إن قرار الحكومة بتخفيض رسوم تسجيل السيارات المنتجة والمجمعة محليًا بنسبة 50٪ لمدة 3 أشهر (من 1 سبتمبر إلى 30 نوفمبر 2024) لا يساعد فقط في تخفيف العبء المالي على المستهلكين، بل يخلق أيضًا زخمًا لمبيعات مصنعي السيارات المحليين وينتشر إلى الصناعات الأخرى ذات الصلة.

ويعد هذا أحد الإجراءات المناسبة لتحفيز الطلب الاستهلاكي، مع دعم شركات تصنيع وتجميع السيارات المحلية في ظل الضغوط التي يتعرض لها الاقتصاد جراء التقلبات العالمية.
تحفيز الطلب على شراء السيارات
على وجه التحديد، أصدرت الحكومة مؤخرًا المرسوم رقم 109/2024/ND-CP بتاريخ 29 أغسطس 2024، والذي ينص على رسوم تسجيل السيارات والمقطورات وشبه المقطورات التي تجرها السيارات والمركبات المشابهة للسيارات المصنعة والمجمعة محليًا؛ والذي يسمح بتخفيض رسوم التسجيل بنسبة 50% للسيارات الجديدة المصنعة والمجمعة محليًا والمسجلة لأول مرة. يسري هذا المرسوم من 1 سبتمبر 2024 إلى 30 نوفمبر 2024. واعتبارًا من 1 ديسمبر 2024 فصاعدًا، سيستمر تطبيق رسوم التسجيل كما كانت سابقًا، بنسبة تتراوح بين 10% و12% من قيمة السيارة.
وبذلك تكون هذه هي المرة الرابعة التي يتم فيها تطبيق سياسة تخفيض رسوم تسجيل السيارات المنتجة والمجمعة محلياً بنسبة 50%، ولكن هذه المرة لمدة 3 أشهر فقط، بدلاً من 6 أشهر مثل المرات الثلاث السابقة.
طبقت الحكومة تخفيض رسوم التسجيل ثلاث مرات سابقًا، كل مرة لمدة ستة أشهر، وحقق نتائج إيجابية في سوق السيارات المحلي. وتحديدًا، في المرة الأولى التي طُبق فيها التخفيض في النصف الثاني من عام 2020، ارتفعت مبيعات السيارات المجمعة محليًا بشكل كبير، لتصل إلى 398,177 سيارة، أي ضعف مبيعات النصف الأول من العام. وفي المرة الثانية، من ديسمبر 2021 إلى مايو 2022، بلغت المبيعات 232,192 سيارة محلية، بزيادة متوسطة قدرها 1.5 مرة مقارنة بالفترة السابقة. وفي المرة الثالثة، التي طُبقت في النصف الثاني من عام 2023، ارتفعت مبيعات السيارات المحلية بمقدار 1.6 مرة مقارنة بالأشهر الستة الأولى من العام.
وفقاً لخبراء صناعة السيارات، فإن سياسة تخفيض رسوم التسجيل بنسبة 50% ليست مجرد إجراء تحفيزي قصير الأجل، بل هي أيضاً خطوة استراتيجية لتعزيز التنمية المستدامة لصناعة السيارات الفيتنامية. سيؤدي تخفيض التكاليف الأولية للمستهلكين إلى إحداث تأثير إيجابي كبير، مما يحفز الطلب على الشراء، ويعزز الإنتاج، ويخلق المزيد من فرص العمل. وقد لاقت هذه السياسة تعاطفاً كبيراً من المستهلكين، حيث تُعدّ رسوم التسجيل دائماً من الأعباء المالية الكبيرة عند شراء سيارة.
في سوق السيارات الفيتنامي، أرخص سيارة هي كيا مورنينغ إم تي، التي يبلغ سعرها حاليًا 349 مليون دونج فيتنامي. عند تخفيض رسوم التسجيل بنسبة 50%، سيبلغ التخفيض 17.45 مليون دونج فيتنامي؛ أما السيارات الفاخرة مثل مرسيدس-بنز E 300 AMG FL، التي يبلغ سعرها 3.209 مليار دونج فيتنامي، فسيصل التخفيض إلى 192 مليون دونج فيتنامي. مع هذا التخفيض، وتبعًا لرسوم التسجيل التي تتراوح بين 10% و12%، سيتمكن المستهلكون من توفير مبالغ كبيرة.
وفقًا للخبراء، سيُحدث هذا التخفيض في رسوم التسجيل دفعة قوية للسوق، خاصةً عند تطبيقه في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2024. قد تُتيح هذه السياسة لمصنعي السيارات والمستهلكين فرصةً للاستفادة منها لتعزيز المبيعات وامتلاك السيارات التي يرغبون بها بتكلفة معقولة. وتُعتبر رسوم التسجيل مبلغًا كبيرًا، وعند تطبيقها، يكفي أن يفكر المستهلكون في شراء سيارة أعلى جودة أو تجهيزها بخيارات أخرى.
