تُثمر شجرة الدردار البري ثمارًا صفراء كثيفة عطرة. عند رؤيتها من بعيد، تبدو ثمرة الدردار كبتلات صفراء لامعة ممزوجة بخضرة أوراقها الزاهية. تُحلّق الطيور عائدةً، تُحلّق، وتتنافس في الغناء على شجيرات الدردار.
اقتربنا، وتبعنا الطيور، فسار أحدهم على أطراف أصابعه ليقطف كل ثمرة ناضجة صفراء داكنة ويضعها في فمه؛ بينما تسلق آخر جذع الشجرة ومد يده ليقطف كل ثمرة، يأكلها وهو يضعها في جيبه، أو يضع حفنات منها في سلة الخيزران التي كان صديقه الواقف على الأرض يمسكها. كانت ثمرة الدووي ذات طعم حلو وحامض، ورائحتها الخفيفة تدوم في الفم.

كانت هناك أيامٌ كنا ندعو فيها بعضنا البعض إلى ضفة النهر، ثم نتسلق بحذرٍ غصن توت أو غصن آس، متكئين على النهر، لنستمتع ببرودة ظل الشجرة وامتزاج الماء. كانت مشاهدة انعكاساتنا في ظلال الأشجار على سطح الماء، وضوء الشمس المتلألئ بين الأوراق والأغصان، تداعب مشاعرنا.
ليس الأمر صعبًا، يكفي رفع الأوراق لقطف باقة من التوت الأصفر الناضج أو باقة من البرقوق الأرجواني الداكن الناضج. طعم التوت الحامض والحلو، وطعم البرقوق القابض والحلو الذي يُحوّل الشفاه إلى اللون الأرجواني... أصبحت حتى الآن نكهات الطفولة الملازمة.
لم نعثر على ثمار ناضجة فحسب، بل وجدنا أيضًا أعشاشًا لبيض البط المتأخر في وضع البيض. في الصيف، عندما يجف نهر كون وتكتسي حقول الأرز باللون الأخضر، يتوقف مُلاك البط عن جمع البيض. ومع ذلك، لا يزال هناك عدد قليل من البط "يضع بيضه" سرًا في الكهوف والشجيرات والقصب، دون أن يكتشفه مُلاكه.
وأصبحت تلك البيضات هدايا لنا نحن الأطفال. هكذا، جمعنا جميعًا الحطب، ولففنا البيض بالطين، ودفنّاه في النار الممزوجة بالفحم والرماد. عندما احترقت الطبقة الخارجية من الطين وتكسرت، نضج البيض. بهذه الطريقة، يبقى بيض البط لذيذًا للغاية.
ما زلت أذكر أيام الصيف مع أصدقائي ونحن نرعى الجاموس، منغمسين في رحاب السماء والأرض. عندما وصلنا إلى التل، خصصنا بعضًا منا لرعاية قطيع الجاموس، بينما خرج الباقون لجمع الفاكهة. كان هناك عنب بري (ثمرة زهرة الألوان الخمسة)، وطيور، وجوافة، وعصافير...
إذا لم نتمكن من التسلق لقطفها، كنا نستخدم العصي، دون أن نترك أي ثمار. غطت النباتات المتسلقة الشجيرات بالنباتات البرية، وخاصة أوراق الجيانج. زادت حرارة شمس الصيف الحارقة من حموضة أوراقها، حتى أن مضغ أول بضع أوراق طازجة كان يُشعرنا بالقشعريرة. قطفناها، وأكلناها كلها، واحتفظنا ببعضها لنحضرها إلى المنزل لأمنا لتحضير حساء السمك الحامض.
كنا نمارس الرياضة بكثرة، وفي منتصف النهار، كانت معدتنا تؤلمنا. في ذلك الوقت، كنا نأكل ثمرة شجرة ثو نون لمحاربة الجوع. هذه البذرة الطازجة، التي نأكلها بكثرة عند الجوع، تُعتبر أيضًا دواءً فعالًا جدًا لطرد الديدان الأسطوانية. هناك العديد من الهدايا الأخرى، تنمو بريًا في كل مكان، مُضفيةً نكهةً فريدةً لوطننا، لن ننساها أبدًا مهما كبرنا، أو فعلنا أي شيء، أو ذهبنا إلى أي مكان.
المصدر: https://baogialai.com.vn/nhung-mon-qua-thien-nhien-post329605.html
تعليق (0)