لقد ساهمت سلسلة ندوات البحر الشرقي التي تنظمها الأكاديمية الدبلوماسية في خلق بيئة للحوار الصريح والودي لتعزيز التفاهم المشترك وتضييق الخلافات، وتعزيز الثقة والحوار والتعاون.
انعقد في مدينة هوشي منه يومي 25 و26 أكتوبر/تشرين الأول المؤتمر العلمي الدولي الخامس عشر حول البحر الشرقي، الذي نظمته الأكاديمية الدبلوماسية والوكالات الشريكة، تحت عنوان "تضييق البحر الرمادي، وتوسيع البحر الأزرق".
حضر الورشة أكثر من 200 مندوب حضروا شخصيًا وحوالي 250 مندوبًا سجلوا للحضور عبر الإنترنت.
وفي هذه المناسبة، أجرى الدكتور نجوين هونغ سون، نائب مدير الأكاديمية الدبلوماسية، مقابلة مع مراسل وكالة أنباء فيتنام حول محتويات الورشة.
- هل يمكنكم تقييم أهمية ونتائج المؤتمر الدولي للبحر الشرقي بعد 15 عاماً من تنظيمه؟
الدكتور نجوين هونغ سون: في عام 2009، قبل 15 عامًا، نظمت الأكاديمية الدبلوماسية لأول مرة مؤتمرًا علميًا دوليًا حول بحر الشرق، بهدف بناء منتدى غير رسمي وعام ومفتوح للخبراء والعلماء الدوليين لمناقشة الوضع في بحر الشرق من أجل البحث عن حلول تساهم في السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة.
بعد خمسة عشر عامًا، أصبح المؤتمر الدولي لبحر الصين الشرقي حدثًا ومنتدىً لا غنى عنه لجميع المهتمين بالحفاظ على السلام والاستقرار والتنمية في بحر الصين الشرقي. وقد أقرّ المجتمعان المحلي والدولي بالنتائج التي حققتها المؤتمرات السنوية، وأقرّا بأن سلسلة مؤتمرات بحر الصين الشرقي التي تنظمها الأكاديمية الدبلوماسية قد هيأت بيئة حوار منفتحة وصريحة وودية، مما ساهم في تعزيز التفاهم المشترك وتضييق الخلافات، وتعزيز الثقة والحوار والتعاون في المنطقة.
[أربع جلسات نقاش رئيسية في المؤتمر العلمي الدولي حول بحر الشرق]
حتى الآن، شهد المؤتمر الدولي لبحر الصين الشرقي تطورًا تدريجيًا ليصبح المنتدى الحواري شبه الرسمي الرائد في المنطقة، مساهمًا في ربط القادة والخبراء والباحثين وصانعي السياسات من مختلف مناطق العالم المهتمين بالوضع في بحر الصين الشرقي. وقد شارك في المؤتمر عدد متزايد من كبار السياسيين من الدول والمنظمات الدولية، وألقوا كلمات مهمة، عبّروا فيها عن آرائهم، وأبدوا اهتمامهم ببحر الصين الشرقي، مؤكدين التزامهم بالحفاظ على التزاماتهم تجاه المنطقة.
- هل يمكنكم مشاركتنا بالنقاط الجديدة في الورشة الخامسة عشر؟
الدكتور نجوين هونغ سون: تسعى الأكاديمية الدبلوماسية دائمًا إلى البحث والابتكار في طرح الأفكار والطرق لتنظيم المؤتمر الدولي حول بحر الصين الشرقي لجذب اهتمام واسع النطاق من الرأي العام الدولي.
أول نقطة جديدة هي موضوع ورشة عمل هذا العام: "تضييق البحر الرمادي، توسيع البحر الأزرق". وبناءً على ذلك، تهدف ورشة العمل إلى إجراء نقاش عام ومفتوح، وجعل الفضاء البحري أكثر شفافية واستقرارًا، وتعزيز سيادة القانون الدولي، والحد من الاصطدامات والنزاعات غير المرغوب فيها في البحر. وتهدف ورشة العمل إلى تحديد إمكانات التعاون البحري المستقبلي، من خلال تعزيز الخبرات وممارسات التعاون في مجالات مهمة مثل التحول الأخضر، والتقنيات الجديدة، والبحث والاستثمار في طاقة الرياح، وتحويل الطاقة البحرية، وغيرها. ويحظى هذا النهج باهتمام وتقدير كبيرين من الخبراء والمندوبين المشاركين في ورشة العمل.
