذه العناصر شعورًا بالتقدير، وهي آلية مألوفة في ألعاب الترفيه.
لكن هذه المتعة سلاح ذو حدين. قد يُكمل المتعلمون تمرينًا يوميًا دون تركيز، ودون التحقق من حفظهم للكلمات الجديدة أو فهمهم للتراكيب النحوية. يصبح التعلم رد فعل متكرر: افتح التطبيق، أجب عن بعض الأسئلة، أضف يومًا إلى السلسلة، ثم أغلقه.
الحفاظ على روتين جيد، ولكن عندما يتحول الهدف من التعلم الحقيقي إلى عدم كسر السلسلة، يقع المتعلمون بسهولة في شعور زائف بالتقدم. يشعرون أنهم يدرسون بانتظام، لكنهم لا يحسّنون قدرتهم على استخدام اللغة في الحياة الواقعية.
تعلم بشكل صحيح قبل التعلم بالتساوي.
العادات تُثمر نتائج، ولكن فقط عند اقترانها بالمنهج الصحيح. تعلّم لغة أجنبية يوميًا لا معنى له إذا لم يعرف المتعلم ما يتعلمه، ولماذا يتعلمه، وكيف يتعلمه.
كما هو الحال مع ممارسة الرياضة يوميًا بأسلوب خاطئ، لن تكتسب قوةً بدنيةً وستُصاب. أما مع اللغة الأجنبية، فقد يكون الضرر إحباطًا، أو فقدانًا للحافز، أو شعورًا زائفًا بالثقة نتيجة امتلاكك عددًا كافيًا من الشارات دون القدرة على التواصل عند الحاجة.
ليس كل محتوى التطبيق مُصممًا خصيصًا لأهدافك الشخصية. يحتاج بعض الأشخاص إلى ممارسة الاستماع، بينما يرغب آخرون في تحسين مهاراتهم في التحدث، لكنهم لا يزالون ينغمسون في الدروس القصيرة المكررة. إكمال كل خطوة صغيرة يُشعرك بالتقدم، ولكنه في الواقع يُعزز منطقة راحتك المعتادة.
اختيار الأدوات المناسبة، وتحديد أهدافك بوضوح، وفهم قدراتك، والاستعداد لتغيير أسلوب تعلمك عند الحاجة، هي أسس بناء عادات فعّالة طويلة الأمد. بدلًا من التساؤل عمّا إذا كنت قد درست اليوم، عليك أن تسأل نفسك: ما هي الأشياء المفيدة التي تعلمتها اليوم؟
المصدر: https://tuoitre.vn/hoc-ngoai-ngu-qua-app-coi-chung-chi-la-hoc-cho-co-2025061711131238.htm
تعليق (0)