في برد المدينة، الطعام اللذيذ الذي يوقظني هو طبق من العصيدة الساخنة. مكوناتها سهلة الشراء، وطريقة طبخها ليست معقدة، وكثيرًا ما تطبخ والدتي العصيدة على الفطور ليتمكن الأطفال من الوصول إلى المدرسة في الوقت المحدد.
منزلي قريب من كشك السيدة بونغ لبيع لحم الخنزير. في الصباح الباكر، تحمل أمي سلةً عبر طريق القرية، لتشتري بعض أمعاء الخنزير الطازجة وقطعة من خدّ الخنزير لطهي العصيدة.
فتحت أمي البرطمان، وأخذت بعض الأرز اللزج العطري، وخلطته مع أرز الموسم لجعل العصيدة طرية وعطرة. بعد غسل الأمعاء جيدًا بالملح والليمون، وضعتها في قدر الماء المغلي على موقد الحطب. انتهزت أمي الفرصة للذهاب إلى زاوية البئر لقطف بعض الكزبرة الفيتنامية، وكسر بعض الموز غير الناضج، واستخراج بعض الزنجبيل، وقطف بعض الفلفل الأخضر والأحمر الحار وغسلها.
سحقت أمي قطعة زنجبيل طازجة، وفتحت الغطاء وألقتها في قدرٍ مغليّ من الأحشاء لتعطيرها. عندما نضجت الأحشاء، أخرجتها وصفّتها. اتسع قدر العصيدة أيضًا، فأضافت إليه قليلًا من الكركم وتبّلت حسب الرغبة.
كان لا بد من تحضير صلصة التغميس جيدًا. قالت أمي إنه بدون الزنجبيل أو نكهة الفلفل الحار، أو طعم الليمون والسكر الحلو والحامض، لن يكتمل الطعم. استخدموا أي كزبرة متوفرة في الحديقة. في يوم ما يكون فيه عنقود الموز لا يزال أخضر، قطّعوا بعضًا منه لتناوله معه، فهو لذيذ.
الأيام التي كنت أتبع فيها والدتي إلى السوق، في برد موسم الأمطار القارس، وأتناول فيها طبقًا ساخنًا من العصيدة، كانت تجعلني أتوق إليه بشدة. وهكذا، أصبح ركن السوق الريفي ذكرى لا تُنسى لسكان المدينة.
بعد ظهر هذا اليوم، هبَّت عاصفةٌ جوية، فظهرت صورةٌ لوعاءٍ من صلصة الزنجبيل الحارة الدافئة بجانب وعاءٍ من العصيدة، كما هتف أحدهم بحنين. "يبيع أجدادي لأمي العصيدة منذ عقود في سوق ميدلاند. عندما كنتُ طفلةً صغيرة، كنتُ أتبع أمي أيضًا إلى السوق لأساعد في بيع العصيدة.
المحل بسقف من القش وأعمدة من الخيزران، لكنه شهد تغييرات كثيرة. الفتاة الصغيرة التي كانت تعمل نادلة وتقدم العصيدة الساخنة، غادرت الريف إلى المدينة. ذلك الطبق الريفي في زاوية السوق، يا إلهي، أفتقده!
كنتُ أنا وأخواتي نحمل حمولةً من العصيدة إلى الحقول لمساعدة والدتنا في حصاد الأرز. قبل الذهاب إلى الحقول، كانت والدتنا تطبخ قدرًا من العصيدة في الصباح الباكر، ثم تُغطيه بالرماد وتتركه على الموقد.
في الليلة السابقة، طلبت أمي مني ومن أخواتي انتظار الوقت المناسب لحمل العصيدة إلى الحقل. كان طريق حقل الأرز منخفضًا ومرتفعًا، لا أعرف كيف، لكن قدر العصيدة، رغم إمالته بفعل خطوات الأقدام الصغيرة، كان لا يزال سليمًا ليستبدله الأعمام والخالات بحصاد الأرز.
البحث عن الطعم القديم والتفكير فيه يتطلبان جهدًا كبيرًا. في برد تقلب الفصول، مررتُ بمتجر العصيدة عند تقاطع نام فوك. يفتح المتجر أبوابه بعد الظهر فقط، ويقع بين منازل البلدة، لكن الزبائن يأتون ويذهبون بنشاط. قال صاحب المتجر: "يجب أن تذهب مبكرًا، وإلا ستعود خالي الوفاض". بالنظر إلى العصيدة المُقدمة، يدرك الزبائن أنها لا تبالغ. عصيدة الدم طرية وناعمة، وطبق الأحشاء مع صلصة التغميس والخضراوات لذيذٌ حقًا.
مطبخ الريف مُبهرٌ حقًا. سواءً في زقاقٍ صغير، أو كشكٍ بسيطٍ في زاوية السوق، أو مطعمٍ أنيق، يُحضّر الطاهي أطباقًا مستوحاة من سنوات خبرته الطويلة في الطبخ.
مثل العصيدة أمامي، تُضفي ألوان المطبخ جاذبيةً خاصة. ليس في مطعم فاخر، بل في أطباق ريفية، ممزوجة بالحياة، تتجذر وتنتشر أغصانها.
وبعد ذلك في مكان ما في المحادثة حول الوطن، "هل لا تزال السيدة نام تبيع العصيدة في السوق؟"، "إنها تمطر، أتساءل عما إذا كانت السيدة باي لا تزال تصنع لفائف الربيع لبيعها؟"، "الجو بارد جدًا، لكنني أريد كوبًا ساخنًا من حساء الصيف الحلو"...
مسقط رأسي، ليس ببعيد. نتناول وجبة طعام، ونجلس نتحدث عن أطباق قديمة، ثم ننظر إلى بعضنا البعض، نتوق ونتذكر...
[إعلان 2]
المصدر: https://baoquangnam.vn/dan-da-chao-long-cho-que-3144013.html
تعليق (0)