بعد ظهر يوم 11 ديسمبر، عقد السفير الفرنسي لدى فيتنام، أوليفييه بروشيه، لقاءً ومقابلةً مع الصحافة والتلفزيون المحليَّين في السفارة الفرنسية بهانوي . مثّلت المقابلة فرصةً لتلخيص إنجازات التعاون الفرنسي الفيتنامي لعام 2024، والتطلع إلى خطة التعاون للعام الجديد 2025.
خلال الاجتماع، أبهر السفير بروشيه الصحافة بارتدائه الزي الفيتنامي التقليدي "أو داي" لأول مرة. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أثبت اندماجه التام مع الثقافة المحلية، حيث قام شخصيًا بتزيين أزهار الخوخ، وقدم الشاي ومربى الفاكهة للضيوف، وهي هدايا تقليدية في كل عام قمري جديد في فيتنام.
"أو داي" صورةٌ بديعةٌ لفيتنام. أي زائرٍ دوليٍّ لفيتنام يُعجب ويُدهش عندما يرى نساءً يرتدين أو داي، وأنا لستُ استثناءً"، قال السفير. "لكن بعد أن قضيتُ فترةً في فيتنام، اكتشفتُ أن الرجال يستطيعون ارتداء أو داي أيضًا، وإن كان ذلك في مناسباتٍ نادرةٍ وأكثر رسمية. لهذا السبب طلبتُ أو داي من مصممٍ مشهور، ويشرفني ارتداؤه في هذه المقابلة."
مع ذلك، أقرّ السيد بروشيه بأن هذه كانت المرة الأولى التي يرتدي فيها زيّ "أو داي"، لذا واجه بعض الصعوبات. قال السفير الفرنسي مازحًا: "يُذكرني هذا الزيّ بأول مرة ارتديتُ فيها بدلةً أوروبيةً عندما كنتُ في العشرين من عمري، لكنني أعتقد أنني سأعتاد عليه بعد بضعة أعياد رأس السنة القمرية الجديدة (تيت). عندما أستقبل عائلتي في فيتنام بمناسبة عيد الميلاد، سأرتدي زيّ "أو داي" لأُريهم إياه".
توقعات بارتفاعات جديدة في العلاقات بين فيتنام وفرنسا
في حديثه للصحافة، صرّح السفير أوليفييه بروشيه بحماسٍ بأنّ عام 2024 سيشهد العديد من المحطات المهمة في العلاقات الدبلوماسية بين فيتنام وفرنسا، لا سيما مع حدثين رئيسيين: الذكرى السبعون لانتصار ديان بيان فو، والزيارة الرسمية للأمين العام تو لام إلى الجمهورية الفرنسية. ويُظهر الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة التزام فرنسا بدعم فيتنام في تطوير العديد من المجالات، مثل الطاقة، والنقل بالسكك الحديدية، والزراعة المستدامة، وتدريب الكوادر البشرية عالية الكفاءة.
علاوةً على ذلك، تدعم فرنسا فيتنام في تبسيط الجهاز السياسي ، والإصلاح الإداري، وتطوير الإدارة الإلكترونية. ويتواصل التعاون بين البلدين في المجالين القانوني والإداري منذ سنوات طويلة، بمشاركة خبراء ومسؤولين رفيعي المستوى.
بعد مرور أربعين عامًا على فترة الإصلاح، لطالما وضعت فيتنام أهدافًا طموحة، وعرفت كيف تحققها. وبصفتنا من أوائل الشركاء الغربيين الذين واكبوا مسيرة التنمية في فيتنام منذ بداياتها وحتى الآن، نتطلع إلى مواصلة دعم فيتنام في تحقيق الأهداف المرسومة في المرحلة المقبلة، ونؤمن بأن فيتنام تمتلك الموارد والوسائل الكافية لتحقيق هذه الأهداف، وفقًا لما أكده السفير.
