أعلن المتمردون السوريون على التلفزيون الرسمي إطاحة الرئيس بشار الأسد في هجوم خاطف، منهين بذلك خمسين عامًا من حكم عائلة الأسد. أثار هذا مخاوف من موجة جديدة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، الذي يشهد اضطرابات بالفعل.
في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، أعلنت قيادة الجيش السوري انتهاء نظام الرئيس الأسد. وأكد الجيش لاحقًا أنه سيواصل محاربة "الجماعات الإرهابية" في مدن رئيسية مثل حماة وحمص وريف درعا.
وفقًا لمسؤولين عسكريين كبار، غادر الأسد العاصمة دمشق صباح الثامن من ديسمبر/كانون الأول، متجهًا إلى وجهة مجهولة. وأكد المتمردون دخولهم العاصمة دون مقاومة من الجيش.
وقال المتمردون، وهو سجن عسكري كبير على مشارف دمشق تحتجز فيه الحكومة السورية آلاف الأشخاص، "نحتفل مع الشعب السوري بالإفراج عن السجناء وفك السلاسل وإعلان نهاية الظلم في سجن صيدنايا".
وتجمع آلاف الأشخاص في الساحة الرئيسية في دمشق وهم يلوحون ويهتفون "الحرية" بعد نصف قرن من حكم عائلة الأسد.
أعلن زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني أن رئيس الوزراء السوري الأسبق محمد جلالي سيشرف على مؤسسات الدولة حتى اكتمال انتقال السلطة.
يحتفل الناس في ساحة سعد الله الجابري في حلب، سوريا، بعد أن أعلنت قيادة الجيش السوري انتهاء نظام الرئيس بشار الأسد، 8 ديسمبر/كانون الأول. تصوير: رويترز.
إن سقوط عائلة الأسد لن يكون نقطة تحول كبرى بالنسبة لسوريا فحسب، بل من شأنه أيضا أن يرسل موجات صدمة عبر الشرق الأوسط، مما يخلق المزيد من عدم الاستقرار مع استمرار الحرب في غزة.
سيتعين على الحكومات الغربية، التي طالما طال انفصالها عن نظام الأسد، أن تقرر كيفية التعامل مع الإدارة الجديدة، حيث يمكن لهيئة تحرير الشام (هيئة تحرير الشام) أن تمارس نفوذًا كبيرًا. كانت الهيئة في السابق تابعة لتنظيم القاعدة، لكنها قطعت علاقاتها به عام ٢٠١٦.
وأكد جوشوا لانديس، الخبير في الشؤون السورية ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، أن هيئة تحرير الشام ستحتاج إلى دعم من أوروبا والولايات المتحدة لإعادة بناء البلاد وتجنب الفوضى التي سادت العراق بعد سقوط صدام حسين.
بينما احتفل السوريون، دعا رئيس الوزراء محمد غازي الجلالي إلى إجراء انتخابات حرة ليتمكن الشعب من اختيار قادته الجدد. لكن ذلك يتطلب انتقالًا سلسًا للسلطة في بلدٍ مليء بالمصالح المتضاربة، من الجماعات الإسلامية إلى القوى الدولية كالولايات المتحدة وروسيا وتركيا.
في حين تشعر دولٌ مثل الإمارات العربية المتحدة ومصر بالقلق إزاء صعود الجماعات الإسلامية المسلحة، مثل هيئة تحرير الشام، شددت الأردن على أهمية الحفاظ على الاستقرار في سوريا. وأعلن البيت الأبيض أنه يراقب الوضع ويتواصل مع شركائه الإقليميين.
استمرت الحرب الأهلية في سوريا، التي اندلعت عام ٢٠١١، لسنوات، وجذبت العديد من القوى الخارجية، وتسببت في أزمة إنسانية هائلة. ورغم هدوء خطوط المواجهة لعدة سنوات، شنّ المتمردون، بمن فيهم جماعات كانت مرتبطة سابقًا بتنظيم القاعدة، هجومًا مفاجئًا أدى إلى انهيار نظام الأسد.
نجوك آنه (بحسب رويترز)
[إعلان 2]
المصدر: https://www.congluan.vn/quan-noi-day-lat-do-tong-thong-assad-thu-tuong-syria-keu-goi-bau-cu-tu-do-post324658.html
تعليق (0)