لا تمتلك بحيرة با هام جميع القيم والجمال النموذجي لخليج ها لونج فحسب، بل تعتبر أيضًا أجمل المناظر الطبيعية الفريدة في التراث.
تقع بحيرة با هام في جزيرة داو بي، المجاورة لكات با، على بُعد حوالي 9.2 كيلومتر من مدينة كات با. بحيرة با هام في الواقع عبارة عن بحيرة، أو بئر، أو قمع كارستي مغمور بمياه البحر، تشكّل بفعل عوامل التعرية والتجوية الطبيعية. وبفضل هذه العملية الجيولوجية الخاصة، وعلى مدى فترة طويلة من الزمن، تشكّلت هذه البحيرة بهذا المنظر الطبيعي الأخّاذ.
بحسب الخبراء، فإن عملية الغمر والهبوط، عبر عمليات التكتونية والتجوية التي استمرت لعشرات الآلاف وحتى ملايين السنين، هي التي شكّلت هذا المشهد الطبيعي الفريد. فهو ليس مجرد منظر طبيعي جميل ومنعش، بل يتميز أيضًا بقيمة جيولوجية وجيومورفولوجية فريدة لجزر الحجر الجيري، واتصاله بالبحر، وتنوعه البيولوجي الفريد.
بحيرة با هام، كما يوحي اسمها، هي مشهد طبيعي فريد من نوعه يتألف من ثلاث بحيرات كبيرة متصلة بثلاثة كهوف (أنفاق) داخل جبال شاهقة. البحيرة الأولى هي منطقة بحيرة كبيرة، مساحتها 4.2 هكتار، وهي ثاني أكبر البحيرات الثلاث، ويتراوح متوسط عمقها بين 2 و5 أمتار، ويتصل بها كهف حجري طويل، يقع تحت مستوى سطح البحر عند المد العالي.
البحيرة الثانية هي بحيرة (أنج)، محاطة بالجبال الجيرية، بمساحة 23.2 هكتارًا، وهي أكبر البحيرات الثلاث، ويتراوح متوسط عمقها بين 10 و15 مترًا، وتحيط بها جبال جيرية غنية بالنباتات والحيوانات المتنوعة. أما البحيرة الثالثة فهي بحيرة (أنج)، وهي أصغر البحيرات الثلاث، حيث تبلغ مساحتها 1.05 هكتار فقط، ويتراوح متوسط عمقها بين 2 و4 أمتار. وتحيط بالبحيرات الثلاث جبال جيرية غنية بالنباتات المتنوعة وأنواع عديدة من الحيوانات.
تتميز بحيرة با هام بمناظر طبيعية خلابة، ورحلة زيارتها ستأخذك إلى ثلاثة عوالم فريدة ومنفصلة عبر كهوف جوفية في قلب الجبال الصخرية. لا تقتصر البحيرة على تضاريسها التقليدية كخليج هالونج، بل تتميز كل حجرة فيها بمناظر طبيعية خضراء مهيبة فريدة، محاطة بجبال شاهقة من جميع الجهات. إن استكشاف مناظر بحيرة با هام الطبيعية يثير في الزائرين مشاعر خاصة.
للاستمتاع بجمال بحيرة با هام، ينتظر الزوار انحسار المد، ثم يستخدمون قاربًا من الخيزران أو قارب كاياك لعبور الكهف لزيارة كل بحيرة. في كل مرة يمر بها الزائر بكهف صغير، ضيق، مظلم، وطويل، وسقفه مليء بالهوابط، سينبهر بمساحته الشاسعة، المليئة بالنور والسكينة والشاعرية، والمزينة بالأشجار والعشب.
من بين البحيرات الثلاث، تُعدّ البحيرة الثانية الأكبر والأجمل. سطحها هادئ، بأمواجها الهادئة، مما يتيح للزوار الانغماس في الطبيعة الخلابة، ومشاهدة الأشجار الخضراء اليانعة الممتدة من شقوق الصخور، وأزهار الأوركيد البرية الرقيقة تتفتح، متنافسةً بألوانها الزاهية... المكان هادئٌ ومسالمٌ لدرجة أنك تكاد تسمع صوت المجاديف وهي تتناثر برفق في الماء. يمكن للزوار استكشاف المنحدرات، وسماع زقزقة الطيور، أو رؤية ظلال بعض القرود الذهبية وهي تلعب...
ليس هذا فحسب، بل تمتلك بحيرة با هام أيضًا نظامًا بيئيًا من الصنوبر والعود، وهو أحد النظم البيئية النموذجية لخليج ها لونغ، مما يوفر بيئة مواتية لنمو وتطور الحيوانات والنباتات. تضم البحيرة العديد من الأنواع النادرة من الكائنات، وعشرات أنواع المرجان الصلب المدرجة في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. وتحت مستوى سطح البحر، توجد مئات الأنواع من الرخويات ثنائية المصراع، وشوكيات الجلد، والأعشاب البحرية، والأسماك البحرية، والمنخربات النادرة... وعلى المنحدرات الجيرية المحيطة بالبحيرة، تنتشر نباتات استوائية غنية بالأنواع المتوطنة في خليج ها لونغ، مثل بساتين الفاكهة، والنخيل، وسيكاديات ها لونغ، والعديد من أنواع القرود والطيور والحيوانات...
بفضل جمالها الطبيعي المهيب الممزوج بالنباتات والحيوانات الغنية، تعد بحيرة با هام واحدة من مناطق الجذب السياحي المثالية، كما أنها تقع على مقربة من المعالم الشهيرة الأخرى في خليج ها لونج، مثل كهف تيان أونج، وقرية كوا فان للصيد، وأنج دو...
مصدر
تعليق (0)