كما أولى السيد أوليفييه بروشيه اهتمامًا خاصًا لمشروعين رئيسيين بطابع فرنسي في هانوي، وهما خط السكة الحديد الحضري المرتفع من نون إلى محطة هانوي، ومشروع تجديد جسر لونغ بيان. وأشار إلى أن افتتاح خط المترو الثالث في هانوي حظي باهتمام خاص من فرنسا، إذ لا يقتصر على كونه مجالًا قويًا للشركات الفرنسية فحسب، بل يُمثل أيضًا علامة فارقة في علاقات التعاون بين فيتنام وفرنسا في مجال النقل الحضري.
فيما يتعلق بمشروع تجديد جسر لونغ بيان، أفاد السفير بأن شركة أرتيليا الفرنسية تُجري دراسةً حول المعايير الفنية وجدوى هذا المشروع، ومن المتوقع أن تُنجزها بحلول خريف العام المقبل. وفرنسا مستعدة لتقديم الدعم المالي والفني لهذا المشروع، على أمل أن يُقرر الجانب الفيتنامي سريعًا الخطة الأنسب لتطوير جسر لونغ بيان.
هانوي "قديمة" و"جديدة" في نظر السفير الفرنسي
على الرغم من قلة معرفته بهانوي، وعدم معرفتها بها إلا بعد توليه منصبه في فيتنام، قال السفير أوليفييه بروشيه إن هانوي تركت لديه انطباعات طيبة وعميقة بعد أكثر من عام من إقامته فيها. ومن بين هذه الانطباعات، كان أكثر ما أثار إعجابه في المدينة هو التناغم بين السمات القديمة والحديثة، وهو أمر نادر في كل مكان.
في كل مرة تُتاح لي فرصة التجول في شوارع هانوي، أُعجب بالحياة الثقافية فيها أينما كنت. تزخر المدينة بالعديد من دور السينما والمسارح الحديثة، مثل مسرح هوان كيم القريب من السفارة الفرنسية، الذي يُقدم فعاليات تجذب العديد من الشباب، كما قال السيد بروشيه. وأضاف: "ومع ذلك، فإن ما يُميز هانوي حقًا هو أنها لا تزال تحتفظ بملامحها العريقة، وخاصةً في الأحياء المركزية".
إن التعلق العميق بالعاصمة هانوي يدفع السفير الفرنسي إلى التفكير دائمًا في كيفية مساعدة المدينة على مواصلة التطور والتحديث، مع الحفاظ على هويتها وسحرها. وقال: "أعتقد أن هذه العملية لا تقتصر على صيانة المناظر الطبيعية المعمارية والحفاظ عليها فحسب، بل تشمل أيضًا ضمان حصول سكان تلك المنطقة على وسائل راحة لحياتهم".
وفقًا للسفير أوليفييه بروشيه، تواجه هانوي حاليًا مشكلتين، أولهما حركة المرور والسفر. يمكن لمشاريع السكك الحديدية المرتفعة أن تحل جزئيًا هذه المشكلة الشائكة. ومع ذلك، هناك العديد من المشاكل الأخرى في قطاع المرور في المدينة التي يتعين على الجانبين دراستها ووضع خطط لتحسينها وحلّها في المستقبل القريب.
من التحديات الرئيسية الأخرى التي تواجه هانوي، والتي تزداد خطورةً، مشكلة جودة الهواء. ووفقًا للسيد بروشيه، يتعين على فرنسا وفيتنام التنسيق واتخاذ تدابير جذرية في الفترة المقبلة لتحسين جودة الهواء، وإعادة الهواء النقي إلى العاصمة.
أعرب السفير أوليفييه بروشيه عن أمله في أن تواصل هانوي تطورها في الفترة المقبلة، بحيث يرى سكان العاصمة أنها مدينة ساحرة وصالحة للعيش، وأن تتمتع أيضًا بحياة ثقافية غنية ومتنوعة. كما يأمل أن تتمكن هانوي من الترويج لثقافتها ونشرها على نطاق أوسع على الصعيد الدولي.
[إعلان 2]
المصدر: https://kinhtedothi.vn/dai-su-phap-phai-long-ha-noi-va-ao-dai-viet-nam.html
تعليق (0)