لقد ظهرت مؤخرًا الأبحاث حول مفهوم "الفرحة بفقدان الفرصة" (JOMO)، والتي تركز على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك، يمكن للجميع تجربة شعور "جومو" في حياتهم باختيار وقت التخطي. "جومو" يجعلنا نشعر بالراحة لأنه يساعدنا على عدم الاهتمام كثيرًا بالآخرين.
وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي إلى تفاقم الخوف من تفويت الفرص
"إن الشعور بالمتعة في كل لحظة لا يجعلنا خائفين من تفويت شيء مهم فحسب، بل يجعلنا نستمتع بالتجربة بالفعل"، كما توضح تالي جازيت، الأستاذة المشاركة في علوم المعلومات بجامعة بار إيلان الإسرائيلية.
نحن حاضرون هنا والآن، نستمتع بما نفعله الآن دون أن ننظر إلى اليسار أو اليمين ونشعر بالغيرة أو القلق بشأن تفويت شيء ما.
الخوف من فوات الفرص (FOMO) هو خوف اجتماعي. عانى البشر من هذه المشكلة منذ إدراكهم للفرص الضائعة، والأفراح غير المحققة، والشعور بضرورة مواكبة الأقران.
ومع ذلك، فإن صعود وسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى إدخال الخوف من تفويت الفرص إلى الوعي والمحادثات اليومية.
يقول كريس باري، أستاذ علم النفس بجامعة ولاية واشنطن، إن الخوف من تفويت شيء ما كان موجودًا قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه لم يكن جزءًا بارزًا من تجربتنا في ذلك الوقت.
مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحنا نتابع باستمرار أبرز لحظات حياة الآخرين، ونبدأ بمقارنة أنفسنا بهم. تُظهر الأبحاث أن ارتفاع مستويات الخوف من تفويت الفرص يرتبط بانخفاض تقدير الذات، وانخفاض الرضا عن الحياة، وزيادة الشعور بالوحدة.
"نتواصل مع العديد من الأشخاص الذين لا نعرف قصصهم حقًا، لكن كل شيء يبدو رائعًا في تجربة حياة الآخرين"
تالي غازيت، أستاذ مشارك في علوم المعلومات بجامعة بار إيلان، إسرائيل
سعادة الانفصال
في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 2021، ولساعات قليلة، تعطلت خدمات فيسبوك وإنستغرام وماسنجر وواتساب، مما عطّل حياة مليارات البشر. لكنها كانت أيضًا لحظة نادرة شعر فيها الناس بفرحة التحرر.
تُعدّ هذه الفجوة بمثابة تجربة طبيعية وغير متوقعة لكيفية شعورنا عند ابتعادنا عن وسائل التواصل الاجتماعي. وقد اعتمدت معظم الدراسات على مطالبة الناس بتقليل استخدامهم للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر.
وقال غازيت إن الانقطاع كان محبطًا للمستخدمين، لكن الباحثين المهتمين بالسلوك البشري اعتبروه بمثابة هدية.
بعد يومين من توقف المشاركين عن استخدام وسائل الإعلام، طلب جازيت وزملاؤه من 571 بالغًا ملء استبيان لتقييم مشاعرهم بشأن التجربة.
في البداية، توقع الباحثون رؤية نتائج تشير إلى مشاعر التوتر والخوف من تفويت الفرص، وهو ما سمعوا عنه كثيرًا. وقد ارتبط الخوف من تفويت الفرص بشكل كبير بمشاعر التوتر لدى الناس واستخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي.
من المثير للدهشة أن الكثيرين شاركوا مشاعر الارتياح والفرح لعدم تواصلهم مع وسائل التواصل الاجتماعي أو مواكبة ما يفعله الآخرون. حتى أن بعضهم ذكر مباشرةً ظاهرة "الانشغال باللحظة" (JOMO)، وهي ظاهرة موجودة في المجتمع، لكن لم تُبحث فيها دراسة وافية إلا مؤخرًا.
قال الأستاذ المشارك غازيت: "معظم الناس يستمتعون حقًا بالتركيز على مهام مثل التحدث مع الشركاء والأصدقاء والقيام بأشياء مثل الطبخ وممارسة الرياضة".
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)