مازلت أتذكر، في أحد الأيام منذ أكثر من 30 عامًا، أنني - وكنت حينها فتاة في الحادية عشرة من عمري - دخلت بخجل إلى بوابة مكتب تحرير صحيفة داك لاك في شارع فان بوي تشاو.
يقع المبنى الأصفر الباهت ذو الجدران المنخفضة على بُعد أقل من 600 متر من منزلي، ولكنه يتمتع بجاذبية غريبة. عندما كنت في الحادية عشرة من عمري، تمكنت من زيارة مكتب الصحيفة، ومصافحة الصحفيين الذين يرتدون النظارات، ويبدون بمظهرٍ رائع، وتسلمتُ صحيفة كبيرة الحجم لا تزال تفوح منها رائحة الحبر. غمرتني السعادة لدرجة أنني لم أستطع النوم في ذلك اليوم، وما زلت أذكره بوضوح.
خصصت صحيفة داك لاك صفحاتها الأدبية والفنية للأطفال منذ تسعينيات القرن الماضي. تعلمتُ أنا وزملائي في صف الأدب بمدرسة فان تشو ترينه الثانوية، بالتعاون مع جمعية الأدب والفنون الإقليمية، كيفية كتابة جمل وقصائد مختلفة عن تمارين الكتابة في غرفة المعيشة الصغيرة تلك.
هنأ الكاتب ني ثانه ماي وجمعية الأدب والفنون في مقاطعة داك لاك صحيفة داك لاك بمناسبة الذكرى المئوية ليوم الصحافة الثورية الفيتنامية. تصوير: ثوي هونغ |
أجمل ما في الأمر أن مكتب التحرير يعجّ بالناس، ولكن عندما ترى ظلال الأطفال الخجولة عند الباب، تسألها السكرتيرة: "أنتِ ترسلين مساهمتكِ، أليس كذلك؟"، ثم تقبلها، وتهزّ رأسها مديحًا، وتقول: "ما زلتِ صغيرة في السن، ومع ذلك تكتبين مساهمة للصحيفة، ما أجملها". لا أدري إن كان ذلك بسبب طرافة السكرتيرة أم لأن العمّ دينه هوو ترونغ (نائب رئيس التحرير السابق) يربت على رأسي ويشجعني قائلًا: "استمري في العمل الجيد يا صغيرتي"، لكنني أستمتع حقًا بزيارة مكتب صحيفة داك لاك. أعشقه لدرجة أنني طوال طفولتي، كنتُ أتطلع إليه كل يوم، حتى انتقل مكتب صحيفة داك لاك في أحد الأيام من زاوية شارع فان بوي تشاو إلى شارع لي دوان، وما زلتُ أنظر إليه بدهشة كلما مررتُ به.
لقد منحت صحيفة داك لاك أحلامي وأحلام أصدقائي الذين عشقوا الأدب والفن منذ زمن طويل أجنحةً. من زاوية صغيرة، وبعد سنوات عديدة، كرّست صحيفة داك لاك أعدادها الأسبوعية والشهرية للثقافة والفن. أما أنا، فقد أصبحتُ طالبًا صغيرًا، وأصبحتُ راشدًا. أصبح حبي للأدب والفن وظيفتي ومهنتي. لكن يبدو أن مشاعري عند قراءة الأعمال الأدبية والفنية في كل صفحة من صحيفة داك لاك الأسبوعية لا تزال على حالها. ربما الآن، في كل مرة أقرأ فيها الصحيفة، أرى مقالات للأصدقاء والمعارف، فألتقط صورًا وأرسلها وأهنئهم ونفرح معًا. ثم في كل مرة أقرأ فيها قصصك القصيرة، أغضب من نفسي لأني تركتُ انشغالي يتغلب عليّ ولم أكتب بهذه الطريقة.
نشأتُ، وحظي حبي للأدب بحفاوة بالغة من المراسلين وصحيفة داك لاك. وعندما أصبحتُ أفضل في الكتابة، كتبتُ أكثر لمجلة تشو يانغ سين التابعة لجمعية داك لاك للأدب والفنون. ونشرت العديد من الصحف أعمالي، بما في ذلك القصص القصيرة والطويلة... لكنني لم أغادر صحيفة داك لاك، حيث كانت تُنشر القصص القصيرة والمقالات القصيرة، وكنتُ سعيدة كطفلة صغيرة سعيدة في أيام زمان قبل أكثر من ثلاثين عامًا.
تبدأ صحيفة داك لاك رحلة جديدة مليئة بالتغييرات. لكن حبنا وامتناننا لذلك المنزل الدافئ سيبقى راسخًا ويدوم لسنوات طويلة قادمة، أحيانًا من تفاصيل صغيرة، كقراءة عدد نهاية الأسبوع من صحيفة داك لاك وتذكر الزاوية الصغيرة التي كنا ننشر فيها قصص الأطفال الجديدة بدموع.
الكاتب
رئيس جمعية الأدب والفنون في مقاطعة داك لاك
المصدر: https://baodaklak.vn/van-hoa-du-lich-van-hoc-nghe-thuat/202506/bao-dak-lak-noi-chap-canh-uoc-mo-van-hoc-thieu-nhi-cua-toi-92808e6/
تعليق (0)