هناك العديد من المشاكل التي يحتاج الفائز في الانتخابات المقبلة إلى إيجاد حلول لها حتى يلقى ثقة وتوقعات الناخبين المصريين في أقرب وقت.
من المتوقع أن يواصل السيد عبد الفتاح السيسي فوزه في الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة. (المصدر: وكالة حماية البيئة الأمريكية) |
في الفترة من 10 إلى 12 ديسمبر/كانون الأول، سيمارس الناخبون في مصر حقوقهم كمواطنين في الانتخابات الرئاسية.
ويشارك في السباق هذا العام أربعة سياسيين ، بمن فيهم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي كمرشح مستقل؛ وعبد السند اليمامة، زعيم حزب الوفد الليبرالي الذي يرفع شعار "أنقذوا مصر"، ويعطي الأولوية للتنمية الاقتصادية والتعليم؛ وحازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهوري، وهو رجل أعمال يدعم السيسي؛ وفريد زهران، زعيم حزب الديمقراطية الاجتماعية المصري اليساري، الذي يتبنى آراء قريبة من الرئيس الحالي.
وفي وقت سابق، انسحب أحمد الطنطاوي، الزعيم السابق لحزب الكرامة اليساري، وجميلة إسماعيل، رئيسة حزب الدستور، من سباق الرئاسة المصرية.
وبحسب قانون الانتخابات، إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات، فستجرى جولة الإعادة بين المرشحين الاثنين الحاصلين على أكبر عدد من الأصوات في الفترة من 8 إلى 10 يناير/كانون الثاني 2024.
مع ذلك، في الوضع الراهن، من غير المرجح أن يحدث هذا السيناريو. إذ يُتوقع أن يواصل الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الفوز بسهولة. في عامي ٢٠١٤ و٢٠١٨، فاز بنسبة ٩٧٪ من الأصوات. وهذه المرة، ربما لا تُشكل النتيجة استثناءً: فرغم عدم وجود استطلاعات رأي رسمية، يحظى السيسي حاليًا بدعم ٤٢٤ من أصل ٥٩٦ نائبًا في مجلس النواب، متفوقًا على السياسيين الثلاثة المتبقين في الانتخابات.
وفي هذا السياق فإن ما يهم العالم هو ما سيفعله هذا القائد لمساعدة البلاد في التغلب على العديد من التحديات، وهو ما يتجلى بوضوح في الجوانب التالية.
أولاً، الاقتصاد في مأزق. الأسعار في ارتفاع مستمر: ارتفع سعر السكر بنسبة 36% خلال الأسابيع القليلة الماضية، من 35 إلى 55 جنيهًا مصريًا (1.78 دولار) للكيلوغرام. بلغ التضخم ذروته عند 38% في سبتمبر، لكنه انخفض الآن إلى ما بين 34 و35%. لكن ألين سانديب، المحلل في شركة نعيم للوساطة المالية المصرية، يقول إنه بحلول عام 2024، قد يعود التضخم إلى 40% مع استمرار انخفاض قيمة العملة المصرية.
ثانيًا، تواجه مصر ديونًا خارجية ضخمة. ففي عام ٢٠٢٤ وحده، يتعين على القاهرة سداد ديون بقيمة ٤٢.٢٦ مليار دولار، وهو رقم قياسي في تاريخ البلاد. وبعد تأجيلها، لم تصل بعد حزمة الدعم المالي البالغة ٣ مليارات دولار التي تعهد بها صندوق النقد الدولي في ديسمبر ٢٠٢٢ إلى مصر.
أخيرًا وليس آخرًا، هناك الوضع في قطاع غزة. في 7 أكتوبر/تشرين الأول، اندلع الصراع بين إسرائيل وحماس، وبعد ذلك بوقت قصير، حاصر جيش الدفاع الإسرائيلي المنطقة بالكامل. في هذا السياق، أصبح معبر رفح الحدودي، الخاضع للسيطرة المصرية، أكثر أهمية من أي وقت مضى، كونه الطريق الوحيد لتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. كما أصبحت القاهرة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قاطرةً في محادثات السلام الجارية.
ومع ذلك، فقد فرض الصراع في قطاع غزة على القاهرة تحدياتٍ عديدة، أبرزها تدفق اللاجئين. إذ تستضيف البلاد بالفعل 9 ملايين لاجئ ومهاجر من دولٍ أخرى عديدة، منها سوريا والسودان واليمن وليبيا. ويعني فتح أبوابها للفلسطينيين أن على القاهرة التعامل مع المشكلات الأمنية الناجمة عن ذلك، وهي عواقب لا يرغب الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهتها.
وهذه كلها مشاكل يتعين على الفائز في الانتخابات المقبلة أن يجد حلولاً لها حتى يتمكن في أقرب وقت من تلبية ثقة وتوقعات الناخبين المصريين.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)