ذكرتَ أن قميص "أو با با" مرتبطٌ بصورة جدتي. كانت ترتديه عند الخروج. كانت تختار قميصها حسب المكان. كان القميص الأحدث مخصصًا لحفلات الزفاف وذكرى الوفاة. أما القميص البالي فكان يُستخدم للذهاب إلى السوق، لحمل صينية العصيدة بسهولة لزيارة السيد نام الذي سقط وفقد سنه الوحيد. أما القميص المُرقّع فكان يُستخدم للذهاب إلى السياج لقص عشب المكنسة وتجفيفه، وجمعه لكنس الفناء.
عندما تكون جدتي في المنزل أو في الأيام الحارة، ترتدي قميصًا جيبًا. جيبان صغيران يحويان عالمها بأكمله. زجاجة بلسم من الصباح الباكر حتى وقت النوم، وقبل أن تراها، تفوح رائحة البلسم بسرعة. عملة فضية باهتة محفوظة للكشط. عود أسنان مكسور من عود بخور على المذبح. حزمة مدخرات ملفوفة على شكل كرة وموضوعة في كيس بلاستيكي، مربوط أحيانًا بشريط مطاطي رقيق. تُغلق الجدة الجيب بدبوس أمان عليه، لتحافظ على ممتلكاتها قريبة منها.
أعرفك عندما توفيت جدتك. ولكن في قصصك، لا تزال جدتك حاضرة. عندما ترى امرأة تبيع بان يو بان تيت تمر، تبتلع لعابك. عندما تذهب إلى جنازة، فإن جدتك دائمًا تحزم لك بعض بان يو لا ترو بحشوة جوز الهند الدهنية، أو بان تيت الموز الحلو الذي يذيب لسانك. الآن لا يمكنك العثور على هذا الطعم الحلو في أي مكان. في نهاية الشهر عندما تحصل على راتبك، تتذكر عندما كنت في المدرسة، كانت جدتك تحفر أحيانًا في جيب قميصها وتضع لك حزمة من المال ملفوفة في سيجارة، ادخرتها من السرطانات والأسماك التي تتحسسها في الحقول بغض النظر عن الشمس أو المطر، من حزم الموز وحزم الخضراوات التي ادخرتها.
في اليوم الذي غادرت فيه جدتك، حزمت الملابس التي أحضرتها لها، ورأيت في الخزانة أن قميص "أو با با" الذي اشتريته لها خلال تيت وطلبت منها أن ترتديه للاحتفال بالعام الجديد، لا يزال موجودًا، لكنها ندمت على ذلك واحتفظت به. عندما تبعتها ودُفنت على عمق ثلاثة أقدام في الأرض، لم تفوح من القميص رائحة عرقها أبدًا. احتفظت بالقميص المرقّع الذي اعتادت أن ترتديه، ووضعته في كيس ولففته بعناية. بين الحين والآخر، عندما افتقدت جدتك، كنت تخرجه وتشمه، كما كان عندما اعتدت على احتضان القميص للنوم في كل مرة تكون فيها جدتك بعيدة. همست لها أنك تعلم أنك وحدك مع جدتك. لم يكن لديك أب، تزوجت والدتك بعيدًا، ونشأت وحدك مع جدتك. كانت جدتك جدتك وأمك وأبوك.
تشعر بالدمع، فالناس يشتهون هذا الطبق وذاك، لكنك تشتهي طبق "أو با با"، يا له من غرابة! بين الحين والآخر، وأنت تشتاق إليه بشدة، تصادف بعض المطاعم الجنوبية، وتشاهد النادلات يرتدين "أو با با" وهن يتجولن ذهابًا وإيابًا، فيشعر بغرابة ما. أحيانًا، عندما تعود إلى النهر، تتوقف عند مطعم يقدم موسيقى جنوبية شعبية، وتنظر إلى "أو با با" الملونة، وصوت الغناء العذب الصافي، الذي لا علاقة له بـ"أو با" الباهتة ولا بكعكة الشعر البيضاء المربوطة على رأسك.
سألتني إن كنتُ قد سلكتُ طريقًا ملتويًا إلى مكان بعيد لشراء خضراوات، بينما كانت قطعة لحم تتدلى على العربة التي اشتريتها للتو من السوق. لم يكن ذلك لأن ذلك المكان يبيع خضراوات طازجة أو أي سلع نادرة. لكن في أحد الأيام، وبينما كنتُ أمرّ مسرعًا، رأيتَ امرأة ترتدي زيًا فيتناميًا تقليديًا، تجلس وتقطف الخضراوات بجانب عمود كتف. قلتَ لنفسكَ: "أعود في المرة القادمة، لأستعيد ذكريات الحنين من خلال الزي الفيتنامي التقليدي القديم..."
المصدر: https://thanhnien.vn/nhan-dam-thuong-ao-ba-ba-185250802182353088.htm
تعليق (0)