لقد صُدم المجتمع العلمي بالخبر الذي يفيد بأن السيد هوانغ نام تيان - عالم ممارس، ومهندس برمجيات موهوب، ومدير تنفيذي ملهم، و"فنان" للغة الفيتنامية، وشخص "يحب لغته الأم" (كما تسميها الأغنية)، ومحب للكتب، وشُبه ذات مرة بـ "جامع الكلمات" (كما قال الشاعر لي دات) - قد تركنا إلى الأبد في فترة ما بعد الظهر من يوم 31 يوليو 2025. توفي قبل أن يتمكن من "الاحتفال بعيد ميلاده الستين الجميل" - بالطريقة الفكاهية والإنسانية التي كان يتحدث بها غالبًا مع أصدقائه.
بصفتي كاتبًا، لم أصدق هذا الخبر المفجع. فقد رأيته قبل أيام في منتديات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وفي دورات تدريبية للشركات الناشئة، وفي عيون العديد من الشباب المتحمسين الذين ألهمهم. ومؤخرًا، رأيته في مطبخ دافئ، يُحضّر بنفسه حساء فو هانوي لأصدقائه - وهو طبق أحبه بقدر ما أحب ذكريات مسقط رأسه.
ألّف عشرات الكتب "الرائجة" للشباب. ستبقى الخطط غير المكتملة مع الناشرين مجرد خطط. لأن رفيقه رحل بهدوء، تاركًا وراءه ندمًا لا يُحصى...
تأثرتُ بشدة عندما قرأتُ رسائل الحرب التي أرسلها والده، اللواء هوانغ دان، إلى والدته وسط دخان القنابل والرصاص. كتاب صغير، لكنه مليءٌ بمودةٍ عميقة لوالديه، وهو أيضًا لمحةٌ من التاريخ، قصةٌ مأساويةٌ من تلك الحقبة. لم يكن اسم "نام تيان" الذي أطلقه عليه والداه - بينما كان والده في ساحة المعركة في الجنوب - مجرد طموح، بل كان أيضًا علامةً على تلك الحقبة، ووعدًا بالشرف.
كان من المؤثر أكثر أن أعرف أنه، خلال حياته، أحب رواية "الأشرعة القرمزية" للكاتب الروسي ألكسندر غرين، وزار مسقط رأسه، وانغمس في المهرجان، وأعجب بالقارب الحقيقي ذي الأشرعة الحمراء - رمزًا للأحلام والطموحات والإيمان. أدركتُ أن من يملك روحًا فنية وحبًا صادقًا للحياة فقط يمكن أن يتأثر بهذا العمق. لقد كان شخصًا كهذا - هادئًا، رقيقًا، عميقًا، ومؤثرًا.
قال ذات مرة: "كلما تفوقتَ في التكنولوجيا، زادت حاجتك لقراءة الكتب. فالذكاء الاصطناعي لا يغني عن الروح العميقة". هذا بمثابة وصية أخيرة، رسالة لشباب اليوم: إذا أردتَ أن تمتلك روحًا جميلة وعميقة، فلا بد لك من القراءة. وأعتقد أنه حتى بعد رحيله، ستستمر روحه في التعلم مدى الحياة وفلسفته في "التواصل مع الذكاء الاصطناعي" في الانتشار - ليس فقط في عالم التكنولوجيا، بل أيضًا بين الكُتّاب وصانعي الكتب والقُرّاء.
أرسلتُ رسالةً إلى صديقٍ شابٍّ كان يعمل معه سابقًا: "لو خُيِّرتَ لاختيار كلمةٍ مفتاحيةٍ لوصف هوانغ نام تيان، فماذا ستختار؟" أُرسِلَت الرسالة، لكن لم أتلقَّ ردًا. لكنني وجدتُ كلمتي المفتاحية الخاصة: "يُسْتَطِيعُ". لقد غزا القراءَ بالكتب، وغزا العالمَ بالمعرفة والتكنولوجيا، وأسر قلوبَ الناس بحبِّه للغته الأم - حبٌّ لا يُبالَغ فيه، بل حاضرٌ دائمًا في كلِّ سطرٍ من كتابه، وفي كلِّ لفتةٍ، وفي كلِّ فعلٍ قام به.
في قلبي - كجيل سابق من المراهنين - أود أن أُطلق عليه لقب "الخليفة"، الذي واصل حلم ثقافة القراءة في العصر الرقمي. إنه لا يُلهم فحسب، بل يُثبت أيضًا: في أي عصر، إذا كان لا يزال هناك كتابٌ صادق يُكتب، وقارئٌ يجلس بهدوء مع صفحات الكتاب، فإن العالم لم يفقد نوره.
وداعا، هوانغ نام تيان - كاتب الكلمات المعاصر.
المصدر: https://www.sggp.org.vn/hoang-nam-tien-nguoi-truyen-cam-hung-bang-tinh-than-doc-sach-post806575.html
تعليق (0)