في عصر يوم 3 أكتوبر 2023، أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم أن جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2023 ذهبت إلى ثلاثة علماء، بيير أغوستيني (فرنسي)، وفيرينك كراوس (نمساوي مجري)، وآنا لويلييه (سويدية فرنسية) عن "الطرق التجريبية لتوليد نبضات ضوء الأتوثانية لدراسة ديناميكيات الإلكترون في المادة".
فاز ثلاثة علماء بجائزة نوبل في الفيزياء لاكتشافهم أدوات جديدة لاستكشاف عالم الذرات. (المصدر: رويترز) |
مُنح بيير أغوستيني، وفيرينك كراوس، وآن لويلير جوائز تقديرًا لتجاربهم التي أتاحت للبشرية أدوات جديدة لاستكشاف عالم الإلكترونات داخل الذرات والجزيئات. وقد أظهروا طريقةً لتوليد نبضات ضوئية فائقة القصر، يُمكن استخدامها لقياس العمليات السريعة التي تتحرك فيها الإلكترونات أو تتغيّر طاقتها.
هذه هي الجائزة الثانية المُعلنة في موسم جوائز نوبل لعام ٢٠٢٣. في وقت سابق، بعد ظهر يوم ٢ أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت جمعية نوبل في معهد كارولينسكا في ستوكهولم فوز عالمين بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب لعام ٢٠٢٣، هما كاتالين كاريكو (المجر) ودرو فايسمان (الولايات المتحدة الأمريكية)، لمساهمتهما في تطوير لقاح فعال قائم على الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) للوقاية من كوفيد-١٩.
تشمل الجوائز القادمة التي سيتم الإعلان عنها جائزة نوبل في الكيمياء (4 أكتوبر) وجائزة نوبل في الأدب (5 أكتوبر). أما جائزة نوبل للسلام فهي الجائزة الوحيدة التي سيتم الإعلان عنها في أوسلو، النرويج، في 6 أكتوبر. وفي الوقت نفسه، ستُختتم جائزة نوبل في الاقتصاد أسبوع نوبل لعام 2023 في 9 أكتوبر.
ومن المقرر أن يقام حفل توزيع جوائز نوبل في 10 ديسمبر/كانون الأول في ستوكهولم (السويد) وأوسلو (النرويج)، وتبلغ قيمة كل جائزة 11 مليون كرونة سويدية (986 ألف دولار أميركي)، بزيادة قدرها مليون كرونة سويدية مقارنة بعام 2022.
دعونا نلقي نظرة على جوائز نوبل في الفيزياء خلال السنوات العشر الماضية:
٢٠٢٢: مُنحت الجائزة لثلاثة علماء، هم: آلان أسبكت (فرنسا)، وجون إف. كلاوزر (الولايات المتحدة الأمريكية)، وأنطون زيلينجر (النمسا)، تقديرًا لـ"تجاربهم على الفوتونات في التشابك الكمي، وإثباتهم لانتهاكات متباينات بيل، وريادة علم المعلومات الكمي". مهدت نتائج أبحاثهم الطريق لتطبيق تقنيات جديدة، بالإضافة إلى مجالات بحثية واسعة النطاق، مثل الحواسيب الكمومية، والشبكات الكمومية، والاتصالات الكمومية.
- 2021: جائزة نوبل في الفيزياء تذهب إلى العلماء الثلاثة سيوكورو مانابي (أمريكي من أصل ياباني)، وكلاوس هاسلمان (ألماني)، وجورجيو باريزي (إيطالي) لأبحاثهم حول "النمذجة الفيزيائية لمناخ الأرض وقياس التنبؤات الدقيقة للاحتباس الحراري العالمي" بالإضافة إلى مساهماتهم الرائدة في فهم العلماء للأنظمة الفيزيائية المعقدة.
٢٠٢٠: مُنح العلماء الثلاثة، وهم البريطاني روجر بنروز والألماني راينهارد جينزل والأمريكية أندريا جيز، جائزة نوبل في الفيزياء تقديرًا لأبحاثهم حول الثقوب السوداء. وقد أسهمت أبحاث هؤلاء العلماء الثلاثة إسهامًا كبيرًا في مجال الفيزياء الفلكية، إذ ساهمت في كشف أسرار الكون.
