تستفيد الشركات بشكل كبير من اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية
أظهر تقرير أصدرته غرفة التجارة الأوروبية في فيتنام (EuroCham) بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لدخول اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية الفيتنامية حيز التنفيذ أن الاتفاقية ساهمت بشكل نشط في تعزيز التجارة الثنائية وتسهيل الإصلاح المؤسسي وتحسين معايير وتنافسية الشركات الفيتنامية في سلسلة التوريد العالمية.
على وجه التحديد، بعد خمس سنوات من تطبيق اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية الفيتنامية، بلغ حجم التبادل التجاري بين فيتنام والاتحاد الأوروبي ما يقارب 300 مليار دولار أمريكي. ويمثل هذا الرقم ما يقارب 40% من إجمالي حجم التبادل التجاري التراكمي بين الجانبين منذ عام 1995، مما يُظهر بوضوح الدور المحوري لاتفاقية التجارة الحرة الأوروبية الفيتنامية في توسيع السوق وتعميق التعاون الاقتصادي الثنائي.
وفقًا لغرفة التجارة الأوروبية، تُعدّ فيتنام حاليًا أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، والسادس عشر عالميًا من حيث حجم شركائها. في الوقت نفسه، يُعدّ الاتحاد الأوروبي ثالث أكبر سوق تصدير لفيتنام ورابع أكبر مصدر للواردات.
وتشمل الصادرات الرئيسية لفيتنام إلى الاتحاد الأوروبي الإلكترونيات والمنسوجات والأثاث والمنتجات الزراعية؛ وفي الاتجاه المعاكس، تشمل الصادرات الآلات عالية التقنية والأدوية ووسائل النقل والتكنولوجيا الخضراء.
وُقِّعت اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية - الفيتنامية، في 30 يونيو 2019، ودخلت حيز التنفيذ رسميًا اعتبارًا من 1 أغسطس 2020، وهي واحدة من أكثر اتفاقيات التجارة الحرة شمولًا وطموحًا التي وقّعها الاتحاد الأوروبي مع دولة نامية على الإطلاق. وقد ألغت الاتفاقية أكثر من 70% من الرسوم الجمركية على العديد من سلع الاستيراد والتصدير بين الجانبين. وسيتم إلغاء الرسوم الجمركية المتبقية، والتي تصل إلى 99%، تدريجيًا خلال السنوات القادمة.
وذكر تقرير غرفة التجارة الأوروبية أنه في غضون خمس سنوات فقط منذ دخول اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية والفينية حيز التنفيذ، استغلت العديد من الشركات، وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، الحوافز الجمركية بشكل فعال.
ارتفعت نسبة الشركات الأوروبية في فيتنام التي تعتبر تخفيضات الرسوم الجمركية عاملاً رئيسياً من 29% (الربع الثاني من عام 2024) إلى 61% (الربع الثاني من عام 2025). وسجّلت بعض الشركات زيادة في صافي أرباحها بنسبة تصل إلى 25% بفضل اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية الفيتنامية؛ حيث بلغ متوسط الزيادة 8.7%.
تقرير مؤشر ثقة الأعمال (BCI) وأظهر استطلاع أجرته غرفة التجارة الأوروبية في الربع الثاني من عام 2025 أن 66% من الشركات تتاجر بنشاط بين الاتحاد الأوروبي وفيتنام؛ وأن ما يقرب من 98.2% من الشركات لديها فهم معين لاتفاقية التجارة الحرة الأوروبية وفيتنام.
وأفاد نصف الشركات بفوائد تتراوح بين المتوسطة والكبيرة، ومن المتوقع أن تستمر هذه النسبة في الارتفاع مع تنفيذ التزامات خفض التعريفات الجمركية بشكل كامل في السنوات المقبلة.
تُعتبر اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية الفيتنامية (EVFTA) أيضًا رافعةً تُمكّن الشركات الأوروبية من الوصول بشكل أفضل إلى السوق الفيتنامية، التي يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة وتتميز بقوة عاملة وفيرة. وقد أشار تقرير غرفة التجارة الأوروبية (EuroCham) إلى أن خبرة الاتحاد الأوروبي في مجالات مثل الزراعة الرقمية والطاقة المتجددة والتحول الرقمي تُعدّ مُكمّلاً مثاليًا لاستراتيجية التنمية في فيتنام.
علق برونو جاسبرت، رئيس غرفة التجارة الأوروبية: "في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي والتجاري العالمي، تبرز اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية الفيتنامية كرمز للثقة والتعاون. وتُظهر الأحكام الشفافة والالتزامات المشتركة بين فيتنام والاتحاد الأوروبي أن توحيد المعايير والأسواق المفتوحة هما السبيل إلى النمو المستدام والازدهار طويل الأمد."
القوة الدافعة وراء الإصلاح
وأشادت غرفة التجارة الأوروبية بفعالية اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية-الفاتيكان، وأشارت أيضًا إلى التحديات في عملية التنفيذ، وخاصة فيما يتعلق بإجراءات الجمارك وقواعد المنشأ - وهي العوامل الرئيسية التي تمكن الشركات من التمتع بالحوافز الضريبية.
وبحسب دراسة أجرتها غرفة التجارة الأوروبية، أفادت 37% من الشركات الأوروبية بوجود تناقضات متكررة في تقييمات الجمارك وعدم الاتساق بين وكالات التنفيذ، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف وانخفاض القدرة التنافسية.
وعلاوة على ذلك، لا تزال عملية إصدار شهادات المنشأ تعاني من العديد من الاختناقات؛ ففي حين تتلقى بعض الشركات شهادات المنشأ خلال 24 ساعة، يتعين على العديد من الشركات الأخرى الانتظار أكثر من أسبوع، مما يؤثر على تدفق رأس المال وجداول التسليم.
