فيلم "كاليدوسكوب" مقتبس من قصة مسلسل يحمل الاسم نفسه للكاتب نجوين نهات آنه، بأجواء رائعة وقصة آسرة، إلا أنه لم يحقق نجاحًا يُذكر في دور العرض حتى الآن. ويتساءل الجمهور عن السبب، فهو أيضًا من أكثر المشاريع المنتظرة لعام ٢٠٢٤.
"المشكال" عمل جديد للمخرج فو ثانه هوا، وزوجته ماي باو نغوك، كمنتجة. أُعلن عن المشروع في أوائل عام ٢٠٢٤، بمشاركة طاقم شاب من الممثلين هونغ آنه، ونات لينه، وفونغ دوين، الذين يخوضون غمار السينما لأول مرة، بالإضافة إلى عودة الثلاثي الذي شارك في بطولة المسلسل التلفزيوني عام ٢٠٠٦ "نغوك تراي، وفو لونغ، وآن داو". يتميز الفيلم بموقع تصوير رائع، يمر عبر مقاطعات الساحل الجنوبي الأوسط، بجبالها وغاباتها وبحارها المميزة، بالإضافة إلى بعض السمات الثقافية التقليدية الفريدة للمنطقة الساحلية.
الفيلم مقتبس من قصتين قصيرتين "بات هان هوا سوا" و"كون ما كون ما" للكاتب نجوين نهات آنه، وتدور أحداثهما حول رحلة العودة إلى مسقط رأس لونغ، التي قام بها الثلاثي لونغ وكوي وهانه خلال العطلة الصيفية. إلى جانب إثارة المشاكل في الحي، وتكوين صداقات مع أطفال الحيين العلوي والسفلي، قضوا صيفًا رائعًا عندما اكتشفوا اللغز القديم لهذا الريف الهادئ.
وبعد طرحه في دور العرض السينمائية على مستوى البلاد خلال عيد الميلاد، بلغ إجمالي إيرادات الفيلم حتى الآن أكثر من 5.4 مليار، وهو أقل بكثير من توقعات المنتج، وفقا لإحصاءات من موقع شباك التذاكر في فيتنام (موقع يتتبع إيرادات تذاكر السينما في فيتنام).
هذه نتيجة غير متوقعة، ففيلم "كاليدوسكوب" من المشاريع التي تهم الجمهور في عام ٢٠٢٤، إذ يعتمد على عمل أدبي حقق أعلى المبيعات لمؤلف مشهور. إضافةً إلى ذلك، يُعد المخرج فو ثانه هوا اسمًا لامعًا حقق نجاحًا كبيرًا في مشاريع أفلام سابقة مثل "الكلب الشبح"، "المحتال الخارق يلتقي بالغبي الخارق"، "العمل السهل للغاية"، "مفتاح المائة مليار"...
من السهل ملاحظة "اختفاء" الفيلم من منصات التواصل الاجتماعي. عُرض الفيلم في كلٍّ من هانوي وهو تشي منه، ولكن بينما ذُكرت أفلام أخرى كثيرة من قِبَل فنانين وممثلين وشخصيات مؤثرة ومشاهير في مقالاتهم ومنشوراتهم التعريفية، مما أحدث موجة إعلامية جذبت انتباه الجمهور، بدا فيلم "كاليدوسكوب" غامضًا، ونادرًا ما يُذكر، باستثناء القنوات الترويجية والعلاقات العامة لطاقم الفيلم والموزع والمنتج ودور العرض والممثلين المشاركين.
بالإضافة إلى ذلك، في نفس وقت إصداره، كان على فيلم "Kaleidoscope" أن "يتنافس" مع اسم "كبير" آخر في السينما الفيتنامية، وهو "Sister-in-law"، الذي يتصدر الإيرادات ويحظى بالترويج على نطاق واسع، بالإضافة إلى تلقي العديد من الثناء والتعليقات الجيدة من الجمهور والفنانين والمشاهير... تم إصداره قبل أقل من أسبوع من "Kaleidoscope"، ولكن حتى الآن وصلت إيرادات "Sister-in-law" إلى حوالي 89 مليار دونج، أي ما يقرب من علامة 100 مليار دونج.
يُعدّ استناد الفيلم إلى قصة أدبية شهيرة ميزة، ولكنه في المقابل يُشكّل ضغطًا عليه، فإذا لم يكن السيناريو والتمثيل على المستوى المطلوب، فسيكون من السهل مقارنته بالأصل. وهذا ما تواجهه النسخة السينمائية من "كاليدوسكوب". ويتضاعف هذا الضغط تحديدًا عندما تُقارن النسخة السينمائية من "كاليدوسكوب" بالنسخة التلفزيونية التي صدرت قبل عشرين عامًا، والتي حظيت بشهرة واسعة وحظيت بإعجاب جمهور واسع.
أداء الممثلين في الفيلم هو أيضًا ما يجعله "سلبيًا" في نظر الجمهور، فرغم عدم اندماج الممثلين الشباب جيدًا مع قصة الفيلم، إلا أن التمثيل والحوار لا يزالان جامدين ومصطنعين في بدايته. إلا أن نقطة إيجابية في الفيلم هي طاقم الممثلين المساعدين الجيد، وخاصةً دانج هوانج نام في دور لوم، ابن عم لونج المشاغب والمُزعج. يتألق دانج هوانج نام حقًا عندما يتحول إلى فتى ريفي مُصاب بحروق الشمس، مفرط النشاط ولكنه خجول أيضًا عند مشاركته في المشاجرة مع أصدقائه.
إلى جانب التمثيل، يفتقر حبكة الفيلم إلى السلاسة في حلّ بعض النزاعات "العاجلة"، مثل الجدال بين الأصدقاء الثلاثة عند اكتشاف سبب رحلة كوي، أو أن "المصالحة" بينهم كانت مُصطنعة، وغير مُقنعة للجمهور. كما أن مساحة التمثيل وقصص الشخصيات الثلاثة عندما يكبرون محدودة نسبيًا، ولا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقصة الماضي.
علاوة على ذلك، تلقى فيلم "كاليدوسكوب" تعليقات سلبية من الجمهور فور عرضه، مما أضرّ به بشدة. نشر المخرج فو ثانه هوا بغضب على صفحته الشخصية أن الفيلم قد أُقيم عرضٌ خاطفٌ له في اليوم السابق، لكن في صباح اليوم التالي، تلقت صفحته سلسلةً من التعليقات السلبية، حتى من أشخاص لم يشاهدوه قط. وقد أثر هذا أيضًا على عرض الفيلم في دور العرض واختيار الجمهور لمشاهدته. وللأسف، تكرر هذا الوضع مع عدد من الأفلام الفيتنامية عند عرضها في دور العرض...
بشكل عام، فيلم "كاليدوسكوب" ليس سيئًا، ولا يحمل عيوبًا كبعض الأفلام الفيتنامية السابقة التي باءت بالفشل. يتميز الفيلم بقصة خفيفة ومشرقة، مليئة بالتقلبات والمنعطفات، وأجزاء مشوقة، بالإضافة إلى أجزاء فكاهية ومسلية. ويمكن ملاحظة حماس العديد من الجمهور الشاب للفيلم، من خلال ضحكات الأطفال المبهجة في السينما. إنه لأمر مؤسف أن يُحقق "كاليدوسكوب" إيرادات أكبر وأن يحظى باهتمام أكبر من الجمهور.
مصدر
تعليق (0)