تيموثي شالاميت: الوجه الحقيقي لبوب ديلان

من غيره يستطيع إعادة إحياء بوب ديلان في العشرين من عمره، القادر على جعل جوان بايز، عندما تسمع أداء أغنية، تقول: "بالطبع، أحشائي محطمة بالكامل، لأنها جميلة للغاية"، سوى تيموثي شالاميت؟

مشهد من فيلم "مجهول تمامًا" - صورة من موقع IMdB

بجسده النحيف، وشعره المجعد الأشعث، وعينيه العميقتين اللتين تبدوان وكأنهما تسافران دائمًا إلى عالم لا يستطيع الآخرون رؤيته، وصوته الخشن الذي يشبه مزيجًا من "الرمل والغراء"، يتمتع تيموثي شالاميت بالسلطة الكاملة للعب دور رجل لطيف وقاسٍ في نفس الوقت، فنان قاسٍ مع أولئك الذين يحبونه لكنهم لا يستطيعون إلا أن يحبوه ويسامحوه.

بمعنى آخر، يمتلك شالاميه كل المقومات اللازمة لاستحضار أسطورة بوب ديلان من الماضي. إلا أن فيلم السيرة الذاتية الأكثر ترقبًا في أوائل عام ٢٠٢٥، "مجهول تمامًا" للمخرج جيمس مانغولد، لا يقدم أفضل سيناريو.

مقطع دعائي كامل غير معروف

مجهول أو غير معروف؟

يمكن فهم عنوان الفيلم بطريقتين: "شخص غير معروف تمامًا"، أو "شخص لا يفهمه أحد".

التفسير الأول يتوافق مع إعداد الفيلم في عام 1961، عندما سافر بوب ديلان، بمفرده ومعه جيتار، من مينيسوتا إلى نيويورك للبحث عن مثله الأعلى، مغني الفولك وودي ووثري.

الفهم الثاني يتوافق مع الأعماق التي لا نهاية لها والتي لا يستطيع أحد - حتى أصدقاء بوب، أو عشاقه، أو المحسنين إليه، أو المقربين منه - الوصول إليها.

لكن الطريقة التي يروي بها مانجولد قصة خطية ثم يحاول فك شفرة بوب ديلان في شكل السيرة الذاتية المألوفة تجعلنا نعتقد أننا نستطيع أن نفهم بوب ديلان، وأن قراره بالتحول إلى الجيتار الكهربائي - وهي لحظة محورية في تاريخ الموسيقى الشعبية - جاء من الرغبة في أن يصبح الشخص الذي أراد الجميع أن يكون.

بوب ديلان شخصية معقدة في الفيلم، بسيطة كهذه، بسيطة للغاية: إنه متمرد، متمرد، متمرد. كل هذه الأمور متوقعة، وهذا ما يجعل الفيلم مخيبًا للآمال.

إن الصراع المستمر داخل بوب ديلان لا يمكن تفسيره، لذا فإن أفضل الأعمال عن بوب ديلان دائمًا ما تضطر إلى كسر الهياكل التقليدية: فيلم " أنا لست هناك" لتود هاينز يقسم شخصيات ديلان الستة إلى ستة ممثلين من مختلف الأعمار والجنسين؛

تم تقديم فيلم "Rolling Thunder Revue" للمخرج مارتن سكورسيزي على أنه فيلم وثائقي، لكنه مليء بالتفاصيل الخيالية، مما يتحدى فكرة التمييز بين الحقيقة والزيف، والخيال والواقع، والتاريخ الرسمي والتاريخ غير الرسمي.

بوب ديلان

أنا أنام مع الحياة والموت في نفس السرير

منذ البداية، أثبتت هذه الأعمال أنه لا توجد طريقة للنظر إلى الوجه الحقيقي لبوب ديلان، لأنه لم يكن هناك شيء يسمى "الوجه الحقيقي" لهذا الشخص.

بالطبع، لفيلم "مجهول بالكامل" جمهوره الخاص. فهو بمثابة مقدمة للموسيقي الأسطوري، وسيستمتع به المشاهدون الجدد، بمشاهده الجميلة التي تبدو وكأنها مقتطعة من الذاكرة الموسيقية.

بوب ديلان يتجول في الشوارع مع سوز روستولو (التي لعبت دورها إيل فانينج) تحت شمس نيويورك البرتقالية؛ أو بوب ديلان على المسرح مع جوان بايز (الممثلة مونيكا باربارو)، حيث يتقاسمان الميكروفون، ويغنيان أغنية It Ain't Me Baby بينما ينظران إلى بعضهما البعض بحب في مهرجان نيوبورت.

كانت وجوه الممثلين كلها متحمسة وجميلة - لقد كانت الستينيات هنا، عقد من الأحلام، وثقافة الاحتجاج، ووقت تجرأ فيه الشباب على التمرد ضد العالم القديم البالي.

أكثر ما يُحزن في فيلم "مجهول تمامًا" هو لحظة اتصال جوان بايز ببوب ديلان. قبل ذلك، لم تكن ترغب، كغيرها، في أن يتخلى عن موسيقى الفولك ويتجه نحو العزف على الجيتار الكهربائي. لكنه مع ذلك مضى قدمًا، رغم كل المعارضة، وفعلها. أخبرته أنه يتمتع بحريته.

ثم هناك بوب ديلان وهو يركب دراجة هوائية كبيرة، جاعلاً تلك الحرية ملموسة. قصة بطل (أو بطل مضاد) يحقق الحرية دائمًا ما تكون آسرة، لكنها في الوقت نفسه تجعل هذه قصة نجاح باهتة.

في سن الثمانين، كتب بوب ديلان أغنيةً تقول: "أنام مع الحياة والموت في سرير واحد". بمعنى آخر، العيش كفاح. تُوحي أغنية "مجهول تمامًا " بأن كفاح بوب قد اكتمل في العشرينيات من عمره. لو كان بوب ديلان قد نال حريته مبكرًا، فماذا بقي له ليسعى إليه؟

بوب ديلان هو مغني متجول ونجم، شاعر ومسيحي، عاشق وفيلسوف، ثوري وهارب، راوي قصص أصيل ومُحب للمخدرات، أو كما يصف نفسه: "سأعزف سوناتات بيتهوفن ومقدمات شوبان. لدي وجوه عديدة".

المصدر: https://tuoitre.vn/timothee-chalamet-ban-lai-dien-muc-cua-bob-dylan-20250119084213336.htm