إن التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات والإنترنت يجلب العديد من الفوائد ولكنه يفرض أيضًا مخاطر كبيرة على الأطفال.
لقد ساعد التقدم في العلوم والتكنولوجيا الأطفال على اكتساب المزيد من المعرفة بحرية واستقلالية. (المصدر: الإنترنت) |
في الآونة الأخيرة، اتخذ الحزب والدولة والنظام السياسي بأكمله إجراءات حازمة لحماية الأطفال على الإنترنت. وقد أنشأت فيتنام نظامًا قانونيًا لحماية الأطفال على الإنترنت، راسخةً بذلك أسسًا قانونية مهمة، مثل: قانون الطفل، وقانون الأمن السيبراني، وقانون أمن معلومات الشبكات، وقانون الوصول إلى المعلومات... وتنص المادة 54 من قانون الطفل صراحةً على مسؤولية حماية الأطفال على الإنترنت. هل يُسيء الأطفال استخدام التكنولوجيا؟ كيف نُبعد الأطفال عن شاشات التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والهواتف؟
يمكن القول إن التطور الملحوظ لتكنولوجيا المعلومات والإنترنت يعود بفوائد جمة على الأطفال. فهم يستطيعون مشاهدة الأفلام، والدراسة، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي، ومتابعة الشخصيات العامة، والبحث عن المعلومات، والتواصل مع الأصدقاء والأقارب، وغيرها.
لقد ساعد التقدم العلمي والتكنولوجي الأطفال على توسيع معارفهم بحرية واستقلالية، وأن يصبحوا مواطنين عالميين واثقين. كما ساهم هذا التقدم في إصلاح قطاع التعليم وإيجاد مركزه.
ومع ذلك، ووفقًا لتقرير صادر عن وزارة العمل وشؤون المعوقين والشؤون الاجتماعية، يقضي الأطفال في بلدنا حاليًا ما بين 5 و7 ساعات يوميًا على الإنترنت، وهو ما يزيد بمرتين إلى ثلاث مرات عن الحد الموصى به. وقد أصبحت عادة استخدام الهواتف وأجهزة الكمبيوتر والتلفزيون يوميًا أمرًا شائعًا لدى العديد من الأطفال.
من الحقائق المقلقة أن الأطفال يقضون وقتًا أطول على الأجهزة الإلكترونية للترفيه منها للدراسة. ووفقًا لعلماء النفس، يزداد اعتماد الأطفال عليها، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على صحتهم البدنية والنفسية. علاوة على ذلك، فإن معرفة كيفية تطبيق التكنولوجيا في التعلم ستصبح أداة فعّالة في تطوير تفكير الأطفال.
في منتدى، أكدت السيدة نجوين ثوي أوين فونغ، الباحثة والممارسة التربوية، قائلةً: "عالم التكنولوجيا ليس افتراضيًا كما يُشاع، بل على العكس، فقد جلب قيمًا حقيقية. إذا لم تتمكن المدارس في المناطق النائية من تزويد الطلاب بأجهزة كمبيوتر باهظة الثمن، ولكن إذا كان لدى كل طالب هنا هاتف متصل بالإنترنت، فسيكون من السهل استخدام المزيد من الخدمات، ومن ثم سيتمكن الطلاب من توسيع آفاقهم وتعلم المزيد."
من الواضح أن العلم والتكنولوجيا قد فتحا عالمًا مسطحًا، حيث لا حدود للاستكشاف الحر للأطفال. علاوة على ذلك، هناك جوانب سلبية يجب على الآباء والأطفال إدراكها لاستخدام التكنولوجيا في العصر الرقمي بشكل صحيح وفعال.
ويحذر الخبراء أيضًا من أن الأطفال سيواجهون العديد من المخاطر المحتملة والعنف وإساءة معاملة الأطفال من خلال البيئة الإلكترونية، والتي لا تقل خطورة عن الحياة الواقعية، لأن المحتوى والصور والمقاطع تنتشر في كل مكان.
لذا، من أجل جعل البيئة الرقمية أكثر أمانا وصحة للأطفال، ما هي الحلول التي يمكن للآباء تقديمها لمساعدة الأطفال على تحسين عاداتهم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتجنب الإفراط في استخدامها للترفيه؟
قال الأستاذ المشارك، الدكتور تران ثانه نام، نائب مدير جامعة التربية (VNU)، إنه بهدف تعزيز مناعة الأطفال الرقمية عند استخدامهم الإنترنت، وضعت الدول استراتيجيات لمساعدة الطلاب على التعرّف على التثقيف المتعلق بالسلامة على الإنترنت في سن مبكرة (من 6 إلى 8 سنوات). لأن هذه الفئة العمرية هي الأكثر عرضة للخطر، حيث يسمح الآباء باستخدام الإنترنت بشكل مستقل.
وبحسب السيد نام، فإن الآباء والأمهات بحاجة إلى التحديث بالمعرفة والمهارات لدعم أنشطة أطفالهم عبر الإنترنت، وفهم الفوائد والمخاطر الموجودة في العالم الرقمي، والحصول على المهارات اللازمة لتحديد متى يكون الأطفال معرضين لخطر الإساءة عبر الإنترنت، وكذلك معرفة كيفية الاستجابة وأين يلتمسوا الدعم.
قال الأستاذ المشارك الدكتور تران ثانه نام: "لتعليم الأطفال السباحة، يجب على المعلم أيضًا أن يعرف كيفية السباحة ويعرف أساليب تدريب السباحة، وينطبق الشيء نفسه على "المحيط الرقمي".
في 3 يونيو 2020، وافق رئيس الوزراء على البرنامج الوطني للتحول الرقمي، وستصبح فيتنام دولة رقمية بحلول عام 2030. إذا منع الآباء أطفالهم من استخدام الإنترنت، فسيحرمونهم من فرص التواصل والترفيه وتحديث المعلومات وتثقيف أنفسهم. وهذا سيُقصّر الأطفال في مواكبة التطور ويحول دون أن يصبحوا مواطنين عالميين.
لكي يتمكن الأطفال من استخدام البيئة الافتراضية بأمان، يجب على الآباء أيضًا أن يكونوا منفتحين على تطوير مهارات المواطنة الرقمية. وفي الوقت نفسه، يجب على الآباء أيضًا أن يكونوا قدوة حسنة في الاستخدام الآمن للإنترنت داخل الأسرة، لأن العديد من البالغين يرتكبون في الواقع أخطاءً في استخدام الإنترنت بشكل غير آمن.
في غضون ذلك، ووفقًا للسيدة نغوين ثي نغا، نائبة مدير إدارة شؤون الأطفال بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فإنّ توفير "لقاح رقمي" للأطفال أمرٌ ضروريٌّ ليتمكنوا من حماية أنفسهم من المحتوى الضار على منصات التواصل الاجتماعي. ينبغي تثقيف الأطفال حول كيفية التصرف بذكاء واستخدام منصات التواصل الاجتماعي بأمان لتجنب خطر الوقوع في فخّ "الثغرات السوداء" في العالم الافتراضي. ولتحقيق ذلك، من الضروري تزويد الأطفال بالمعارف والمهارات اللازمة لحماية أنفسهم والتفاعل بشكل صحيّ وإبداعيّ في بيئة الإنترنت.
[إعلان 2]
المصدر: https://baoquocte.vn/de-tre-su-dung-cong-nghe-thong-minh-khong-bi-lac-vao-ho-den-the-gioi-ao-281044.html
تعليق (0)