ومن هذا الواقع، ولدت العديد من المبادرات العملية التي ساهمت في إطالة دورة حياة الملابس، وتجنب الهدر، وفي الوقت نفسه إثارة روح المشاركة ونشر رسالة العيش بمسؤولية أكبر تجاه البيئة.

وفقًا لتقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، تُسهم صناعة الأزياء حاليًا بنحو 10% من انبعاثات الكربون العالمية، وتُنتج ما يصل إلى 92 مليون طن من النفايات سنويًا. تجدر الإشارة إلى أنه لا يزال من الممكن استخدام معظم هذه النفايات إذا جُمعت وأُعيد تدويرها ووزعت بشكل صحيح.
وحذرت أبحاث من جامعة أكسفورد (المملكة المتحدة) أيضًا من أنه بدون تدابير فعالة لخفض الانبعاثات، فإن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من صناعة الأزياء قد تزيد من 2.1 مليار طن في عام 2018 إلى 2.7 مليار طن في عام 2030، مما يساهم في تفاقم الأزمة البيئية العالمية.
لا تُلوِّث صناعة الأزياء الهواء فحسب، بل تستهلك أيضًا كميات هائلة من الموارد. وفقًا لموقع Earth.org، يُرتدى القميص العادي حوالي 7-10 مرات فقط قبل التخلص منه. ومع ذلك، يتطلب إنتاج قميص قطني بسيط 2700 لتر من الماء، و7000 لتر من الماء لإنتاج بنطال جينز. إضافةً إلى ذلك، تُشكِّل مياه الصرف الصحي الناتجة عن صباغة ومعالجة الأقمشة مصدرًا خطيرًا للتلوث، مما يؤثر سلبًا على البيئة والصحة العامة.
في ظل هذا الوضع، أطلقت العديد من المنظمات والأفراد والمجتمعات مبادراتٍ خاصة لإحياء الملابس القديمة. ولا يقتصر هذا العمل على حماية البيئة وزيادة فائدة الملابس القديمة فحسب، بل ينشر أيضًا قيمًا إنسانيةً عميقة.
لتحقيق هذا الهدف، أُطلق برنامج "دفء في الأيدي" في هانوي في يونيو 2025. سيتبرع الأفراد والعلامات التجارية والمتاجر بمنتجات الأزياء الفاخرة المستعملة، ثم تُفحص بعناية وتُعاد توزيعها من قِبل وحدة مرموقة في مجال تجارة الأزياء الفاخرة المستعملة. ستُستخدم أرباح هذا النشاط لشراء ملابس دافئة للأطفال الفقراء في المناطق الجبلية.
قالت هو ثي نغا، المديرة التنفيذية لصندوق أطفال فيتنام (منظمة لجمع التبرعات للأطفال): "من خلال برنامج "دفء الأيدي"، نأمل أن ندعو جميع فئات المجتمع، من المشاهير والشركات والأفراد، للمشاركة في نشر المحبة. كل شيء أحببتموه يومًا ما يمكن أن يصبح مصدر رزق جديد لطفل في منطقة نائية محرومة."
تنتشر حركاتٌ عديدةٌ لمكافحة هدر الملابس بقوةٍ في المجتمع، لا سيما بفضل تأثير مواقع التواصل الاجتماعي. تُشكَّل مجموعاتٌ تطوعيةٌ وتُحافظ عليها باستمرار، متخصصةٌ في جمع الملابس القديمة لضمان استمرار دورة حياة المنتج، وتجنب الهدر، ومشاركتها مع من لا يزالون في ظروفٍ صعبة.
قالت السيدة هوانغ ثي هين، عضوة في مجموعة متطوعي المحاربين القدامى في هانوي: "على مدار السنوات الخمس الماضية، دأبنا على جمع الملابس المستعملة من كل مكان، ثم فرزها وتعبئتها وإرسالها إلى الفقراء في المقاطعات الجبلية الشمالية. بعض أعضاء المجموعة على استعداد للذهاب إلى منازلهم لاستلامها، ثم نقلها إلى المستودع لمعالجتها. كل قميص أو بنطال، وإن كان قديمًا، إلا أنه لا يزال صالحًا للاستخدام، يحمل في طياته روحًا إنسانية وروحًا تشاركية صادقة".
في الواقع، مكافحة هدر الملابس ليست بالأمر الصعب أو المستبعد. يمكن للجميع البدء بأفعال صغيرة، مثل عدم التسرع في التخلص من قميص لا يزال بحالة جيدة، أو إصلاح زر مفكوك، أو خياطة درزة ممزقة، أو حتى إهدائه لمحتاج. هذا يؤكد أن كل قطعة تبدو بلا قيمة يمكن أن تصبح هدية ثمينة إذا أُهديت إلى المكان المناسب، وفي الوقت المناسب، والشخص المناسب.
إن مكافحة هدر الملابس ليس مجرد عمل بيئي فحسب، بل هو أيضًا وسيلة للناس لتأكيد القيم الإنسانية.
المصدر: https://hanoimoi.vn/hoi-sinh-quan-ao-cu-geo-yeu-thuong-xanh-710083.html
تعليق (0)