وفي عام 2024 وحده، ووفقًا للبيانات التي استشهدت بها غرفة التجارة الأوروبية من السلطات الفيتنامية، تم منح أكثر من 1.8 مليون شهادة تفضيلية، وهو ما يعادل قيمة تصدير تزيد عن 100 مليار دولار أمريكي - بزيادة قدرها 18٪ في الحجم و28٪ في القيمة مقارنة بعام 2023، وهو ما يمثل حوالي 28٪ من إجمالي حجم الصادرات إلى الأسواق التي لديها اتفاقيات التجارة الحرة.
ومن الجدير بالذكر أن الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي في العام نفسه بلغت 51.7 مليار دولار أمريكي - وهو أعلى مستوى على الإطلاق، حيث نمت بنسبة 18.4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مما يعكس بوضوح اتجاه الاستفادة الفعالة من اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية والفينية في التجارة الثنائية.
ولا يقتصر الأمر على خفض التعريفات الجمركية فحسب، بل تعمل اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وفنزويلا أيضًا على توسيع نطاق الوصول إلى الأسواق، وتعزيز حماية الملكية الفكرية، وتعزيز الشفافية في النظام التنظيمي، من أجل خلق ظروف أكثر ملاءمة للشركات على الجانبين لتحقيق أقصى استفادة من الفرص التجارية.
وقد قيمت غرفة التجارة الأوروبية أن اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية ليست مجرد أداة لتعزيز التجارة بل هي أيضًا حافز لـ إصلاح مأسسة وتحديث الاقتصاد الفيتنامي. أشاد مجتمع الأعمال الأوروبي بجهود الحكومة الفيتنامية في تبسيط الإجراءات الإدارية، وتطبيق نظام التعريف الإلكتروني للمؤسسات عبر تطبيق VNeID، ونشر مؤشر منطقة التجارة الحرة الوطنية، مما يُمثل خطوات بارزة في خارطة طريق التحول الرقمي، وبناء سياسات فعّالة قائمة على الأدلة.
كما أن رقمنة عملية إصدار شهادات المنشأ اعتبارًا من مايو 2025 والحوارات بين غرفة التجارة الأوروبية والسلطات تعتبر أيضًا شهادة على روح التعاون المفتوح والالتزام بالإصلاح في فيتنام.
نرى بوادر إيجابية في حكومة مستعدة للإنصات، ومواكبة الإصلاحات بفاعلية، ودعمها بصدق. تُظهر المؤشرات الاقتصادية الحالية أن "عصر النهضة" في فيتنام قد بدأ بالفعل - فترة من النمو والتطور القوي، كما توقع الأمين العام تو لام. الآن، أكثر من أي وقت مضى، هو الوقت المناسب لتسريع تنفيذ الإصلاحات الملتزمة، وتحويل الحوار إلى عمل ملموس، كما أشار رئيس غرفة التجارة الأوروبية.
نرى جانبًا إيجابيًا في حكومة مستعدة للإنصات، ومواكبة الإصلاحات بفاعلية، ودعمها بصدق. تُظهر جميع المؤشرات الاقتصادية الحالية أن "عصر النهضة" في فيتنام قد بدأ بالفعل.
بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لتأسيس EVFTA، يوروشام نواصل دعوة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى استكمال التصديق على اتفاقية حماية الاستثمار بين الاتحاد الأوروبي وفيتنام على وجه السرعة، وبالتالي إنشاء إطار قانوني قوي لتدفقات الاستثمار عالية الجودة وطويلة الأجل.
لا يزال الاتحاد الأوروبي أحد أكثر شركاء فيتنام الاقتصاديين استقرارًا واستدامة. إذا واصلنا العمل معًا، وأزلنا العوائق، وركزنا على التنفيذ الفعال، ستواصل اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية الفيتنامية إثبات للعالم أن اتفاقيات التجارة الثنائية قادرة على خلق قيمة حقيقية وفوائد طويلة الأجل لكلا الجانبين. وتلتزم غرفة التجارة الأوروبية ومجتمع الأعمال الأوروبي بالوقوف جنبًا إلى جنب مع فيتنام خلال هذه الفترة المحورية. ونعتبر فيتنام وطننا الثاني، وسندعمها في تحقيق أهدافها التنموية طويلة الأجل، كما أكد السيد جاسبرت.
وأكدت غرفة التجارة الأوروبية أيضًا أن رفع مستوى العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وفيتنام إلى شراكة استراتيجية شاملة سيكون الخطوة الطبيعية التالية بين شريكين متوافقين بشكل متزايد في مجالات رئيسية مثل التجارة والتنمية المستدامة والحوكمة العالمية.
أكد سفير الاتحاد الأوروبي لدى فيتنام، السيد جوليان غيرييه، قائلاً: "بعد خمس سنوات، أثبتت اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية الفيتنامية (EVFTA) أنها إطار تعاون فعال. لقد عززت الاتفاقية الثقة، وعززت التجارة، وحققت فوائد عملية للطرفين. في ظل بيئة التجارة العالمية المتقلبة باستمرار، أصبح التعاون المستدام بين الاتحاد الأوروبي وفيتنام أكثر ضرورة من أي وقت مضى. ويظل الاتحاد الأوروبي ملتزمًا بمرافقة فيتنام في رحلتها نحو مستقبل أخضر ومستدام ومزدهر."
المصدر: https://baoquangninh.vn/5-nam-thuc-thi-evfta-dong-luc-thuc-day-thuong-mai-ben-vung-giua-viet-nam-va-eu-3369688.html
تعليق (0)