
صورة توضيحية: فام هاو/وكالة الأنباء الفيتنامية
خلال عملية معالجة المخالفات، سيتم الاستمرار في مراجعة وتقييم المشاكل المتعلقة بآلية المعالجة واللوائح القانونية الحاكمة للتوصية للسلطات المختصة لمواصلة تحسين وتعزيز الفعالية القانونية.
وبالإضافة إلى ذلك، ستركز وزارة الصناعة والتجارة أيضًا على الدعاية والتحذيرات لرفع مستوى الوعي بين المستهلكين ومجتمع الأعمال والمجتمع ككل في بناء وتطوير بيئة التجارة الإلكترونية الصحية والمستدامة.
تُظهر إحصاءات اللجنة الوطنية للمنافسة أن التجارة الإلكترونية في فيتنام شهدت نموًا قويًا بعد جائحة كوفيد-19، حيث بلغت إيرادات التعاملات بين الشركات والمستهلكين (B2C) في عام 2023 نحو 20.5 مليار دولار أمريكي، وتم تسليم أكثر من 2.2 مليار وحدة منتج بنجاح عبر 5 منصات للتجارة الإلكترونية. تضع هذه الأرقام فيتنام ضمن قائمة الدول العشر ذات أعلى معدل نمو في التجارة الإلكترونية عالميًا .
ومع ذلك، يطرح هذا التطور السريع تحدياتٍ عديدةً أمام حماية حقوق المستهلك. ففي عام ٢٠٢٣، تلقت الهيئة الوطنية للمنافسة، وهي الجهة المُكلَّفة من قِبَل وزارة الصناعة والتجارة بإدارة حماية حقوق المستهلك على مستوى الدولة، ١٥٦٧ عريضةً وشكوىً من المستهلكين؛ منها ٥.٥٪ تتعلق بالتجارة الإلكترونية.
تشمل المشاكل الشائعة: رداءة جودة وكمية البضائع، وخدمات الشحن غير المُرضية، وعدم وجود تعويضات أو إرجاع للمنتجات، والإعلانات المُضللة والمعلومات المُضللة. الفئات الأكثر تضررًا هي الأطفال وكبار السن وسكان المناطق الريفية والجبلية والنائية. أصبحت العواقب السلبية، مثل الاحتيال الإلكتروني وإدمان التسوق والإفراط في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، مُقلقة. تحتوي بعض مواقع التجارة الإلكترونية على معلومات مُضللة، مما قد يؤثر سلبًا على نفسية وتفكير المُستخدمين، وخاصة الشباب.
في هذا السياق، طورت وزارة الصناعة والتجارة وطبقت بشكل متزامن مجموعة من الحلول لتعزيز فعالية حماية حقوق المستهلك في التجارة الإلكترونية. وعلى وجه التحديد، أضاف قانون حماية حقوق المستهلك لعام ٢٠٢٣ والمرسوم رقم ٥٥/٢٠٢٤/ND-CP العديد من اللوائح لحماية حقوق المستهلك في التجارة الإلكترونية. توضح اللوائح الجديدة مسؤوليات المنظمات التي تُنشئ وتُشغّل منصات رقمية وسيطة ومنصات رقمية كبيرة، وتُنظّم استخدام أنظمة الخوارزميات والإعلانات التي تستهدف فئات مُحددة من المستهلكين. إلى جانب ذلك، تُنظّم الرقابة على المحتوى، وشفافية الأنشطة الإعلانية، وحماية حقوق المستهلكين المُستضعفين مثل الأطفال وكبار السن والأقليات العرقية.
في عام ٢٠٢٣، اقترحت وزارة الصناعة والتجارة مشروع مكافحة التزوير وحماية المستهلك في التجارة الإلكترونية حتى عام ٢٠٢٥، وأصدر رئيس الوزراء القرار رقم ٣١٩/QD-TTg بالموافقة عليه. إضافةً إلى ذلك، نفّذت وزارة الصناعة والتجارة العديد من الإجراءات المتنوعة والمبتكرة لتعزيز وتوعية المستهلكين ومجتمع الأعمال بحماية المستهلك في التجارة الإلكترونية. لا تهدف هذه الأنشطة إلى توفير المعلومات القانونية فحسب، بل تهدف أيضًا إلى بناء عادات تسوق آمنة وذكية للمستهلكين، وتعزيز المسؤولية التجارية الأخلاقية للشركات.
