أوكرانيا تعترف لأول مرة بدخول روسيا إلى دنيبروبيتروفسك

لقد أصبحت الأرض التي كانت تعتبر في السابق خطًا خلفيًا آمنًا الآن خط المواجهة، وهي علامة على أن الحرب تتوسع وأن احتمالات السلام أصبحت بعيدة بشكل متزايد.

في 27 أغسطس/آب 2025، أكدت الحكومة الأوكرانية علنًا ولأول مرة دخول القوات الروسية إلى منطقة دنيبروبيتروفسك، المنطقة الوسطى التي كانت تُعتبر خطًا خلفيًا آمنًا. وقُدِّر أن هذا التطور قد يُغيّر الوضع في ساحة المعركة، ولكنه في الوقت نفسه يُلقي بظلاله على آفاق الدبلوماسية التي كانت أصلًا في طريق مسدود.

قال فيكتور تريجوبوف، المتحدث باسم مجموعة دنيبرو للقوات الاستراتيجية العملياتية: "نعم، لقد دخلوا، ولا يزال القتال مستمرًا حتى الآن". أنهى هذا الاعتراف أسابيع من الجدل حول ما إذا كانت روسيا قد عبرت بالفعل الحدود الإدارية لدنيبروبتروفسك.

منذ يوليو/تموز، زعمت موسكو أن قواتها دخلت المنطقة واستولت على عدة مستوطنات. حينها، نفت كييف ذلك، واصفةً إياه بأنه مجرد دعاية. ويشير أول اعتراف رسمي من أوكرانيا إلى أن القتال قد اتخذ منعطفًا مثيرًا للقلق.

في بيان منفصل، أكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن روسيا لم تسيطر بالكامل بعد على قريتي زابوريزكي ونوفوجورجيفكا، كما زعمت موسكو. إلا أن منظمة "ديب ستيت" لمراقبة ساحات المعارك، ذات العلاقات الوثيقة بالجيش الأوكراني، أكدت أن هذه المناطق "خُسرت".

أضافت ديب ستيت أن الجيش الروسي لا يتواجد فقط على الأطراف الجنوبية لدنيبروبيتروفسك، بل يُعزز أيضًا تحصيناته، ويحشد المشاة، ويستعد لهجمات أخرى. ويطبقون تكتيكات "التآكل"، ويتقدمون ببطء ولكن بثبات، بهدف السيطرة على كل منطقة سكنية تضررت بشدة جراء أشهر من القتال.

تتمتع دنيبروبتروفسك جغرافيًا بأهمية استراتيجية خاصة. فهي مركز صناعي رئيسي، وتُعتبر بمثابة "درع" بين منطقة دونباس والعاصمة كييف. قد يفتح أي اختراق روسي هنا آفاقًا جديدة للهجوم، ويهدد في الوقت نفسه الخطوط اللوجستية، شريان الحياة للجيش الأوكراني.

بخلاف دونيتسك، ولوغانسك، وخيرسون، وزابوريزهجيا، والقرم - المناطق الخمس التي ضمتها موسكو - لم تُدرج دنيبروبيتروفسك قط في القائمة الرسمية للأراضي المطالب بها. لذلك، أثار دخول روسيا إلى هذه المنطقة قلق العديد من المحللين من أن أهداف الكرملين الإقليمية قد تتوسع إلى ما يتجاوز بكثير التزاماته الأصلية.

بالنسبة لأوكرانيا، تُعدّ خسارة موقعها في دنيبروبيتروفسك ضربةً نفسيةً قاصمة. فعلى مدار أكثر من عامين ونصف من الصراع، حاولت كييف إثبات قدرتها على الصمود ومنع روسيا من التوسع في مناطق رئيسية. لكن التطورات الجديدة تأتي في وقتٍ بدأ فيه الرأي العام، في الداخل والخارج، ينفد صبره تدريجيًا من الصراع الذي لا ينتهي.

على الصعيد الدبلوماسي، الوضع قاتم أيضًا. كانت هناك آمال بتحقيق انفراجة بعد اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. لكن موسكو استبعدت عقد قمة مباشرة مع كييف في المستقبل القريب.

يُعدّ طلب روسيا انسحاب أوكرانيا من بعض الأراضي التي لا تزال تسيطر عليها شرطًا أساسيًا لوقف الحملة العسكرية. بالنسبة لكييف، يعني هذا استسلامًا وتنازلًا عن السيادة، وقد رُفض على الفور. ونتيجةً لذلك، لا تزال آفاق مفاوضات السلام متعثرة.

يقول الخبراء إن دخول روسيا إلى دنيبروبيتروفسك له أهمية عسكرية، إذ يوسع ساحة المعركة، وأهمية سياسية، إذ يُجبر أوكرانيا على مواجهة واقع صعب. في ظل بوادر تراجع مساعدات الغرب، ومواجهة أوكرانيا ضغوطًا اقتصادية واجتماعية داخلية، فإن خسارة موقع استراتيجي آخر ستكون لها عواقب وخيمة.

يرى العديد من المحللين أن مستقبل الحرب سيعتمد على عاملين رئيسيين: صمود جيش كييف وعزم حلفائه على دعمه. ومع تحول دنيبروبيتروفسك إلى ساحة معركة، فإن الرسالة واضحة: سيستمر الصراع في الاتساع، ولا يزال احتمال تحقيق سلام دائم بعيدًا.

The Defensepost عرض رابط المصدر

رابط المقال الأصلي نسخ الرابط

https://thedefensepost.com/2025/08/27/أوكرانيا-روسيا-تدخل-دنيبروبيتروفسك/

المصدر: https://khoahocdoisong.vn/ukraine-lan-dau-tien-thua-nhan-nga-da-tien-vao-dnipropetrovsk-post2149049172.html