كما لو كان يعلم أنه لا يمكن أن يزهر في الوقت المناسب للربيع، يزهر زهرة الزيت بعد طقس الجنوب الحار والمشمس. عندما تأتي العواصف الرعدية، يتغير الطقس تدريجيًا إلى أوائل الصيف، عندما يتأخر الربيع في انتظار الصيف، تتفتح عناقيد من البتلات الصغيرة ذات اللون الأبيض العاجي والوردي قليلاً. لا تحتوي زهرة الزيت إلا على رائحة خفيفة كافية لجذب النحل لتلقيحها، وليست عطرة مثل الأنواع الأخرى. ومع ذلك، عند المرور عبر طرق زهرة الزيت في مايو عندما تتفتح الزهور، يمكن للجميع شم الرائحة المنعشة. تسقط الزهور برفق على شعر الآو داي الذين يسارعون في الأيام الأخيرة من العام الدراسي. تتبع الزهور قطرات الرذاذ إلى المعاطف الباهتة لعمال النظافة الذين يكنسون الشوارع كل صباح. تهمس الزهور بكلمات الشكر لأمطار ما بعد الظهيرة التي تجعل جذوع الأشجار عصارية. في نهاية الصيف، عندما تغمر الأمطار المسارات، وعندما تدور الرياح الموسمية، وعندما تضرب العواصف الاستوائية البحر الشرقي، تتحول زهرة الزيت إلى ثمرة تتدلى وتتأرجح في رياح ما بعد الظهيرة.
ثم هطلت أمطار الصيف بغزارة، وتحولت ثمار الزيت إلى اللون الوردي الداكن، متأثرةً بأشعة الشمس الصيفية، وتَكَوَّنت تدريجيًا حتى نضجت بلون أجنحة الصراصير. طارت عناقيد من الثمار في الريح. في الريح، دارت ثمار الزيت كدوّاسة أوتوماتيكية عندما أصبحت السماء غائمة وممطرة، ثم سقطت ببطء كما لو كانت تندم على شيء ما.
على الطريق المستقيم، غُرست أشجار الزيت على جانبيه كحراسٍ مهيبين يحمون المدينة. نمت أشجار الزيت بسرعة، وامتدت إلى الطريق لتُظلّله. تشابكت الأيدي وهمسوا في هدوء بما سمعوه في الحياة...
حلّ المساء، أسير في الطريق وحفيف ثمار الزيت تحت قدميّ. أمدّ يدي لألتقط الريح التي تهب على وجهي، لكن يبدو أن قطرات مطر صغيرة تطير. مرّت المرأة بعواصف عديدة، دموع كثيرة بدلًا من المطر، لا يزال شعرها متشابكًا، لكنها لم تجد مكانًا ترتاح فيه، كزهرة الزيت التي دارت ألف مرة في العاصفة، تأمل فقط أن تجد مكانًا تدفن فيه ثمرة ستنبت للموسم القادم. تُذكّرني ثمرة الزيت بـ"الزيز المتأرجح" وحبي الأول، عندما اعترفت بحبي برسالة شوق أرجوانية. في خضمّ عواصف الحياة العديدة، ووسط مئات الآلاف من ثمار الزيت المتساقطة في العاصفة، ما زلت أتذكر ثمرة "الزيز المتأرجح" في حقيبتي المدرسية عندما كنت في سن المراهقة. كثمرة الزيت الجافة، ورغم الألم الشديد الذي تُعانيه في عين العاصفة، لا تزال ثمرة الزيت تُحلّق بلا كلل بحثًا عن مكانٍ تدفن فيه نفسها في التربة الرطبة مُغطاة بغطاء، لتشقّ قشرتها بألمٍ وتولد من جديد. ورغم أنها ستُنهي حياتها في الطيران بحرية في الهواء، إلا أن الزهرة لا تزال تتوق إلى المساهمة في الحياة، ورعاية الموسم القادم.
الحياة البشرية كغزل أوراق الزيت. يعرف الزيت كيف يزهر، كيف يُضفي لونًا وعطرًا، كيف يحلم بالتحليق في السماء رغم العواصف والرياح، ثم يعرف كيف يسقط على الأرض، غارقًا في صمت تحت ظلال الأشجار، ينبت وينبت. لقد مزّقت ثمرة الزيت قلبها لتنتج شتلة، منهيةً دورتها للموسم التالي لتحلق من جديد.
فكرتُ فجأةً: لقد بذلتُ جهدًا كبيرًا في هذه الحياة، والآن حان وقت الهدوء والسكينة رغم العواصف. القبول بهدوء ليس هزيمة، بل معاناة خسارة، وتضحية من أجل رعاية الأطفال وتوفير أفضل بيئة للنمو. كل شيءٍ يسقط ليُحلّق الأحلام...
أوزة حمراء
المصدر: https://baodongnai.com.vn/dong-nai-cuoi-tuan/202507/hoa-dau-roi-xuong-de-uoc-mo-bay-len-fbf1f17/
تعليق (0)