جهود لإيصال الكتب إلى القراء

(QNO) - يواجه وضع نشر الكتب الحالي صعوباتٍ جمة في التوزيع، ومنافسةً بين الكتب الورقية والإلكترونية، وبين الكتب الأصلية والمقلدة. وهذا يؤثر بشكلٍ كبير على أنشطة النشر، ومع ذلك، لا تزال صناعة النشر تتمتع بآفاقٍ واعدة عندما يبذل المطلعون ومسؤولو الصناعة جهودًا لإيصال الكتب إلى القراء...

في الوقت الحالي، يوجد في البلاد 57 دار نشر تابعة لـ 53 وكالة حاكمة وحوالي 150 شركة كتب خاصة.

في عام 2023، بلغ إجمالي عدد المنشورات المودعة أكثر من 536 مليون نسخة (بانخفاض 10.5٪)؛ منها المنشورات المطبوعة وصلت إلى ما يقرب من 461 مليون نسخة (بانخفاض 14.6٪)؛ وبلغت المنشورات الإلكترونية حوالي 36 مليون نسخة (بزيادة 11٪).

تجاوز إجمالي إيرادات قطاع النشر 4,105 مليار دونج فيتنامي (بزيادة قدرها 4.98%)، وتجاوزت الأرباح بعد الضريبة 450 مليار دونج فيتنامي (بزيادة قدرها 8.4%). وارتفع إجمالي إيرادات القطاع بشكل طفيف، بينما انخفضت عناوين الكتب وطبعاتها، وهما مؤشران مهمان للقطاع. ومن بين إيرادات قطاع النشر التي تجاوزت 4,105 مليار دونج فيتنامي، بلغت إيرادات دار النشر التعليمية الفيتنامية (من الكتب المدرسية والمراجع المصاحبة لها) 2,654 مليار دونج فيتنامي.

رقم المكتبة.png — مكتبة تام كي المجتمعية الرقمية.

ثلاث طرق للقراءة.png — تشارك السيدة هوا فونج قصصًا حول نشر الكتب في مكتبة تام كي.

صرحت السيدة خوك ثي هوا فونغ بأن صناعة النشر لم تتعافَ تمامًا بعد جائحة كوفيد-19. وفي ظل الصعوبات العامة التي يواجهها الاقتصاد العالمي والاقتصاد الفيتنامي، من المتوقع ألا تشهد صناعة النشر نموًا مفاجئًا حتى عام 2024.

حاليًا، يبلغ معدل النشر الإلكتروني (الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية) في العالم حوالي 50%. في فيتنام، يوجد 4600 كتاب إلكتروني (كتب إلكترونية/كتب صوتية، إلخ)، وهو ما يمثل 15.3% من إجمالي عدد المنشورات. معدل استهلاك الكتب الصوتية أعلى من معدل استهلاك الكتب الإلكترونية. ومع ذلك، لا تزال إيرادات الكتب الإلكترونية منخفضة.

كتاب إلكتروني.png — لدى القراء خيارات متعددة بين قراءة الكتب الورقية والإلكترونية. الصورة: CNBC

وفقًا للسيدة هوا فونغ، تواجه المكتبات التي تعمل مباشرةً صعوباتٍ نظرًا لانخفاض أرباحها وارتفاع أسعار الإيجارات. في الوقت نفسه، تتزايد مبيعات الكتب عبر قنوات التجارة الإلكترونية وعبر الشخصيات المؤثرة في المجتمع وشبكات التواصل الاجتماعي. هذا يُجبر صناعة النشر على التكيف مع التحول الرقمي وتحديث قنوات التوزيع. ومع ذلك، تواجه صناعة النشر صعوباتٍ في التحول الرقمي نظرًا لمحدودية الموارد.

أما بالنسبة لمشكلة الكتب المقرصنة، فتظهر في كلا البيئتين: الكتب المطبوعة المقرصنة، وعلى الإنترنت. حاليًا، تمتلك العديد من دور النشر وشركات الكتب كتبًا مقرصنة، ولكن من الصعب جدًا اكتشافها والتعامل معها. لا تؤثر الكتب المقرصنة على إيرادات وأرباح دور النشر فحسب، بل تُفقد ثقة القراء أيضًا، مما يؤثر سلبًا على سمعة دور النشر وشركات الكتب. لحل هذه المشكلة، لا بد من إشراك قطاعات وظيفية متعددة.

صورة لطلاب يقرؤون كتبًا.png — يقرأ الطلاب الكتب الرقمية ويمارسون عمل أمناء المكتبات في المكتبة الرقمية.

يأمل العاملون في مجال النشر أن تتاح للكتب، خاصةً وصناعة النشر عمومًا، فرصٌ أكبر للتطور بشكلٍ أقوى في الفترة القادمة مع إصدار العديد من السياسات لتشجيع الناس على قراءة الكتب. ومن هذه السياسات قرار الحكومة بتنظيم يوم ثقافة الكتاب والقراءة في فيتنام، وخطط التحول الرقمي لقطاعي النشر والمكتبات؛ وتوجيه الحكومة ووزارة التعليم والتدريب لتنظيم يوم ثقافة الكتاب والقراءة، وإدراج الكتب في المناهج الدراسية من خلال تنظيم ساعات/فترات قراءة بطرق إبداعية متعددة؛ ووعي الناس والمجتمع بدور الكتب في الحياة... ولا سيما أن صناعة النشر لديها استراتيجية تطوير نحو التحديث، وتبذل جهودًا لمواكبة وضع النشر العالمي.

طلاب-يقرؤون-كتبًا.png — يقرأ الطلاب الكتب في مكتبة المدرسة.

تُضيف مكتبة كوانغ نام سنويًا أكثر من 172 ألف كتاب، و140 نوعًا من الصحف والمجلات كل ثلاثة أشهر. وتُصدر وتُجدد المكتبة الإقليمية سنويًا ما معدله 270 بطاقة قراءة، تخدم حوالي 30,500 قارئ، وتُوزع 106 كتب وصحف. تُركز مكتبة كوانغ نام دائمًا على ابتكار أنشطتها، ولديها العديد من الطرق الجديدة لجذب عدد كبير من القراء من جميع الأعمار للمشاركة، مثل: تنظيم مسابقات لترويج الكتب والصحف، ومسابقات للكتابة والرسم حول مواضيع ومحتوى الكتب.

مجتمع.png — يقرأ الطلاب الكتب في المكتبة الرقمية المجتمعية.

قال السيد نغوين ثانه إنه، بشكل عام، ومع اهتمام النظام السياسي وتوجيهه واحتياجات المجتمع، يزداد التركيز على ثقافة القراءة وينتشر على نطاق أوسع في كل أسرة ومدرسة ومجتمع. وهذا له تأثير إيجابي على أنشطة النشر. لذلك، تغيرت صناعة النشر بشكل عام، بما في ذلك النشر والتوزيع، في تفكيرها وسلوكها للتكيف مع التغيرات وتلبية الاحتياجات الاجتماعية. إلى جانب الاستثمار في استغلال المخطوطات المحلية والأجنبية عالية الجودة، وتلبية أذواق القراء، يمكن الإشارة إلى التحول الرقمي في قطاع النشر، مع تزايد النشر الإلكتروني من حيث عدد الناشرين وجودتهم وعدد الكتب. إلى جانب ذلك، هناك إدخال للكتب القصيرة والموجزة والملخصات...