عالم النفس السريري نجوين هونغ باخ يتحدث عن الشفاء - الصورة: مقدمة من الشخصية
يعد موضوع الشفاء موضع اهتمام العديد من الشباب، وخاصة أولئك الذين هم على وشك التخرج والبدء في عمل جديد.
سوف يشارك عالم النفس السريري نجوين هونغ باخ (مركز دكتور إم بي لعلم النفس السريري، جمعية فيتنام النفسية) في مساعدة الجميع على الحصول على المزيد من وجهات النظر حول الشفاء.
*دكتور من فضلك شاركنا كيف نفهم الشفاء؟
يجب توجيه العلاج للأشخاص المناسبين، أولئك الذين يعانون من مشاكل نفسية وصدمات نفسية شديدة. فمن هم الأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج؟
هؤلاء هم الأشخاص الذين عانوا من صدمات نفسية ذات عواقب طويلة الأمد. أشخاص يعانون من اضطرابات عاطفية عميقة تؤدي إلى الاكتئاب؛ أشخاص يعانون من اضطراب الوسواس القهري منذ الطفولة؛ وأشخاص يعانون من اضطراب الوسواس القهري الناجم عن ضغوط الحياة والعمل.
عند مواجهة هذه الحالات، راجع طبيبًا نفسيًا أو أخصائيًا نفسيًا سريريًا أو طبيبًا نفسيًا حقيقيًا للشفاء.
لا تزال هناك العديد من الاضطرابات العاطفية في الحياة اليومية من خلال لحظات، من خلال الغضب المفاجئ، ولكن كل واحد منا يعرف كيفية شفاء تلك الشقوق بأفضل طريقة من خلال نمط الحياة، من خلال التدريب البدني، من خلال الدراسة والعمل.
الأشخاص الذين يعتقدون أنهم بحاجة إلى الشفاء، يقضون وقتهم في أخذ دورات، ويتخلون عن أنفسهم، ويتركون وظائفهم، ويتركون عائلاتهم، كل ذلك قد يسبب عواقب وخيمة على حياتهم.
عندما تنضم إلى مجموعة علاجية، قد تضطر إلى تقبّل فكرة أنك لست بخير، وأن عليك التعافي لتجد نفسك في وضعية معيشية مريحة. هناك أشخاص انضموا إلى دورة علاجية، وشعروا حينها براحة وسلام نفسي كبيرين. لكن عندما عادوا إلى الحياة، اختفى هذا الشعور. ثم ذهبوا للتعافي، وهذا هو التعلق.
في الواقع، كل إنسان يواجه، خلال نشأته، عواصفَ عاطفية. لكن ليست كل العواصف كافيةً لإصابتنا بالاكتئاب. قد يكون الأمر مجرد اضطرابات عاطفية أو اختلالات في التوازن، أو ما يُسمى بـ"التوتر".
منذ أن أصبحنا واعين، تعرضنا لأشياء كثيرة مختلفة في الحياة ولم يرضينا أي شيء تقريبًا.
عندما كنتُ في المدرسة، لم أكن راضيًا عن نتائجي الأكاديمية، ولا عن علاقاتي بأصدقائي، ولا عن والديّ، ولا عن حياتي. وعندما كبرت قليلًا، وبدأتُ العمل، كنتُ أعاني من ضغوط العمل والدخل والزملاء. في الواقع، كل هذه الأمور موجودة بالفعل في الحياة. يجب أن نفهم أنها مبادئ الحياة لنتمكن من تطوير أنفسنا.
* يشعر العديد من الشباب الذين تخرجوا للتو من المدرسة بالضغط وسيجدون طرقًا للسفر والتخلي عن وظائفهم من أجل "الشفاء"، ما رأيك؟
- قد يكون الشفاء بالسفر وقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء حالة من عدم الاستقرار النفسي. على سبيل المثال، يعاني بعض الناس من توتر شديد يجعل تناول الطعام هو الحل الوحيد لتخفيف التوتر؛ وبعضهم مدمن على التسوق؛ أو يرغبون فقط في الجلوس مع الأصدقاء... وقد يتناولون الطعام حتى السمنة، أو يفقدون الوزن بسبب فقدان الشهية.
أو بغض النظر عن كل شيء، اقترض المال للذهاب للتسوق والسفر.
يختار العديد من الشباب السفر للعلاج - رسم توضيحي: H.THANH
إذا اعتبرناها مرضًا، فهي اضطراب عاطفي عقلي، وليس نفسيًا. ليس الأمر أنهم يرغبون فجأةً في ممارسة هذه العادات للتسلية، بل هي حالة اضطرابية. إذا تكررت هذه الأمور وأثرت على حياتك، فعليك مراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن.
* هل لديك نصيحة للشباب الذين يواجهون ضغوطات العمل والحياة؟
عندما تواجه صعوبات وضغوطًا في العمل، فهذا ليس الوقت المناسب للتعافي. المهم هو أن تعرف كيف تتقبلها.
هناك من يكرهون وظائفهم، يكرهون كل ما حولهم. امتلاك المرء للشجاعة يعتمد على اللحظة. إذا أردتَ تحقيق أحلامك، فعليك أن تمر بفترات صعود وهبوط لتقدير معناها تمامًا.
التأمل للشفاء، ينبغي أن يُفهم بشكل صحيح
تحدث الدكتور نجوين هونغ باخ عن امرأة أصيبت بالاكتئاب بعد انهيار زواجها واختيار طفليها اتباع والدهما. بعد ذلك، التحقت بدورة علاجية. عندما سمعت الناس يتحدثون عن دارما، وعن التخلي عن الماضي، وعن الأشياء الجميلة في الحياة، شعرت براحة نفسية.
لكن بعد أسبوعين فقط من حضور الدورة، عادت إلى نفس الحالة. أي أنها كانت "تستعير" طوق نجاة، ولم تُحل المشكلة من جذورها.
للشفاء، عليهم أن يدركوا من هم، وما يمرون به. هناك مقولة رائعة تقول: "يجب أن يفك الجرس من ربطه".
لم يُفهم بعدُ مفهوم التأمل العلاجي بمعناه الحقيقي، فهو يُساعدنا على الشعور براحة البال والسلام الداخلي، والتخلص من الجشع والغضب غير الضروريين. من خلال التأمل، يُدرك الناس أن الحياة أكثر معنى، وأن التأمل لا يُميز بين وجود اضطراب أو عدمه قبل التأمل. إن تخصيص وقت للتأمل أمرٌ مفيدٌ للغاية.
بالإضافة إلى التأمل، هناك العديد من الطرق الأخرى لممارسة تهدئة العقل مثل قراءة الكتب والاستماع إلى الموسيقى... وأخيرًا، يجب على الجميع تنظيم وقتهم، ومعرفة كيفية وضع الأفكار المشتتة جانبًا، وحب العمل، والتمتع بعقل منفتح، وعندها سيكون العقل دائمًا منفتحًا ولن تكون هناك حاجة للشفاء،" نصح الدكتور باخ.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)