الرئيس تران دوك لونغ والرئيس الأرجنتيني نيستور كارلوس كيرشنر يوقعان بيانًا مشتركًا (22 نوفمبر/تشرين الثاني 2004). تصوير: نجوين خانج/وكالة الأنباء الفيتنامية
الرئيس تران دوك لونغ من القادة النموذجيين لحزبنا ودولتنا في فترة التجديد. حياته ومسيرته المهنية مثالٌ ساطعٌ على التفاني والإخلاص للقضية الثورية للحزب والشعب. وُلد عام ١٩٣٧ في كوانغ نجاي، وتلقى تعليمه مبكرًا في الثورة، وشارك في الحركة الطلابية الوطنية، وانضم إلى الحزب الشيوعي الفيتنامي عام ١٩٥٩.
على مدار أكثر من نصف قرن من النشاط الثوري، شغل الرفيق تران دوك لونغ مناصب قيادية مهمة، بدءًا من الجيولوجيا والتدريس والبحث العلمي، وصولًا إلى المناصب القيادية في جهاز الدولة. وعلى وجه الخصوص، بصفته عضوًا في المكتب السياسي ، ونائبًا لرئيس الوزراء، ثم رئيسًا (من عام ١٩٩٧ إلى عام ٢٠٠٦)، قدّم مساهمات جليلة في بناء الوطن والدفاع عنه في سياق دخول البلاد مرحلة جديدة من التطور بعد الحرب.
كان قائدًا نموذجيًا، بسيطًا، قريبًا من الشعب، يضع دائمًا مصالح الوطن والشعب فوق كل اعتبار. ارتبطت حياته ومسيرته المهنية ارتباطًا وثيقًا بعملية التجديد الوطني الشامل، والتكامل الدولي، وترسيخ مكانة فيتنام على الساحة الدولية.
أحدثت زيارة الرئيس تران دوك لونغ إلى الاتحاد الروسي في أغسطس 1998 نقلة نوعية في التعاون متعدد الجوانب بين البلدين. ولأول مرة، أكد الرئيس الروسي بوريس يلتسين أن روسيا تعتبر فيتنام شريكًا استراتيجيًا في جنوب شرق آسيا. الصورة: وثيقة/وكالة الأنباء الفيتنامية.
من بين الإسهامات المهمة العديدة للرفيق تران دوك لونغ، لعلّ أبرزها دوره في تعزيز التكامل الدولي وتعزيز مكانة فيتنام على الساحة الدولية. خلال فترة رئاسته (1997-2006)، مثّل دولتنا في العديد من الزيارات رفيعة المستوى إلى دول كبرى، واستضاف حفلات استقبال لرؤساء الدول، وساهم في إرساء علاقات خارجية استراتيجية وتوطيدها، لا سيما في سياق اندماج فيتنام العميق في المنطقة والعالم.
اقترح المؤتمر الثامن للحزب (1996) سياسة التكامل الاقتصادي الدولي. وبصفته عضوًا في المكتب السياسي ورئيسًا لجمهورية فيتنام الاشتراكية، وجّه الرفيق تران دوك لونغ، بالتعاون مع القيادة العليا للحزب والدولة، تنفيذ العديد من التوجهات الرئيسية لتجسيد هذه السياسة. قدّم مساهمات إيجابية في تعزيز المفاوضات الثنائية ومتعددة الأطراف، مُرسيًا بذلك أسسًا مهمة لانضمام فيتنام إلى منظمة التجارة العالمية. وتابع ووجّه الجهات المعنية بشكل مباشر لبناء موقف تفاوضي يتماشى مع مصالح البلاد، وحل القضايا العالقة مع الشركاء الرئيسيين بمرونة، وسعى في الوقت نفسه إلى الحصول على دعم الدول النامية وبعض الأعضاء المؤثرين في منظمة التجارة العالمية. وبفضل ذلك، تسارعت عملية إعداد المؤسسات والقوانين وتعزيز قدرات التكامل، مما ساهم بشكل حاسم في إكمال خطوات تفاوضية مهمة، ممهدًا الطريق لانضمام فيتنام رسميًا إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2007.
كما لعب دورا هاما في تعزيز العلاقات الخارجية مع الدول الكبرى، ولا سيما الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إلى فيتنام في نوفمبر 2000. وكانت هذه الزيارة بمثابة نقطة تحول في العلاقة بين البلدين، حيث مهدت الطريق لتوقيع اتفاقية التجارة الثنائية بين فيتنام والولايات المتحدة، مما خلق الظروف للاقتصاد الفيتنامي للتكامل تدريجيا مع السوق العالمية.
وقّع نائب رئيس مجلس الوزراء، تران دوك لونغ، ونائب رئيس مجلس وزراء بيلاروسيا، نيكولاي كوستيكوف، اتفاقية التعاون بين فيتنام وبيلاروسيا (هانوي، ١٩ مارس ١٩٩٢). الصورة: شوان توان/وكالة الأنباء الفيتنامية.
كما لعب دورا هاما في إعداد فيتنام وقيادتها لاستضافة مؤتمر منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ عام 2006 ـ وهي خطوة مهمة تمثل نضج الشؤون الخارجية في فيتنام.
وبفضل مكانته الكبيرة في الحزب والشعب، ساهم في تعميق السياسة الخارجية القائمة على الاستقلال والاعتماد على الذات والتعددية وتنويع العلاقات، موضحاً صورة فيتنام المتجددة والديناميكية والمسؤولة تجاه المجتمع الدولي، في حين وضع الأساس لعملية التكامل الدولي الشاملة والواسعة النطاق للبلاد في المراحل التالية.
الدكتور داو نغوك باو - مدير معهد العلاقات الدولية (أكاديمية هوشي منه الوطنية للسياسة) (صحيفة تين توك ودان توك/وكالة أنباء فيتنام)
المصدر: https://baotintuc.vn/thoi-su/chu-tich-nuoc-tran-duc-luong-va-dau-an-trong-tien-trinh-hoi-nhap-quoc-te-toan-dien-cua-dat-nuoc-20250525070517240.htm
تعليق (0)