عندما أراد جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا العملاقة للرقائق، التعرّف على مجال جديد، لم يلجأ إلى الكتب أو الخبراء، بل طلب من الذكاء الاصطناعي "شرحه كما لو كان يُشرح لطفل في الثانية عشرة من عمره". في الوقت نفسه، في شركة آبل، يستخدم تيم كوك تقنيته الخاصة لقراءة مئات رسائل البريد الإلكتروني يوميًا.
إن التجارب المذكورة أعلاه ليست مستبعدة، بل هي صورة حية لكيفية تحول الذكاء الاصطناعي إلى العقل الثاني لرؤساء الشركات التي تبلغ قيمتها مليار دولار.
لا يقتصر هذا التحول على المستوى الفردي فحسب، بل يعكس أيضًا موجةً اقتصاديةً هائلة. ووفقًا للتوقعات، قد يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي إلى 4.8 تريليون دولار بحلول عام 2033. وتتوقع شركة الاستشارات PwC رقمًا أكثر إثارةً للإعجاب: قد يُسهم الذكاء الاصطناعي بما يصل إلى 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.
اكتشف كيف يقوم خمسة من كبار الرؤساء التنفيذيين بتحويل الذكاء الاصطناعي إلى مساعدين لا غنى عنهم.
جينسن هوانج (الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا): الذكاء الاصطناعي - مدرس خاص كل يوم
بصفته الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia - إحدى شركات التكنولوجيا القليلة التي تبلغ قيمتها أكثر من 3 تريليون دولار، يرى جينسن هوانج أن الذكاء الاصطناعي بمثابة مرشد غير محدود.
قال في المؤتمر العالمي لمعهد ميلكن: "أرى الذكاء الاصطناعي مُعلّمي الشخصي كل يوم. في المجالات التي لا أعرفها، أبدأ بأسئلة بسيطة، ثم أتدرج في البحث حتى أصل إلى مستوى الدكتوراه".
بالنسبة له، أفضل ما في الذكاء الاصطناعي هو قدرته على "دمقرطة" المعرفة. "ربما لا يجيد البرمجة بلغة C++ إلا قلة منكم. لكنكم جميعًا قادرون على استخدام الذكاء الاصطناعي لأنه يفهم ويتواصل بأي لغة تريدونها."
في عمله البحثي، كشف هوانج أنه يستخدم Perplexity وChatGPT "كل يوم تقريبًا" لبناء قاعدة معرفية قبل الخوض في أسئلة متعمقة.
سام ألتمان (الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI): والد ChatGPT و"مربية" الذكاء الاصطناعي
من المفارقات أن مُبتكر أحد أشهر أنظمة الذكاء الاصطناعي في العالم يستخدمها في دورٍ عادي للغاية: الأبوة. وقد اعترف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، بصراحة بأنه لطالما احتاج إلى الذكاء الاصطناعي منذ ولادة طفله الأول.
من الواضح أن الناس يُربّون أطفالًا بدون ChatGPT منذ زمن طويل، كما قال. "لكنني لا أعرف كيف كنت سأتدبر أمري بدونه."
يستخدم ألتمان ChatGPT بشكل أساسي لفهم مراحل نمو الأطفال الصغار، محولاً هذه التقنية الرائدة إلى دليل تربوي عصري. كما يستخدم الذكاء الاصطناعي فيما يصفه بالمهام "المملة نوعًا ما" مثل التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني وتلخيص المستندات.

بفضل منتجه الرائد ChatGPT، أصبح سام ألتمان أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في وادي السيليكون (الصورة: رويترز).
ساتيا ناديلا (الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت): تحويل الذكاء الاصطناعي إلى "دماغ" ثانٍ
باستثمار قدره 13 مليار دولار في OpenAI وإطلاق مساعدها الافتراضي Copilot، تُراهن مايكروسوفت بقوة على الذكاء الاصطناعي. ويُعدّ الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا من أكثر مستخدميه حماسًا. فهو لا يقتصر على استخدام الذكاء الاصطناعي في المكتب فحسب، بل يُدمجه في كل شيء.