٢٠١٩: كُرِّمَت جائزة نوبل في الفيزياء لعام ٢٠١٩ لثلاثة علماء، نصفها من نصيب الكندي الأمريكي جيمس بيبلز لاكتشافاته النظرية في علم الكونيات، والنصف الآخر من نصيب عالمين سويسريين هما ميشيل مايور وديدييه كيلو لاكتشافهما كواكب خارجية تدور حول نجم شبيه بالشمس. ساهمت أبحاث هؤلاء العلماء الثلاثة في تغيير نظرة الناس إلى الكون، وساعدت البشرية على إيجاد إجابة أبدية على سؤال وجود حياة خارجه.
٢٠١٨: فاز ثلاثة علماء، هم الأمريكي آرثر أشكين، والفرنسي جيرارد مورو، والكندية دونا ستريكلاند، بجائزة نوبل في الفيزياء لعام ٢٠١٨ لاختراعاتهم الرائدة في مجال فيزياء الليزر. أحدث هذا الاختراع ثورة في فيزياء الليزر، وساعد الباحثين على استكشاف أجسام بالغة الصغر وعمليات فائقة السرعة. تُسهم هذه الأجهزة فائقة الدقة في فتح مجالات بحثية جديدة، مع تطبيقات عديدة في الصناعة والطب.
- 2017: حصل ثلاثة علماء أمريكيين، راينر فايس، وباري سي باريش، وكيب إس ثورن، على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2017 لاكتشافهم الموجات الثقالية، وهي تموجات في الزمكان تولدها أحداث عنيفة مثل اندماج الثقوب السوداء.
٢٠١٦: مُنح ثلاثة علماء بريطانيين، هم ديفيد ج. ثاوليس، ودنكان هالدين، ومايكل كوسترليتز، جائزة نوبل في الفيزياء لعام ٢٠١٦ لاكتشافاتهم النظرية في التحولات الطورية الطوبولوجية والمراحل الطوبولوجية للمادة. ويعتقد الكثيرون أن هذا البحث سيمهد الطريق لتطبيقات مستقبلية في كل من علوم المواد والإلكترونيات.
٢٠١٥: مُنحت الجائزة للعالم الياباني تاكاكي كاجيتا والعالم الكندي آرثر ب. ماكدونالد، لإثباتهما أن الجسيمات الأولية (النيوترينوات) لها كتلة. غيّر هذا الاكتشاف فهم البشرية بشكل كبير في مجال أبحاث الفضاء.
٢٠١٤: فاز العالمان اليابانيان إيسامو أكاساكي وهيروشي أمانو، والعالم الياباني الأمريكي شوجي ناكامورا، بجائزة نوبل في الفيزياء لعام ٢٠١٤، لاختراعهم مصدر ضوء جديد صديق للبيئة وعالي الكفاءة، يُعرف أيضًا باسم الصمام الثنائي الفلوري (LED). بفضل اختراع الصمامات الثنائية الباعثة للضوء، أصبح لدى البشر مصدر طاقة فعال وطويل الأمد يحل محل مصادر الضوء التقليدية. كما تُسهم الصمامات الثنائية الباعثة للضوء في حماية موارد الأرض.
٢٠١٣: مُنحت جائزة نوبل في الفيزياء لعالمين، هما البريطاني بيتر هيغز والبلجيكي فرانسوا إنغليرت، لاكتشافهما جسيم بوزون هيغز، المعروف أيضًا باسم "جسيم الإله"، والذي يُساعد في تفسير وجود الكتلة. وقد مثّل إثبات وجود جسيم هيغز إنجازًا علميًا هامًا، إذ يُمكن أن يُساعد البشر على تفسير سبب وجود كتلة لجميع أشكال المادة في الكون. ولا يقتصر الأمر على أهميته للكون فحسب، بل سيُتيح جسيم هيغز للبشر مصدرًا جديدًا للطاقة، يُسهم في تحقيق إنجازات تكنولوجية رائدة في مجال النقل والاتصالات.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)