أكد السيد دات، الخبير في صناعة السيارات، أن تخفيض رسوم تسجيل السيارات المنتجة محليًا بنسبة 50% سيساهم في تحفيز الطلب على السيارات، لا سيما في ظل تباطؤ القوة الشرائية في سوق السيارات نتيجةً لتأثير التضخم والصعوبات الاقتصادية. وأضاف: "ستُخفّض هذه السياسة التكلفة الأولية لمشتري السيارات بشكل كبير، مما يُشجع المستهلكين على اتخاذ قرارات شراء أكثر ثقة".
علاوة على ذلك، لا يقتصر هذا المرسوم على إفادة المستهلكين فحسب، بل يُساعد أيضًا شركات تصنيع وتجميع السيارات المحلية على تحسين أوضاعها التجارية. وصرح السيد دات قائلاً: "مع ازدياد الطلب، ستزداد دوافع الشركات للحفاظ على الإنتاج وتحسينه، وخلق المزيد من فرص العمل، والمساهمة بشكل إيجابي في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد".
التأثيرات الجانبية على الصناعات الأخرى ذات الصلة
وبالإضافة إلى التأثير المباشر على سوق السيارات، من المتوقع أيضًا أن يكون للمرسوم 109/2024/ND-CP العديد من التأثيرات الجانبية على الصناعات الأخرى ذات الصلة مثل التمويل والخدمات المصرفية والتأمين ودعم التصنيع.
ويقول خبراء ماليون إن خفض رسوم التسجيل سيشجع المستهلكين على اقتراض الأموال لشراء السيارات، مما يساعد بالتالي على زيادة نمو الائتمان والإيرادات للبنوك.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه السياسة يمكن أن تخلق تأثيرًا متسلسلًا إيجابيًا، ليس فقط من خلال زيادة الإيرادات لصناعة السيارات، بل وأيضًا خلق زخم لدعم الصناعات، وبالتالي تعزيز التنمية الاقتصادية في الفترة الأخيرة من العام.
في الواقع، كان سوق السيارات الفيتنامي بطيئًا منذ بداية العام، وقد قامت العديد من شركات السيارات بتعديل الأسعار بشكل استباقي، وعرضت رسوم تسجيل تفضيلية ليس فقط للسيارات المجمعة محليًا ولكن أيضًا للسيارات المستوردة، أو خفضت الأموال بشكل مباشر للعملاء من عشرات إلى مئات الملايين من الدونغ.
وقال ممثل شركة هوندا فيتنام إنه في الأشهر الأخيرة من العام، وبهدف تعزيز سوق السيارات المحلية، بالإضافة إلى خفض الحكومة بنسبة 50٪ من رسوم التسجيل للسيارات المنتجة والمجمعة محليًا، قام هذا المشروع المشترك أيضًا بتعديل سعر التجزئة المقترح الجديد المطبق اعتبارًا من 1 سبتمبر للسيارات المنتجة محليًا مع خفض يتراوح بين 40 و 80 مليون دونج لسيارات City و CR-V؛ في الوقت نفسه، من 7 سبتمبر إلى 30 سبتمبر، ستقدم الشركة خصمًا بنسبة 50٪ على رسوم التسجيل لسيارات BR-V و HR-V المستوردة، وخفضًا قدره 220 مليون دونج لسيارات Accord.
وبالمثل، في سبتمبر أيضًا، تقدم مرسيدس بنز فيتنام حوافز للعملاء من خلال خفض النقد من 130 مليون إلى 250 مليون دونج لسيارات السيدان الفاخرة متوسطة الحجم من الفئة E؛ وفي الوقت نفسه، تعديل سعر البيع لثلاثة طرازات AMG، مع خفض من 182 إلى 490 مليون دونج.
وفقًا لجمعية مصنعي السيارات الفيتنامية (VAMA)، بلغ إجمالي مبيعات المركبات التابعة لها خلال الأشهر السبعة الماضية 163,804 مركبة، بزيادة طفيفة قدرها 1% عن نفس الفترة من العام الماضي. وبحلول نهاية يوليو 2024، بلغت مبيعات المركبات المجمعة محليًا 81,637 مركبة، بانخفاض قدره 12%، بينما بلغت مبيعات المركبات المستوردة 82,167 مركبة، بزيادة قدرها 19% عن نفس الفترة من العام الماضي.
ويقول الخبراء إنه في سياق سوق السيارات الكئيب كما هو مذكور أعلاه، فإن إصدار الحكومة للمرسوم 109/2024/ND-CP الذي يخفض 50٪ من رسوم التسجيل للسيارات المنتجة محليًا هو قرار ذو تأثير كبير، ليس فقط للمساعدة في تحفيز الطلب الاستهلاكي ولكن أيضًا لدعم صناعة التصنيع المحلية للتغلب على الأوقات الصعبة.
على وجه الخصوص، لمنافسة المركبات المُصنّعة والمُجمّعة محليًا، يجب على المركبات المستوردة أيضًا تعديل أسعارها أو تقديم عروض وخصومات مُماثلة لجذب العملاء. وبالتالي، ورغم أن هذه السياسة قصيرة الأجل فقط، إلا أن المستهلكين سيستفيدون منها، وسيكون لها تأثيرٌ غير مباشر على القطاعات الأخرى ذات الصلة.
مصدر
تعليق (0)