من عادات ناديلا اللافتة أنه بدلاً من الاستماع إلى البودكاست، يُحمّل التسجيلات الصوتية على تطبيق Copilot ليتمكن من مناقشة المحتوى مع مساعده الصوتي أثناء التنقل. في المكتب، يُعدّ Copilot مساعده الأيمن، حيث يساعده في تلخيص رسائل البريد الإلكتروني في Outlook، والرسائل في Teams، والتحضير للاجتماعات المهمة عبر أكثر من 10 "وكلاء خدمة عملاء".
"أصبحت الآن كاتب بريد إلكتروني محترفًا"، هذا ما قاله مازحًا عن كيفية تغيير الذكاء الاصطناعي لعمله اليومي.
تيم كوك (الرئيس التنفيذي لشركة أبل): عندما تكون كل دقيقة ثمينة
تحت قيادة تيم كوك، دخلت آبل رسميًا سباق الذكاء الاصطناعي بنظام "Apple Intelligence". وهو أيضًا مستفيد مباشر من هذه التقنية، إذ يساعده الذكاء الاصطناعي على توفير الكثير من الوقت، وخاصةً في تلخيص رسائل البريد الإلكتروني الطويلة.
قال كوك: "إنها بضع دقائق تُوفَّر هنا وهناك، وعندما تُجمع على مدار يوم أو أسبوع أو شهر، فإنها تُحدث فرقًا كبيرًا. لقد غيّر الذكاء الاصطناعي حياتي حقًا".
ويظهر حماسه أن استراتيجية شركة أبل لا تقتصر على ابتكار المنتجات فحسب، بل تشمل أيضًا حل المشكلات الأكثر عملية في حياة المستخدمين.
جيريمي واكسمان (الرئيس التنفيذي لشركة زيلو): نشر قوة الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء المنظمة
يعمل جيريمي واكسمان، الرئيس التنفيذي لشركة زيلو، في مجال العقارات، وهو أيضًا يتبنى الذكاء الاصطناعي بسرعة. يستخدم ChatGPT كمحلل، ويطلب منه تلخيص البيانات والاجتماعات المعقدة من منظور الرئيس التنفيذي لاتخاذ قرارات سريعة.
وأكد أن "هذا النهج أكثر قيمة بكثير من مجرد قراءة النص أو مشاهدة الفيديو بسرعة 1.5x".
لا يقتصر واكسمان على استخدام الذكاء الاصطناعي لنفسه، بل يشجع فريقه بأكمله على التجربة والابتكار في هذه التقنية. تستضيف زيلو "أيام الذكاء الاصطناعي" بانتظام، وتدمج أدوات مثل ريبليت في عملية تطوير منتجاتها، كل ذلك لبناء ثقافة ابتكارية من الداخل.
من قاعات الاجتماعات المتوترة إلى اللحظات العادية في غرفة المعيشة، يُعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل طريقة تعلمنا واتخاذ قراراتنا وحياتنا بهدوء. لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة، بل أصبح رفيقًا صامتًا: أحيانًا يكون مُعلّمًا، وأحيانًا مستشارًا، وأحيانًا حتى "مربية" رقمية.
إن الطريقة التي يعمل بها أقوى الرؤساء التنفيذيين في العالم على دمج الذكاء الاصطناعي في كل ركن من أركان حياتهم اليومية تكشف عن أمر واحد بوضوح: إن مستقبل العمل والقيادة لم يعد مسألة مستقبلية، ولكنه يحدث الآن.
المصدر: https://dantri.com.vn/kinh-doanh/kham-pha-cach-dung-ai-cua-cac-ong-trum-cong-nghe-20250703182229547.htm
تعليق (0)