راشفورد يفتتح فصلاً جديداً مع برشلونة. |
كان ماركوس راشفورد رمزًا للأمل في مانشستر يونايتد. قصة اللاعب ذي الثمانية عشر عامًا وهو يسجل في أول مباراة له ضد أرسنال وميدتييلاند أشعلت حماس أولد ترافورد. لكن الزمن وقسوة الدوري الممتاز أطفأت هذا البريق.
وعندما دخلت سيارة مرسيدس السوداء التي كان يستقلها راشفورد إلى ملعب كامب نو، لوح له الجمهور الصاخب ـ وهي إشارة إلى أن أي باب لا يغلق تماما، طالما أنك تجرؤ على البدء من جديد.
ابتسامة غريبة، ولكنها ليست غير مألوفة
صورة راشفورد وهو يخرج من السيارة مرتديًا بدلة سوداء، بلا ربطة عنق، مبتسمًا ابتسامة مشرقة أمام جماهير برشلونة، تُثير في النفس شعور شخصٍ تخلص للتو من عبءٍ ثقيل. في مانشستر يونايتد، كان راشفورد الموسم الماضي صورةً باهتةً للاعبٍ طُرد من الفريق الأول، حتى أنه وُصف بـ"الفريق المُدمر" - مجموعة من اللاعبين الفائضين الذين اضطروا للتدرب بشكلٍ مُنفصل.
طُرد بلا رحمة من قِبل روبن أموريم. ومع ذلك، في كامب نو، بدا راشفورد وكأنه وُلد من جديد، وكأن كل إخفاقاته السابقة كانت مجرد خطوات نحو استعادة ذاته.
لم يكن من الصعب استشعار الارتياح في كل كلمة قالها: "ليس لديّ ما أقوله سيئًا عن مانشستر يونايتد... هذا فصل جديد في حياتي، وأريد التركيز عليه". لم يكن هذا وداعًا حضاريًا فحسب، بل كان أيضًا وسيلةً لراشفورد ليؤكد أنه تجاوز المرحلة الصعبة، مستعدًا لخوض تحدٍّ جديد.
صورة راشفورد وهو يخرج من السيارة مرتديًا بدلة سوداء، بلا ربطة عنق، ويبتسم ابتسامة مشرقة لجماهير برشلونة، تثير شعور شخص تخلص للتو من همومه. |
قرار برشلونة بالثقة براشفورد ليس مجرد انتقال. إنها مخاطرة، لكنها منطقية. يحتاج هانسي فليك إلى جناح يتمتع بالسرعة والخبرة والطموح. راشفورد، على الرغم من تقلباته، يمتلك الأدوات التي يفتقر إليها هجوم برشلونة: المباشرة والقدرة على خلق الفرص من الأطراف.
باختياره القميص رقم 14 - وهو الرقم الذي ارتبط سابقًا بالأسطورة يوهان كرويف - بدا راشفورد وكأنه يضع نفسه تحت ضغط تاريخي. لكنه اعتبره شرفًا. قال راشفورد: "هذا نادٍ مميز، كل شيء هنا فريد، وارتداء هذا القميص شرفٌ لي". أظهرت هذه الإجابة الواثقة نضجًا، مختلفًا تمامًا عن صورة لاعبٍ تعرض لانتقادات بسبب أدائه المتذبذب في إنجلترا.
فصول وتوقعات جديدة
من المثير للاهتمام أن جماهير برشلونة لم تكترث كثيرًا برحيل راشفورد عن مانشستر يونايتد. بالنسبة لهم، كان راشفورد بمثابة قطعة جديدة من اللغز، اسمًا أثار الفضول والأمل. سرعان ما طُرحت عشرات القمصان التي تحمل اسمه للبيع في متجر النادي، واستغلت الصحافة الإسبانية كل التفاصيل، من الوشوم إلى أسلوب الموضة . بدا أن "هوس ماركوس" - حمى راشفورد - ينتشر.
فشل برشلونة مرتين في محاولاته للتعاقد مع راشفورد، الأولى في عام ٢٠١٩. والآن، وبعد ست سنوات، التقى الفريقان أخيرًا في الوقت المناسب. يحتاج راشفورد إلى مرحلة جديدة لينهض، وبرشلونة بحاجة إلى عامل اختراق في وقت لا تزال فيه طموحات دوري أبطال أوروبا على رأس أولوياته.
خاض راشفورد 426 مباراة مع مانشستر يونايتد، وسجل 138 هدفًا، وفاز بالدوري الأوروبي وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس كاراباو. |
لعب راشفورد 426 مباراة مع مانشستر يونايتد، وسجل 138 هدفًا، وفاز بالدوري الأوروبي وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس كاراباو. لكن مسيرته لا تُحددها الماضي. في كامب نو، لديه فرصة لإعادة اكتشاف نفسه، كما فعل العديد من اللاعبين بعد مغادرة الدوري الإنجليزي الممتاز.
تجدر الإشارة إلى أن راشفورد لم يعد يمتلك عقلية "المعجزة"، بل عقلية لاعب في السابعة والعشرين من عمره يُدرك هشاشة هالة الفريق. يُدرك أنه لم يتبقَّ له الكثير من الوقت ليُحدث فرقًا كبيرًا، وقد يكون برشلونة جسرًا له ليبدأ فصلًا جديدًا حافلًا بالطموح.
من الصبي الذي تسلق سياج أولد ترافورد لمشاهدة المباراة، إلى الرجل الذي استقبله مئات من مشجعي برشلونة في كامب نو، واجه راشفورد تقلبات مصيرية. تتغير الأحلام، لكن رغبة الفوز تبقى كما هي.
بالنسبة لبرشلونة، قد تكون هذه الصفقة مقامرة. لكن إذا استعاد راشفورد مستواه المعهود، فإن "هوس ماركوس" في كامب نو لن يكون مجرد لحظة عابرة، بل قد يكون الفصل الأبرز في مسيرته.
المصدر: https://znews.vn/rashford-qua-con-bi-cuc-post1571139.html
تعليق (0)