وعلى وجه التحديد، من 21 يونيو/حزيران إلى 2 يوليو/تموز، كان هناك ما يقرب من 900 زلزال هنا، وكان أقوىها زلزال بقوة 5.5 درجة في الساعة 3:26 مساء يوم 2 يوليو/تموز، مما تسبب في هزات من المستوى 5 إلى المستوى 7 في قرية توشيما، بمقاطعة كاجوشيما.
وحدثت هزات ارتدادية ليلاً ونهاراً، مما تسبب في حرمان الناس من النوم، والوقوع في حالة من القلق لفترات طويلة، وإجبار السلطات اليابانية على عقد مؤتمر صحفي طارئ.

شهدت اليابان مؤخرا سلسلة من الزلازل بلغت قوتها نحو 900 هزة أرضية واهتزازية (الصورة: Earthquake Track).
وفي الوقت نفسه الذي وقعت فيه سلسلة الزلازل، أصبح بركان شينموي في جزيرة كيوشو نشطًا مرة أخرى فجأة في 22 يونيو/حزيران بعد مرور 7 سنوات دون ظهور أي علامات على ثورانه.
أجبر هذا الحدث وكالة الأرصاد الجوية اليابانية على رفع مستوى التحذير إلى المستوى 3 على مقياس من 5 ونشر مراقبة دقيقة للتقلبات الجيولوجية في المنطقة الجنوبية من البلاد.
إن وقوع حدثين جيولوجيين منفصلين في وقت واحد، هزات توكارا الارتدادية وثوران شينموي، ترك الباحثين يتساءلون: هل هذا مجرد مصادفة، أم أنه علامة على حدوث تغيير في بنية الطاقة في أعماق الأرض في اليابان؟
نشاط جيولوجي مكثف في خندق نانكاي
جزر توكارا هي منطقة نشطة زلزاليا، حيث سجلت أكثر من 340 زلزالا في فترة قصيرة في عام 2023. ومع ذلك، فإن سلسلة الهزات الارتدادية الحالية هي الأطول والأكثر كثافة منذ عقد من الزمان.
اليابان هي الدولة التي تشهد أعلى معدل للزلازل في العالم ، حيث يحدث حوالي 1500 زلزال سنويا، وهو ما يمثل 18% من إجمالي الزلازل العالمية.
وسط نشاط جيولوجي غير عادي في توكارا، بدأ علماء الزلازل تحويل انتباههم إلى خندق نانكاي، وهي المنطقة التي يطلق عليها اسم "القنبلة الموقوتة" تحت قاع البحر في اليابان.

موقع خندق نانكاي في جنوب اليابان (الصورة: بوابة الأبحاث).
خندق نانكاي هو خندق محيطي عميق يمتد من ساحل محافظة شيزوكا (جنوب غرب طوكيو) إلى محافظة ميازاكي في جزيرة كيوشو. وهو نقطة التقاء صفيحتين تكتونيتين رئيسيتين للأرض: صفيحة بحر الفلبين والصفيحة الأوراسية. هاتان الصفيحتان من بين حوالي عشر صفائح تكتونية صلبة تغطي الكوكب.
وفقًا للجيولوجيين، تنزلق الصفيحة الفلبينية باستمرار أسفل الصفيحة الأوراسية بمعدل عدة سنتيمترات سنويًا، مما يُسبب ضغطًا متزايدًا عند حدود التماس. عندما يتجاوز الضغط الحد، تبرز الصفيحة الأوراسية، مُسببةً زلزالًا قويًا.
تاريخيًا، شهد خندق نانكاي زلازل كل 100-150 عامًا، وكان آخرها قبل حوالي 80 عامًا. وقد حذّرت الحكومة اليابانية من احتمال وقوع زلزال آخر خلال الثلاثين عامًا القادمة بنسبة 70%.
يُسجل التاريخ الجيولوجي أيضًا أن منطقة خندق نانكاي شهدت ما لا يقل عن عشرة زلازل هائلة خلال الـ 1400 عام الماضية. وعلى وجه الخصوص، تسبب زلزال تونانكاي عام 1944 (بقوة 8.1 درجة) وزلزال نانكاي عام 1946 (بقوة 8 درجات) في موجات تسونامي هائلة وأضرار جسيمة.
ومن اللافت للنظر أن هذه الأحداث غالبًا ما تحدث في أزواج، في ظاهرة تُعرف باسم "الزلازل المزدوجة". وهذا يشير إلى نمط دوري وعلاقات معقدة بين الصفائح التكتونية في المنطقة.
ولذلك فإن أي سلسلة من الهزات الارتدادية في المناطق المجاورة، مثل توكارا أو كيوشو، تجعل الباحثين في غاية الحذر إزاء إمكانية انتشار الطاقة الطبقية إلى خندق نانكاي.
خبراء يرفضون "النبوءة"
في خضم الزلازل المتتالية، ضجت وسائل الإعلام اليابانية مرة أخرى بذكر "نبوءة" قديمة مستمدة من كتاب هزلي.

