الشعور بالفراغ
كانت المباراة ضد اليابان، الخصم القوي، في الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لأولمبياد 2024، التي أقيمت في الأول من نوفمبر في أوزبكستان، بمثابة نهاية المسيرة التدريبية المتألقة للمدرب ماي دوك تشونغ. ورغم خسارة منتخب فيتنام للسيدات، إلا أن المدرب البالغ من العمر 74 عامًا شعر بالارتياح. وقال: "مع أننا لم نتمكن من الفوز، إلا أن الروح التي أظهرتها اللاعبات في الملعب أسعدتني. كنت أخشى سيناريو الانهيار والهزيمة الثقيلة. خسرت فيتنام 0-7 أمام اليابان في الدورة التاسعة عشرة من دورة الألعاب الآسيوية، لكن هذه المرة كانت النتيجة 0-2 فقط. كان ذلك نجاحًا باهرًا للفريق بأكمله. لقد تأثرت بشدة لدرجة أنني لم أستطع التعبير عن مشاعري".
الابتسامة اللطيفة للمدربة ماي دوك تشونغ عندما نجح فريق السيدات الفيتنامي في الدفاع عن الميدالية الذهبية في دورة ألعاب جنوب شرق آسيا 31 على أرضه.
سيعود الفريق إلى هانوي في الرابع من نوفمبر، ولكن "بعد انتهاء المباراة مباشرةً، امتلأت قلوبنا بمشاعر لا تُوصف. شعرنا بالفراغ. فمن الآن فصاعدًا، لن نرى صورة مُدرّبنا المُحترم، واقفًا وجالسًا بقلق في كابينة التدريب، ولن نسمع صوتًا مألوفًا من على مقاعد البدلاء. كل ذلك سيصبح ذكريات جميلة وعميقة لن ننساها أبدًا"، هكذا صاح أحد المُساعدين.
في كرة القدم، من الطبيعي أن يأتي المدرب ويرحل. لكن الأمر يختلف مع المدرب ماي دوك تشونغ، فهو مدربٌ منذ زمن طويل مع فريق السيدات الفيتنامي. تُعدّ علاقة المعلم بالطالبة العامل الأساسي الذي يُساعد فريق السيدات الفيتنامي على تجاوز التحديات، وعيش مشاعر متعددة معًا، والوصول إلى المجد معًا. لذلك، تُحزن لحظة الفراق الجميع. بعد المباراة ضد اليابان، بقيت جميع لاعبات فريق السيدات الفيتنامي في الملعب لفترة طويلة للتعبير عن أفكارهن ومشاعرهن، ومع المدرب ماي دوك تشونغ للحفاظ على تلك اللحظات الثمينة.
"كتاب قصصي" مليء بالعواطف
انضمت القائدة هوينه نهو إلى المنتخب الوطني عام ٢٠١١، وهي تعمل مع المدربة ماي دوك تشونغ منذ ما يقرب من عشر سنوات. وقد أهدت المهاجمة الأولى في منتخب فيتنام للسيدات، نيابةً عن الفريق بأكمله، المدربة ماي دوك تشونغ قميصًا مميزًا يحمل الرقم ٩. وأصبح القميص الأبيض بمثابة "كتاب تذكاري" يحمل تمنيات الجميع ودعواتهم الصادقة.
فاز المنتخب النسائي الفيتنامي بشكل ممتاز بالميدالية الذهبية في دورة ألعاب جنوب شرق آسيا الحادية والثلاثين بفضل المساهمة الرائعة للمدربة ماي دوك تشونغ.
استذكرت الفتاة القادمة من ترا فينه لحظة وضع المدرب تشونغ شارة الكابتن على ذراعها بلطف، فانفجرت دموعها: "أتذكر أول يوم تدربت فيه معكم، في ذلك العام الذي أعدتموني فيه إلى النادي. نصحتموني أيضًا ببذل المزيد من الجهد. ومنذ ذلك الحين، بذلت قصارى جهدي للعودة إلى الفريق. بفضل ذلك، لديّ اليوم هوينه نهو. من معلمة حنونة، تعلمت الحب والتواضع". لم تستطع حارسة المرمى كيم ثانه إخفاء مشاعرها عندما اضطرت إلى توديع المدربة ماي دوك تشونغ في نفس المكان الذي أتيحت لها فيه فرصتها الأولى: "في عام ٢٠١٩، في هذا المكان، وثقتم بي وأعطيتموني فرصة المنافسة وتحقيق نجاح يفوق التوقعات. وفي عام ٢٠٢٣، في هذا المكان أيضًا، ودعتموني وكرة القدم النسائية الفيتنامية. شكرًا لك، أيها المعلم العظيم، أيها الأب المحترم".
رسالة بيتش ثوي المكتوبة بخط اليد مليئة بالحب
عبّرت لاعبة خط الوسط بيتش ثوي عن مشاعرها في رسالة مكتوبة بخط اليد. قالت الفتاة من كوانغ نجاي: "أردت أن أكتب إليك كثيرًا، لكنني لم أعرف من أين أبدأ أو كيف. لا يسعني إلا أن أتقدم لك بجزيل الشكر. كان يوم انضمامي للمنتخب الوطني هو اليوم الذي أرشدتني فيه إلى تجاوز كل التحديات والصعوبات. أنا سعيدة وفخورة جدًا لأننا جمعنا الكثير من الذكريات الجميلة". وقالت اللاعبة السابقة بوي ثي هيين لونغ، لاعبة خط الوسط من الجيل الذهبي لكرة القدم النسائية الفيتنامية، والتي كانت تعمل مساعدة للمدرب ماي دوك تشونغ، بحزن: "مع أننا كنا نعلم أن هذا اليوم سيأتي، إلا أننا كنا في غاية التأثر ولم نستطع حبس دموعنا يوم وداعنا العم تشونغ. نحبك، الرجل الذي كرّس حياته كلها لكرة القدم".
رغم أن المدرب ماي دوك تشونغ لم يعد يقود المنتخب الوطني، إلا أن ما قدمه لكرة القدم النسائية الفيتنامية سيبقى إرثًا قيمًا لن يزول أبدًا في قلوب الجماهير. وكما قالت المهاجمة هوينه نهو: "إنه سيبقى للأبد بالنسبة لكرة القدم النسائية الفيتنامية".
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)