سامسونج وإس كيه هاينكس هما أكبر شركتين عالميتين لتصنيع شرائح الذاكرة، تليها مايكرون في المركز الثالث. وتمارس الشركات الثلاث أعمالها التجارية في الصين، مع أن شركتين كوريتين جنوبيتين فقط تمتلكان منشآت تصنيع في البلاد.
وفي 21 مايو/أيار، أعلنت بكين أن شركة ميكرون فشلت في اجتياز تقييمها الأمني، ومنعت مشغلي البنية التحتية الحيوية من شراء منتجات الشركة الأميركية.
في حين أن شركة ميكرون هي التي تراقبها السلطات الصينية، فإن سامسونج وإس كيه هاينكس عالقتان أيضًا بين القوتين العظميين. في الشهر الماضي، طلبت الولايات المتحدة من سيول حثّ شركات تصنيع الرقائق على عدم ملء الفراغ الذي ستتركه ميكرون في حال حظرها.
رغم التوترات السياسية ، يرى بعض المحللين أن وضع ميكرون غير المواتي يُمثل فرصة عمل واضحة لشركتي سامسونج وإس كيه هاينكس. وصرح لي سونغ وو، كبير المحللين في شركة يوجين للاستثمار والأوراق المالية، بأن شركتي صناعة الرقائق الكوريتين في وضع جيد.
في أسوأ الأحوال، قد تخسر شركة مايكرون حوالي 11% من إيراداتها بسبب الحظر، وفقًا لمارك لي، المحلل في شركة سانفورد سي. بيرنشتاين. مع ذلك، من غير المرجح أن يحدث هذا، ومن المرجح أن تكون الخسارة ضئيلة.
وفي حين يتفق لي على أن الصين لديها القدرة على التواصل مع الشركات الكورية الجنوبية لتزويدها بشرائح الذاكرة، فإنه غير متأكد من مدى رغبتها في ذلك.
بما أن الموردين المحليين لا يستطيعون المنافسة من حيث السعة والتكنولوجيا، ستحتاج الصين إلى سامسونج، وإس كي هاينكس، وكيوكسيا، وويسترن ديجيتال، أو موردين أجانب ليحلوا محل ميكرون. ومع ذلك، فإن جميع هذه الموردين من حلفاء الولايات المتحدة ويعتمدون على المعدات الأمريكية. نعتقد أن احتمال تجاهلهم للضغوط الأمريكية واستغلالهم حظر ميكرون لزيادة حصتهم السوقية في الصين ضئيل للغاية، كما قال السيد لي.
أعلنت وزارة الخارجية الصينية في 22 مايو/أيار معارضتها لأي محاولة لمنع شركات تصنيع الرقائق الكورية الجنوبية من بيع منتجاتها إلى البلاد. وقال المتحدث باسم الوزارة، ماو نينغ، إن حظر التصدير "ينتهك بشكل خطير مبادئ اقتصاد السوق والاقتصاد الدولي وقواعد التجارة، ويقوض استقرار الإنتاج وسلاسل التوريد العالمية" .
هناك عامل آخر يجب مراعاته وهو سوق شرائح الذاكرة بشكل عام. يتوقع برادي وانج، محلل أشباه الموصلات في شركة كاونتربوينت للأبحاث، أن يكون لحظر منتجات ميكرون في الصين تأثير محدود على السوق العالمية، بما في ذلك العملاء المحليين، حيث لا يزال السوق يعاني من فائض العرض في ظل تباطؤ الاقتصاد.
وبحسب قوله، إذا استمر الحظر لفترة طويلة - سنتين أو ثلاث سنوات أو أكثر - فسيستفيد المنافسون الكوريون. مع ذلك، لا شيء مؤكد حتى الآن.
في الربع الأخير من عام 2022، تصدّرت سامسونج وSK Hynix سوق ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية (DRAM) بحصة سوقية بلغت 40.7% و28.8% على التوالي، وفقًا لشركة الأبحاث TrendForce . واحتلت Micron المركز الثالث بنسبة 26.4%. تُستخدم رقائق ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية (DRAM) في كل شيء، من أجهزة التلفزيون إلى الهواتف الذكية، ولكنها منتجات أساسية وعرضة لتقلبات الأسعار.
تمتلك سامسونج مصنعًا لشرائح NAND في شيآن ومصنعًا للمعالجات الخلفية في سوتشو، بينما تمتلك شركة SK Hynix مصنعًا لشرائح DRAM في ووشي ومصنعًا لشرائح NAND في داليان. وقد حصلت الشركتان على إعفاءات من الحكومة الأمريكية لمواصلة توريد معدات الشرائح إلى المنشآت الصينية.
ردًا على صحيفة نيكي ، صرحت شركة ميكرون بأنها تلقت إشعارًا من الحكومة الصينية بانتهاء التحقيق. وستواصل الشركة مناقشتها مع السلطات.
بدأت بكين تحقيقها بشأن شركة ميكرون في مارس/آذار بعد أن وقّعت الولايات المتحدة اتفاقية مع اليابان وهولندا، وهما من أكبر موردي أدوات تصنيع الرقائق في العالم، للحد من الصادرات إلى الصين. تُجري ميكرون معظم عمليات التصنيع خارج البر الرئيسي، على الرغم من امتلاكها خطوط تجميع للوحدات والمكونات ومصنعًا تجريبيًا في شيآن. يُشكّل عملاؤها في الصين وهونغ كونغ 16% من إيرادات ميكرون لعام 2022.
تحدثت شركة صناعة الرقائق الأمريكية عن مخاطر الصراع التكنولوجي الأمريكي الصيني، بما في ذلك المنافسة المتزايدة من المنافسين الصينيين. حتى أن الشركة حذرت في تقريرها من إمكانية حظرها من أكبر سوق في العالم.
(وفقا لصحيفة نيكي)
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)