ضرب تسونامي مدينة مياكو في اليابان بعد زلزال بقوة 9.0 درجة وقع في 11 مارس 2011 (الصورة: أتلانتيك).
هذا العمل هو كتاب "واتاشي جا ميتا ميراي " ( المستقبل كما أراه ) للمؤلف ريو تاتسوكي، الذي نشر في عام 1999، والذي جذب الانتباه لأنه "تنبأ" بدقة بالكارثة المزدوجة المتمثلة في الزلزال والتسونامي الذي حدث في عام 2011.
وفي مواجهة موجة المعلومات غير المؤكدة المنتشرة، تحدث السيد ريوتشي نومورا، مدير وكالة الأرصاد الجوية اليابانية، مؤكداً: "حتى مع التكنولوجيا الحالية، من المستحيل التنبؤ بالوقت الدقيق أو الموقع أو حجم أي زلزال".
ودعا المواطنين إلى الاعتماد فقط على المصادر الرسمية للمعلومات وتجنب تداول المعلومات الكاذبة التي قد تسبب الارتباك.
وأكد الخبراء والعلماء أيضًا أنه لا توجد صلة علمية بين سلسلة الزلازل في توكارا والنبوءة المنتشرة.
أكد الدكتور نجوين نجوك هوي، الملقب بـ"ويذر هوي"، عبر صفحته الشخصية: "لا توجد توقعات رسمية تشير إلى وقوع زلزال كبير خلال الأيام القليلة المقبلة في اليابان".

أكد الدكتور نجوين نجوك هوي أنه لا توجد صلة علمية بين سلسلة الزلازل في توكارا والنبوءة المنتشرة (الصورة: NVCC)
فيما يتعلق بالزلازل، لا توجد حاليًا أي تقنية للتنبؤ الدقيق بموعد وقوع الزلزال ومكانه. لذلك، فإن بعض صفحات فيسبوك التي تنشر معلومات تُشير إلى وقوع زلزال في الخامس من يوليو/تموز على الأرجح، لا تستند إلى أي أساس علمي. هذا التنبؤ مبني على معلومات من كتاب هزلي ونبي معين، كما أضاف الدكتور نجوين نغوك هوي.
ومع ذلك، أقرّ الدكتور نجوين نغوك هوي بإمكانية وقوع زلزال كبير في خندق نانكاي في أي وقت، كما حذّر العلماء. ويرجع ذلك إلى ازدياد وتيرة الهزات الارتدادية الصغيرة التي تقلّ شدتها عن خمس درجات في السنوات الأخيرة، والتي قد تُحفّز حدوث زلزال كبير لاحقًا.
وبحسب وكالة الأنباء المركزية الأميركية ، فإن اليابان هي واحدة من أكثر الدول نشاطا زلزاليا في العالم، إذ تقع على قمة أربع صفائح تكتونية رئيسية على طول الحافة الغربية لـ"حلقة النار" في المحيط الهادئ.
يشهد الأرخبيل، الذي يقطنه حوالي 125 مليون نسمة، حوالي 1500 زلزال سنويًا، وهو ما يمثل حوالي 18% من زلازل العالم. معظم هذه الزلازل خفيفة، مع أن الأضرار التي تسببها تختلف باختلاف موقع وعمق مركز الزلزال.
المصدر: https://dantri.com.vn/khoa-hoc/dong-dat-lien-tiep-o-nhat-ban-chuyen-gia-phan-bac-loi-tien-tri-thang-7-20250703064657453.htm
تعليق (0)