المراسلة: ما الذي جعلك تقعين في حب التكنولوجيا، المجال الذي يعتقد الكثيرون أنه مناسب للرجال فقط؟
السيدة دينه ثي ثوي: انضممتُ إلى قطاع التكنولوجيا بالصدفة. في البداية، كان تخصصي هو المالية والمحاسبة، فتقدمتُ بطلبٍ للتدريب في المحاسبة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا .
ومع ذلك، عندما أصبحت عضوًا في الشركة، كنت مسؤولاً عن العديد من الوظائف المختلفة، في بعض الأحيان كنت أقوم بالمحاسبة، وفي بعض الأحيان كنت أقوم بالاستشارات، وضمان الجودة، واختبار البرمجيات، وعندما كان هناك نقص في الأشخاص، تم نقلي إلى المبيعات.
في ذلك الوقت، لم يكن عدد موظفي الشركة كبيرًا، وكان معظمهم من الأشخاص المسؤولين عن البرمجة والبحث وإنتاج البرمجيات.
بفضل خبرتي في المالية والمحاسبة، كُلِّفتُ بتقديم استشارات مهنية لفريق هندسة البرمجيات. بعد إصدار البرنامج، واصلتُ تقديمه ونشره للعملاء.
بفضل رغبتي في التعلم والتغيير والنمو، فقد خضت العديد من المناصب من موظف إلى قائد فريق إلى رئيس قسم إلى مدير مكتب إلى نائب المدير العام والآن الرئيس التنفيذي لشركة MISA.
يبدو أن رحلة التحول إلى "جنرال" تقني لم تكن سهلة. هل يمكنكِ مشاركة تجاربكِ؟
كما ذكرت من قبل، من فتاة أرادت ببساطة التقدم إلى MISA للحصول على تدريب في المحاسبة، كنت محظوظة بتعييني من قبل مجلس الإدارة لتولي العديد من المناصب الإدارية الرئيسية في الشركة والآن أنا المدير العام.
في تلك الرحلة، كان التحدي الأكبر بالنسبة لي هو عدم امتلاك أي خبرة تقنية، بل كوني مديرًا ومشغلًا وقائدًا لشركة تكنولوجيا.
يتطلب هذا مني جهدًا كبيرًا. أولًا، عليّ البحث والتعرف على أحدث التوجهات التكنولوجية، وخاصةً تطبيقاتها في المنتجات. ثم عليّ العمل بجد لفهم الحلول التكنولوجية التي تُطوّرها الشركة فهمًا شاملًا. حينها فقط، سأكتسب الثقة الكافية لتقديم الحلول وتقديم المشورة للعملاء والشركاء، وتوفير التدريب المهني لموظفي الشركة.
إلى جانب التحديات، أتمتع بمزايا عديدة. شركة MISA هي شركة تُقدّم وتُطبّق حلولاً وبرامج للعملاء، وتكمن قوتها الأساسية في مجالي المالية والمحاسبة. عندما أصبحتُ قائداً، حظيتُ بالعديد من المزايا بفضل خبرتي الواسعة في هذا المجال. كما أن استخدام MISA لحلول الأتمتة في إدارة الأعمال يُسهّل عملي.
بصفتي موظفًا في الشركة منذ ٢٦ عامًا، قضيتُ فيها شبابي، أمتلك فهمًا عميقًا لعمل كل وظيفة في قسم الموارد البشرية. هذا يُفيدني كثيرًا عندما أصبح قائدًا، وخاصةً عندما أضطر إلى اتخاذ القرارات الصائبة.
وأخيرًا، أشعر بالامتنان لحصولي على رفقة وتفهم مجلس إدارة الشركة. لكل عضو في المجلس نقاط قوة خاصة به، مما يُشكّل قوةً مؤثرةً للمجموعة بأكملها. وهذا أيضًا هو الحافز الذي يُساعدني على إنجاز مهامي على أكمل وجه.