أما النقطة الجديدة الثانية فهي أنه ولأول مرة، نظم المؤتمر الدولي للبحر الشرقي جلسة نقاش مخصصة لممثلي قوات خفر السواحل في العديد من البلدان المطلة على البحر الشرقي، بهدف تعزيز التعاون من أجل بحر شرق "أكثر خضرة" و"أكثر شفافية".
علاوةً على ذلك، ارتقى المؤتمر بجلسته المخصصة للقادة الشباب في المنطقة إلى جلسة عامة على جدول الأعمال العام. ولسنوات عديدة، أصبح برنامج القادة الشباب فعاليةً تُعقد بالتوازي مع المؤتمر الرئيسي، مما وفّر بيئةً علميةً خصبةً لجيل الباحثين الشباب من مختلف البلدان.
وفي هذا العام، خصص المؤتمر جلسة للقيادات الشابة بهدف خلق الوعي بين الجيل القادم حول أهمية السلام والتعاون وسيادة القانون والسعي إلى وجهات نظر جديدة بشأن الحلول لقضية بحر الشرق.
- برأيكم ما هو التأثير الذي سيخلفه هذا المؤتمر الدولي حول بحر الشرق على الرأي العام العالمي؟
الدكتور نغوين هونغ سون: يُمثل هذا المؤتمر الدولي حول بحر الصين الشرقي فرصةً مميزةً لتلخيص خمسة عشر عامًا من سلسلة المؤتمرات الدولية حول بحر الصين الشرقي التي نظمتها الأكاديمية الدبلوماسية. ويغطي محتوى النقاش في المؤتمر جوانب متعددة، بدءًا من الجوانب السياسية والدبلوماسية، والنضالات القانونية والأنشطة الميدانية، وخاصةً أنشطة "المنطقة الرمادية" التي تقوم بها بعض الأطراف المعنية بتنفيذ مطالباتها البحرية، ودور المحافل متعددة الأطراف في إدارة النزاعات، والعوامل الجديدة المؤثرة في النزاعات في بحر الصين الشرقي، مثل دور التكنولوجيا الحديثة، والبنية التحتية الأساسية في البحر، وغيرها.
جمعت ورشة العمل خبراء وباحثين بارزين في مجال الأمن البحري، ومسؤولين حكوميين سابقين، بالإضافة إلى مسؤولين حاليين ذوي خبرة طويلة في العمل في بحر الشرق، مما ساهم في تقديم تقييمات واقعية، وتلخيص الوضع، وتحديد أسباب التوترات البحرية في الآونة الأخيرة، وتقديم توصيات لتعزيز التعاون، وبناء الثقة، ومنع المخاطر، وتجنب تصعيد التوترات في بحر الشرق. وسيتم رفع هذه التوصيات إلى الجهات المعنية بوضع السياسات وتنفيذها، مما يؤثر على السياسات البحرية المناسبة.
بالنسبة للمندوبين، فإن الاجتماع المباشر والتفاعل وتبادل المواقف الحقيقية في البحر سيساعد في نشر المعلومات الصادقة والموضوعية للجمهور، وخاصة سيادة القانون في حل النزاعات في البحر سلميا، وتعزيز الأصوات الإيجابية من أجل السلام وبناء الثقة في بحر الشرق.
- ما هي الأنشطة التي تخطط الأكاديمية الدبلوماسية للقيام بها في الفترة المقبلة للمساهمة في الحفاظ على السلام والاستقرار والتنمية في بحر الشرق؟
الدكتور نجوين هونغ سون: ستواصل الأكاديمية الدبلوماسية تعزيز دورها في تشجيع الحوارات غير الرسمية وشبه الرسمية بشأن القضايا الاستراتيجية والأمن البحري والقانون الدولي والتعاون الدولي في البحار والجزر؛ وتعزيز الروابط وتوسيع شبكة الخبراء والعلماء والوكالات المحلية والإقليمية والدولية.
علاوة على ذلك، تأمل الأكاديمية الدبلوماسية أن يستمر هذا الحدث السنوي في أن يصبح منتدى إقليميا هاما ومنفتحا وشاملا ومبتكرا للأمن البحري؛ ومكان لقاء ونقطة تقاطع بين المصالح من المحيط الهندي إلى المحيط الهادئ وما بعده.
شكراً جزيلاً!
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)