أنشطة البحث في مختبر الدوائر الدقيقة وأنظمة التردد العالي في جامعة مدينة هو تشي منه للتكنولوجيا - VNU-HCM
إعادة وضع البحث الأساسي في قلب الجامعات
وقد حددت المادة 29، الفقرة 1، الفقرة ج من القانون، اللائحة الخاصة بتحويل التركيز على البحث الأساسي إلى مؤسسات التعليم العالي، والتي تنص بوضوح على: "تخصص الدولة الموارد للبحث الأساسي في مؤسسات التعليم العالي ومعاهد البحث وفقاً لمبادئ الملاءمة مع وظائف وقوى كل منظمة وعلى أساس نتائج تقييم الأداء".
تُظهر هذه السياسة رؤيةً استراتيجيةً في تحديد موقع الجامعات ليس فقط كمراكز للتدريب، بل أيضًا كمراكز لإنتاج المعرفة. في أنظمة البحث في العديد من الدول المتقدمة، تُعنى الجامعات، وخاصةً جامعات البحث، بشكلٍ رئيسي بمهام البحث الأساسية. في فيتنام، أدى تشتت تركيز البحث الأساسي طويل الأمد إلى عدم تعزيز الإمكانات الأكاديمية للقطاع الجامعي بالشكل المناسب.
أكد الأستاذ المشارك، الدكتور فام تران فو، نائب رئيس جامعة التكنولوجيا - جامعة فيتنام الوطنية (VNU) في مدينة هو تشي منه: "هذا توجه صحيح وضروري في سياق التطور العلمي والتكنولوجي الحالي في فيتنام... إن تحويل تركيز البحث الأساسي إلى مؤسسات التعليم العالي خطوة مهمة، تُؤكد أن البحث وظيفة أساسية للجامعات، بالإضافة إلى التدريب وخدمة المجتمع".
من الناحية العملية، قال الأستاذ المشارك، الدكتور فام تران فو، إن جامعة مدينة هو تشي منه للتكنولوجيا (VNU-HCM) تُرسي أسسًا متينة للبحوث الأساسية من خلال تشكيل مجموعات بحثية قوية، وتوسيع نطاق المنشورات الدولية، والاستثمار في البنية التحتية الحديثة للمختبرات. وتُمثل سياسات القانون دفعةً مهمةً للجامعة لتسريع وتيرة تطوير نموذج جامعة بحثية.
ثلاثة ركائز لدعم الجامعات في مهمتها الجديدة
لتحقيق الدور المركزي للجامعات في البحث الأساسي، وفقًا للأستاذ المشارك، الدكتور فام تران فو، تحتاج الدولة إلى تطوير سياسة دعم شاملة ترتكز على ثلاثة ركائز: التمويل، والموارد البشرية، والاستقلالية.
فيما يتعلق بالتمويل، أكد الأستاذ المشارك، الدكتور فام تران فو، على ضرورة وجود برامج تمويل طويلة الأجل ومستقرة وتنافسية. فبالإضافة إلى تمويل تنفيذ المشاريع، من الضروري التركيز على الاستثمار في مرافق مثل المختبرات ومعدات البحث والبنية التحتية المشتركة، مع وضع سياسات تضمن دخلًا ثابتًا لفريق البحث الأساسي، وهو عامل حيوي لاستبقاء العلماء واستقطابهم.
فيما يتعلق بالموارد البشرية، من الضروري تطوير فريقٍ باحثٍ وريادي من خلال منحٍ دراسيةٍ للدكتوراه مرتبطةٍ بمجموعاتٍ بحثيةٍ قوية، تُقدّم دعمًا شاملًا لطلاب الدكتوراه من حيث الرسوم الدراسية ونفقات المعيشة وبيئة العمل. بالتوازي مع ذلك، تُتاح آليات توظيف مرنة للعلماء الشباب وباحثي ما بعد الدكتوراه، مما يُهيئ لهم الظروف اللازمة لتطوير أكاديميين مستقلين.
فيما يتعلق بالاستقلالية، يجب منح الجامعات سلطة حقيقية في تحديد اتجاهات البحث، وتخصيص الأموال، وتوظيف الكوادر، والتعاون الدولي، وتسويق نتائج البحوث. الاستقلالية شرط أساسي لتعزيز القوة الداخلية وبناء نماذج بحثية تناسب خصائص كل كلية.
وأكد الأستاذ المشارك الدكتور فام تران فو: "فقط عندما يتم الاستثمار بشكل صحيح في الموارد البشرية والبنية التحتية والمؤسسات المرنة، يمكن للجامعات أن تؤدي دورها بشكل جيد كمراكز بحثية في النظام البيئي الوطني للابتكار".
الأستاذ المشارك الدكتور فام تران فو، نائب رئيس جامعة مدينة هو تشي منه للتكنولوجيا: "البحث وظيفة أساسية للجامعات، إلى جانب التدريب وخدمة المجتمع".
من قاعدة المعرفة إلى محرك الابتكار
إن نقل البحث الأساسي إلى الجامعات لا يهدف فقط إلى إعادة هيكلة منظومة البحث، بل يفتح أيضًا آفاقًا واسعة أمام الدارسين والباحثين الشباب. ففي البيئة الجامعية، لا يوجد البحث الأساسي بشكل منفصل، بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتدريب والابتكار، مُشكِّلًا بذلك سلسلة قيمة تربط المعرفة بالتطبيق.
وبحسب الأستاذ المشارك الدكتور فام تران فو، عندما يدرس الطلاب وطلاب الدراسات العليا في بيئة بحثية أساسية متطورة، فإنهم لا يتمكنون من الوصول إلى المعرفة النظرية فحسب، بل يشاركون أيضًا بشكل مباشر في إنشاء المعرفة الجديدة، وبالتالي تشكيل التفكير النقدي والمهارات التحليلية والإبداع - الكفاءات الأساسية للبحث الحديث.
بالنسبة للباحثين الشباب، تُعدّ البحوث الأساسية مجالًا للتطوير المهني العميق والمستدام. فعندما يرتبط البحث بالتدريب والابتكار، يُمكنهم إيجاد معنى عملي لأبحاثهم، وتوسيع فرص التعاون، وتعزيز مكانتهم الأكاديمية.
استراتيجيًا، يُسهم الربط بين البحث الأساسي والتدريب والابتكار في بناء منظومة أكاديمية متكاملة داخل الجامعة. وهذا يُشكّل الأساس لتحول المؤسسات التعليمية من نموذج تدريبي بحت إلى نموذج جامعات بحثية، وللابتكار - وهو التوجه السائد في التعليم العالي العالمي.
إن تحويل تركيز البحث الأساسي إلى الجامعات ليس مجرد تعديل فني في سياسة تخصيص الموارد، بل هو قرار إعادة تموضع استراتيجي. فالجامعات - أماكن للتدريب وإنتاج المعرفة ونشرها - يجب أن تُصبح جوهر منظومة الابتكار الوطنية. وقد أرسى قانون العلوم والتكنولوجيا والابتكار الأساس القانوني لهذه العملية، إلا أن تحقيقها يتطلب سياسات متزامنة، وخارطة طريق محددة، والتزامًا قويًا من الجهات المعنية. وعلى وجه الخصوص، يُعدّ الدور القيادي للدولة، ومبادرة الجامعات، ومشاركة المجتمع العلمي وقطاع الأعمال عوامل حاسمة للنجاح.
المصدر: https://mst.gov.vn/buoc-ngoat-chien-luoc-trong-luat-khcndmst-197250627112825636.htm
تعليق (0)