اشتهرت قرية فوك كوي (بلدية فو تان) منذ زمن بعيد بنسج الخيزران والقصب، وهي سمة ثقافية فريدة لشعب الخمير. كانت المنتجات الريفية المتينة، كالسلال والصواني وأحواض التذرية، من الضروريات الأساسية لكل أسرة. إلا أنه مع تطور المجتمع وظهور المنتجات الصناعية الرخيصة، فقدت مهنة النسيج التقليدية مكانتها تدريجيًا. لم يعد جيل الشباب مهتمًا، كما أن الحرفيين المسنين يختفون تدريجيًا، والقرية الحرفية معرضة لخطر الاندثار.
وُلدت السيدة ترونغ ثي باخ ثوي ونشأت في عائلة عريقة في صناعة الخيزران، وسرعان ما عشقته وأحبته حبًا عميقًا وقيمًا ثقافية. ولما شهدت اضمحلال القرية الحرفية تدريجيًا، غمرها شعورٌ عميقٌ في قلبها. قالت: "منذ صغري، تعلقتُ بالخيزران. وعندما رأيتُ حرفة أجدادي تتلاشى تدريجيًا، شعرتُ بحزنٍ عميق. وفكرتُ في ضرورة القيام بشيءٍ ما للحفاظ على هذا الجمال، حتى يعرفه الجيل القادم".
ومن هذا المنطلق، لا تكتفي السيدة ثوي بإرث تقنيات النسيج المتطورة من الجيل السابق، بل تُواصل البحث والابتكار لتجديد المنتجات. فهي تُدرك أن المنتجات التقليدية، لكي تستمر وتتطور، تحتاج إلى "نفحة جديدة" تُناسب الأذواق العصرية.
مستفيدةً من الموارد المحلية المتاحة، جمعت بمهارة بين تقنيات النسيج التقليدية وتصاميم أكثر تنوعًا وتطورًا. وبفضل يديها الماهرتين ويدي نساء القرية، حُوِّلت أشجار الخيزران اليابسة إلى منتجات حرفية يدوية فريدة ذات قيمة اقتصادية عالية، مثل حقائب اليد العصرية، والصناديق، وصواني الشاي، والمصابيح المزخرفة... كل منتج ليس متينًا وجميلًا فحسب، بل يحمل في طياته أيضًا قصة ثقافة الحرفي وتفانيه.
لاقى ابتكار السيدة ثوي قبولاً سريعاً في السوق. ولا تقتصر منتجاتها على استهلاكها في المقاطعة فحسب، بل تصل أيضاً إلى العديد من الأسواق الكبرى في جميع أنحاء البلاد، وتحظى بتقدير كبير من العملاء لجمالها وملاءمتها للبيئة.
والأهم من ذلك، أن نموذجها قد وفّر فرص عمل مستقرة للعديد من نساء الخمير في قرية فوك كوي. فهي تفتح دورات تدريبية مهنية، وترشدهن بحماس وتشاركهن الخبرات، مما يساعد النساء على زيادة دخلهن، وتحسين حياتهن، والحفاظ معًا على المهنة التقليدية للأمة. وقد أصبحت منشأتها مركزًا رئيسيًا يُمكّن نساء الخمير من تطوير مهاراتهن، وتحقيق الاستقلال الاقتصادي، والفخر بهويتهن الثقافية.
المصدر: https://phunuvietnam.vn/trai-nghiem-dan-dat-nghe-truyen-thong-doc-dao-cua-phu-nu-khmer-o-soc-trang-20250613002935967.htm
تعليق (0)