نظمت وزارة الصناعة والتجارة مسابقات وأنشطة دعائية للتوعية بحماية حقوق المستهلك. تجذب مسابقتا "المستهلكون الشباب في التجارة الإلكترونية" و"التعرف على قانون حماية حقوق المستهلك" أكثر من 25,000 مشارك سنويًا. وفي الوقت نفسه، أنشأت الوزارة حسابًا على تيك توك باسم @ntdtrongtmdt (مستهلكو الجيل زد)، ونشرت عليه ما يقرب من 30 مقطع فيديو دعائيًا حصد أكثر من 200,000 مشاهدة/إعجاب، ووفرت خطًا ساخنًا للاستشارات والدعم للمستهلكين على الرقم المجاني 1800.6838 لتقديم المشورة والدعم المباشر للمستهلكين بشأن أي مشاكل قد تنشأ.
على وجه الخصوص، تشجع وزارة الصناعة والتجارة أيضًا مشاركة الشركات في تحسين فعالية حماية حقوق المستهلك. وقد نُشر مشروع قانون حماية حقوق المستهلك على نطاق واسع، مما هيأ بيئةً مناسبةً لمجتمع الأعمال لإبداء آرائه. وفي الوقت نفسه، استقطب المشروع ملايين المشاهدات من المشترين، مما ساعد على نشر المحتوى القانوني بين عدد كبير من المستهلكين والشركات.
من ناحية أخرى، نظمت وزارة الصناعة والتجارة أيضًا توقيع التزامات مع عدد من منصات التجارة الإلكترونية لرفع وعي الشركات بتحسين فعالية حماية حقوق المستهلك في التجارة الإلكترونية مثل الالتزامات بشأن "قل لا للسلع المقلدة في التجارة الإلكترونية" في السنوات من 2019 حتى الآن.
ولم تتوقف وزارة الصناعة والتجارة عند هذا الحد، بل شاركت بفعالية في أنشطة التعاون الدولي الرامية إلى تحسين فعالية حماية المستهلك في التجارة الإلكترونية. ولا يقتصر هذا التعاون على تمكين فيتنام من الاستفادة من الخبرات والتقنيات المتقدمة من الدول المتقدمة فحسب، بل يُهيئ أيضًا الظروف المناسبة لوضع معايير لحماية المستهلك تتماشى مع الممارسات الدولية.
وفي الوقت الحالي، تعد اللجنة الوطنية للمنافسة عضواً في منظمات حماية المستهلك في المنطقة والعالم، بما في ذلك: لجنة حماية المستهلك في رابطة دول جنوب شرق آسيا (ACCP)، والشبكة الدولية لحماية المستهلك وإنفاذ القانون (ICPEN)، ولجنة التجارة والتنمية التابعة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد).
وفي عام 2023، ستنشر المفوضية، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مدونة المبادئ التوجيهية لممارسات الأعمال المسؤولة للمستهلكين في التجارة الإلكترونية (للبائعين) وستتفاوض لتوقيع مذكرات تفاهم مع وكالات حماية المستهلك في أستراليا واليابان وكوريا.
فيما يتعلق بالتفتيش والفحص ومعالجة المخالفات، نسقت وزارة الصناعة والتجارة بشكل استباقي ووثيق مع منصات التجارة الإلكترونية للكشف الفوري عن المشاكل التي تنشأ على المنصات ودعم معالجتها. إلى جانب ذلك، أنشأت الوحدات الوظيفية التابعة للوزارة آلية تنسيق لتنظيم أنشطة التفتيش والفحص لتحسين فعالية مراقبة عمليات منصات التجارة الإلكترونية. ومن خلال آلية التنسيق والاستباقية المذكورة أعلاه، كشفت وزارة الصناعة والتجارة وعالجت العديد من حالات واسعة النطاق للسلع المقلدة والسلع المزيفة والسلع مجهولة المصدر المعروضة للبيع على الإنترنت. وعلى وجه الخصوص، طلبت الوزارة على الفور من منصات التجارة الإلكترونية تعديل وإزالة المعلومات ذات المحتوى المضلّل التي قد تؤثر سلبًا على المستهلكين.
وفقًا للسيد لي تريو دونغ، فإن الجهود المذكورة أعلاه ساهمت، ولا تزال، مساهمة هامة في حماية حقوق المستهلك وبناء بيئة تجارة إلكترونية صحية ومستدامة. ولذلك، تلتزم وزارة الصناعة والتجارة بمواصلة تكثيف عمليات التفتيش والفحص ومعالجة المخالفات، بما يضمن حماية حقوق المستهلك على أكمل وجه.
مصدر
تعليق (0)