وُلِد فونغ فان مينه عام ١٩٩٤ في مقاطعة با في ( هانوي )، ونشأ في عائلة فقيرة. منذ ولادته، عانى مينه من ضعف في البصر، ولم يكن يرى إلا بعين واحدة. ومع ذلك، واصل دراسته جيدًا، وسعى جاهدًا ليصبح مُعلِّمًا.
وقعت الحادثة عندما كان مينه في العاشرة من عمره، إذ بدأ بصره يتشوش تدريجيًا. لم يستطع رؤية ما يكتبه المعلم على السبورة، فكان عليه أن يكتب الكلمات في دفتر ملاحظاته بحجم أكبر بثلاث مرات من المعتاد ليُقرأ. لكن جهود مينه لم تُفلح في إنقاذ حلمه بالذهاب إلى المدرسة.
في نهاية الصف الثالث، لم يستطع مينه حتى قراءة الكلمات التي كتبها بأحرف كبيرة في دفتر ملاحظاته. اضطر لترك المدرسة، فبدا وكأن السماء تنهار. في بعض الأيام، كان مينه يقف عند السياج، يستمع إلى أصدقائه ينادون بعضهم البعض للذهاب إلى المدرسة، فيشعر بحزن لا يوصف.
من الصفر، نجح فونج فان مينه في خلق مستقبل ليس فقط لنفسه، بل أيضًا لمجتمع ذوي الإعاقة.
ازدادت قصة مينه مأساوية باختفاء والدته. عند ذلك السياج نفسه، وقف مينه منتظرًا عودتها مرات عديدة، متوقًا لعناق وتشجيع وسلوى. "ظننتُ أن أمي ستغيب لحوالي 5-6 أشهر كأي مرة أخرى. لكنني انتظرتُ وانتظرتُ... اختفت أمي ولم تعد أبدًا ..."، روى مينه بحزن.
عندما كان مينه في الثالثة عشرة من عمره، توفي والده في حادث عمل، مما أجبره هو وشقيقه على الانفصال والاعتماد على الأقارب في إعالتهم. عاش مينه مع عمته وجدته، بينما عاش شقيقه الأصغر مع عمه.
لكن الفقد والفقر لم يُسقطا مينه. في الثامنة عشرة من عمره، قرر مينه الذهاب إلى هانوي لتعلم التدليك، آملاً أن يستخدم يديه لإعالة نفسه ومساعدة الآخرين من ذوي الإعاقة. بعد سنوات من المحاولة، أسس مينه مركز لينه دان للتدليك للمكفوفين، مما وفّر فرص عمل وبعث الأمل في قلوب الكثير منهم.
قالت مينه: "أحاول تدريب نفسي على تقبّل ما أملكه دائمًا والتفكير بإيجابية. فالشدائد ليست حجرًا يعيق خطواتنا، بل هي دافع لنا للمضي قدمًا."
قال مينه إنه لم يتعلم مهنةً لإعالة نفسه فحسب، بل أراد أيضًا مساعدة الكثيرين. شارك في العديد من الأنشطة التطوعية، وفتح دوراتٍ مجانيةً للمكفوفين، وعلّمهم كيفية استخدام الحاسوب لزيادة فرصهم في الحصول على عمل.
في عام ٢٠٢٤، كان فونغ فان مينه واحدًا من ٣٨ شابًا متميزًا من ذوي الإعاقة كُرِّموا في برنامج "قوة الإرادة الفيتنامية المتألقة" (الذي نظمته اللجنة المركزية لاتحاد شباب فيتنام بالتنسيق مع شركة تي سي بي فيتنام المحدودة). كما شارك مينه في العديد من المشاريع المجتمعية، ناشرًا روح "العطاء يدوم".
عندما سُئل مينه عن أحلامه المستقبلية، أعرب عن رغبته في تطوير لينه دان ليصبح مركز دعم شامل للأشخاص ذوي الإعاقة، يشمل التدريب المهني والاستشارات النفسية. ويأمل أن يجد غيره من ضعاف البصر النور في قلوبهم، وأن يمتلكوا الثقة الكافية للتغلب على الظلام.
وبالإضافة إلى ذلك، يخطط السيد مينه لتكرار نموذج الدروس المجانية في الموسيقى والفن والتكنولوجيا للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، لمساعدتهم على اكتشاف إمكاناتهم المخفية.
سيتم بث برنامج Love Station ، تحت عنوان "النور في القلب" والقصة العاطفية لـ Phung Van Minh، في الساعة 10:00 يوم 21 ديسمبر على قناة VTV1 .
[إعلان 2]
المصدر: https://thanhnien.vn/anh-sang-noi-trai-tim-cua-chang-trai-khiem-thi-phung-van-minh-185241219171452015.htm
تعليق (0)