ماذا عن العوائق الأخرى؟ كيف توازنين بين رعاية الأسرة وتربية الأطفال والعمل مع شريك حياتك؟
لتحقيق التوازن بين وقت رعاية الأسرة وتربية الأطفال والعمل الدبلوماسي للشركة، تعلمتُ العمل وفق خطة مُحددة، وتحديد الأولويات مُبكرًا. العامل الحاسم في الجدول الزمني هو هدف وأهمية كل نشاط في كل مرحلة.
لكن، لتحقيق التوازن بين العمل والأسرة، عليّ أيضًا تقبّل سلبيات الحياة، والتضحية بوقتي. على سبيل المثال، خلال الأسبوع، أُكرّس حماسي للعمل، وفي عطلة نهاية الأسبوع، أقضي وقتًا مع أطفالي.
وبفضل ميزة كونها شركة تكنولوجية، تمتلك MISA أيضًا العديد من الحلول لدعمي في إدارة العمل عن بُعد، مما يساعدني على أن أكون أكثر مرونة في موازنة الوقت بين الشركة والأسرة.
على سبيل المثال، أستطيع عرض مؤشرات التقارير عبر الإنترنت بسرعة وتوقيع العقود عن بعد دون الحاجة إلى التواجد في المكتب، مما يقلل من ازدحام العمل مع الاستمرار في توفير الوقت لرعاية أطفالي.
لكي أتمكن من النجاح في كلا الدورين، سواءً في الشركة أو في المنزل، أُدرك دائمًا ضرورة التدريب الجيد عقليًا وجسديًا، وفي الوقت نفسه، الحفاظ على ذهنٍ صافٍ ومرن. في أي منصب، على المرأة أن تُبقي حماسها وشغفها مُتقدًا، وعندها فقط ستمتلك القدرة الكافية على التحمل لمواصلة العمل وتحسين أدائها كل يوم.
تتمتع النساء بصفات شخصية عديدة لا يمتلكها الرجال. هل تُعدّ هذه ميزة فريدة للنساء في مجال التكنولوجيا؟
هناك اختلافات بين النساء والرجال في القيادة. وهذا لا يقتصر على مجال تكنولوجيا المعلومات فحسب، بل يشمل مجالات أخرى أيضًا.
أولاً، النساء أكثر مرونةً وقدرةً على التضحية من الرجال. وكثيراً ما تُوصف القيادات النسائية بـ"النساء الحديديات" لذكائهن وصلابتهن وقدرتهنّ على مواجهة التحديات. ويستطيعن السعي وراء أهدافهن بإصرارٍ لفترة طويلة مع الحفاظ على لياقتهن البدنية.
من نقاط قوة المرأة أيضًا أنها أكثر مهارةً ولطفًا من الرجل. هذا يُسهّل على المرأة التواصل مع من حولها وفهمهم.
التواصل من أبرز مهارات المرأة. فهي تجيد اختيار الكلمات واستخدامها كسلاحٍ خفي لإقناع الطرف الآخر. علاوةً على ذلك، تتمتع بذكاءٍ وحدسٍ حادين، وتعرف كيف "تتلاعب بهدوءٍ وتتحرر بحزم"، وتتكيف بسهولةٍ وتتعامل مع جميع المشاكل ببراعة.
في معهد ميسا، حيث معظم القادة رجال، أشعر أن أنوثتي تُعزّز بشكل أوضح. سيُعوّض رقّتي ورقّتي عن صرامة وجفاف زملائي من الجنس الآخر.
ما هي الرسالة التي تودين توجيهها للنساء العاملات في مجال التكنولوجيا في الثامن من مارس؟
لم يكن الجنس يومًا عاملًا في تقييم قدرة الفرد على العمل أو القيادة. في جميع الأحوال، على المرأة أن تدرك أهمية إثبات ذاتها، وتعزيز نقاط قوتها بالكامل لتحقيق أداء متميز في كل منصب.
في الثامن من مارس، أتمنى لجميع النساء، وخاصةً العاملات في مجال التكنولوجيا، أن يكنّ دائمًا متحكمات في حياتهن المهنية ويحققن التوازن في حياتهن. الحياة المهنية مهمة، ولكن يجب أن تكون متوازنة مع حياتهن الشخصية والعائلية.
شكرًا لك!
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)