استقبل مستشفى تام آنه العام في مدينة هو تشي منه مؤخرًا مريضة، السيدة ن.ت.م (70 عامًا، مدينة هو تشي منه)، في قسم الطوارئ، تعاني من صعوبة في التنفس وحمى وسعال مصحوب ببلغم. وعندما لاحظت كثرة السعال والصفير وصعوبة التنفس، اشترت على الفور دواءً لتتناوله. وبعد شهر من تناول الدواء دون تحسن، أصيبت بالحمى وسعال شديد، واضطرت لاستخدام جهاز التنفس الصناعي في المنزل.
على الفور، وضع الدكتور فان توان ترونغ سماعة طبية على رئتي المريضة للتحقق. عادةً، عند السعال، تُصدر الرئتان اليمنى واليسرى صوت صفير، ولكن عندما سعلت السيدة م.، لم تسمع سوى صوت صفير في الرئة اليمنى. اشتبه الدكتور ترونغ بوجود جسم غريب في رئتي المريضة، فأمر بإجراء فحص مقطعي محوسب للصدر وفحص دم لها.
تظهر نتائج الأشعة المقطعية أن منطقة الرئة اليمنى للسيدة (م) تحتوي على مساحة معتمة كبيرة مقارنة بالرئة اليسرى. (الصورة مقدمة من المستشفى).
تماشيًا مع تشخيص الدكتور ترونغ، أظهرت نتائج التصوير المقطعي المحوسب وجود بقعة التهابية كبيرة في الرئة اليمنى للمريض، وانصباب طفيف، وانسداد كامل في الشعب الهوائية اليمنى. كما أظهرت فحوصات الدم ارتفاعًا في عدد خلايا الدم البيضاء وانخفاضًا طفيفًا في مستوى الأكسجين في الدم، وهو ما يتفق مع وجود عدوى رئوية.
أظهرت نتائج زراعة القيح أن الالتهاب الرئوي ناجم عن بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية، وقد أُعطي المريض مضادات حيوية خاصة لعلاج هذا النوع من البكتيريا. كما أُعطي المريض أدوية مضادة للالتهابات، ومثبطات للسعال، وأكسجين لعلاج الالتهاب الرئوي والانصباب الجنبي، وانتظر حتى تستقر حالته ليتمكن من الخضوع لتنظير القصبات لإزالة الجسم الغريب.
بعد يومين من العلاج المستقر، استخدم الأطباء منظارًا مرنًا لفحص القصبة الهوائية اليمنى للمريض، ولاحظوا امتلائها بالبلغم والقيح. شفّط الطبيب كل السائل من الرئة، ثم واصل إدخال المنظار حتى الفص السفلي من القصبة الهوائية (بالقرب من أسفل الرئة). وُجدت قطعة صغيرة بيضاء، طولها حوالي سنتيمتر واحد، أفقية في القصبة الهوائية، وقطعت حوافها المحيطة جدار القصبة الهوائية مسببةً التهابًا. أزال الطبيب برفق الجسم الغريب، وهو قطعة من الكاجو، من رئة المريض.
قال الدكتور فان توان ترونغ إن الجزء الأكبر من القصبة الهوائية لدى البالغين يتراوح حجمه بين 1.5 و2 سم، حسب الجسم والجنس. كلما كان الطفل أصغر سنًا، كانت القصبة الهوائية أصغر. لذلك، فإن أي جسم أصغر من قطر القصبة الهوائية معرض تمامًا للسقوط فيها.
صورة لجسم غريب تم إزالته من القصبة الهوائية. (تصوير: BVCC).
عند دخول جسم غريب إلى القصبة الهوائية، يُصاب الجسم بردة فعل سعالية (تُسمى متلازمة التسلل) لطرده من مجرى الهواء. إذا لم يُطرد الجسم الغريب، فإنه يعلق في القصبة الهوائية، مُسببًا انسدادًا فيها أو فروعها. إذا كان لدى المريض جسم غريب كبير يسد مجرى الهواء، فسوف يسعل، ويتحول لونه إلى الأرجواني، ويتعرق، ويقلب عينيه وأنفه. إذا لم يتلقَّ المريض رعاية طبية طارئة في الوقت المناسب، فسيؤدي ذلك إلى الاختناق والوفاة.
في الحالات التي لا يسد فيها الجسم الغريب مجرى الهواء ولكنه يعلق في الرئتين، يعاني المريض من أعراض تشمل: ألمًا خفيفًا في الصدر، وصعوبة في التنفس، وسعالًا مصحوبًا بالبلغم، وإرهاقًا، وحمى. ويمكن أن يُسبب وجود الأجسام الغريبة في الرئتين لفترة طويلة التهابًا رئويًا، وخراجات، وانصبابًا جنبيًا، وفشلًا تنفسيًا.
لمنع دخول الأجسام الغريبة إلى المجاري الهوائية، ينصح الأطباء بتناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا، وتجنب التحدث والضحك ومشاهدة الأفلام والاستلقاء أثناء تناول الطعام... وعلى وجه الخصوص، يجب على الأطفال تجنب اللعب أثناء تناول الطعام. لا تُعطَ الأطفال أطعمة على شكل حبوب أو قطع صغيرة أو مستديرة. بالنسبة للأطفال والأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية أدت إلى شلل أعصاب الحلق، يجب طهي الطعام طريًا وسحقه.
لي ترانج
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)