في تلك الليلة لم تتمكن الكنة من النوم.
* شارك أحد أولياء الأمور هذه المقالة على بايدو (الصين). يشدد محتواها على أهمية الرعاية والتواصل بين الوالدين والأبناء.
وصلتُ إلى المنزل بعد منتصف الليل بقليل. كانت أضواء الشوارع لا تزال مضاءة، لكن في هذا المنزل الصغير، كان كل شيء هادئًا.
تسللت على أطراف أصابعي لفتح الباب وسرت بهدوء عبر غرفة المعيشة حتى لا أزعج حمي وابني النائم.
اليوم هو مثل أي يوم آخر، فأنا منشغل بالعمل، والاجتماعات تلو الاجتماعات، والأرقام، والتقارير التي لا تنتهي.
زوجي هو نفس الشيء، نحن مشغولون دائمًا، لدرجة أننا في كثير من الأحيان لا نتناول حتى وجبة عائلية مناسبة.
حماي، رغم تجاوزه السبعين، لا يزال يتمتع بصحة جيدة وعقل صافٍ. عندما رأى مدى اجتهادنا في العمل، بادر إلى رعاية الأطفال حتى نتمكن أنا وزوجي من الذهاب إلى العمل براحة بال. وبينما كنت أفكر في الأمر مرارًا وتكرارًا، لم يكن لدي خيار آخر.
على الأقل شعرتُ بأمانٍ أكبر وأنا أترك ابني معه من تركه في المدرسة في وقتٍ متأخرٍ من الليل. وهكذا، يومًا بعد يوم، نشأ ابني مع جده أكثر من والديه.
أنا وزوجي مشغولان جدًا لدرجة أننا نهمل أطفالنا في كثير من الأحيان.
ما إن وضعتُ حقيبتي على الطاولة حتى سمعتُ طرقًا على الباب. كان طرقًا خفيفًا ولكنه قوي. فتحتُ الباب فرأيتُ حماي واقفًا، وعيناه مترددتان قليلًا. فوجئتُ قليلًا، فالوقت كان متأخرًا جدًا، ولم أكن أعرف ما الذي أبقاه مستيقظًا.
- هل أنت مشغول؟ أريد التحدث معك قليلاً.
أومأت برأسي ودعوته للدخول. نظر إلي وقال ببطء:
اليوم، قال دو دو لأبيه شيئًا أبقاه مستيقظًا. قال: "جدّي، أشعر بحزن شديد، لماذا لا يأتي والداي ليأخذاني من المدرسة؟"
لقد صُدمتُ. لم أتخيل يومًا أن طفلي سيشعر بهذا الشعور. لطالما ظننتُ أنه طالما كسبتُ ما يكفي من المال، ووفرتُ له حياةً هانئةً، وأشتريتُ له ما يريد، فهذا يكفي. لكنني نسيتُ أن ما يحتاجه طفلي أكثر ليس الأشياء الثمينة، بل وجود والديه.
تنهد حمي وقال:
أعلم أنكما مشغولان، لكن يا صغيرتي، الحب بين الوالدين والأبناء ليس كحب الجد والجدة. قد يحبك الجد والجدة ويرعونك، لكنهما لا يغنيان عن والديك. كل طفل يحتاج إلى وجود والديه، ليس فقط للأمور المادية.
انحنيتُ رأسي، أشعر بالذنب. كان طفلي في السادسة من عمره فقط، لكنه كان يعرف الحزن والألم لغياب والديه الدائم.
أتذكر الأوقات التي كان طفلي ينظر إلي ويسألني: "هل ستعود إلى المنزل مبكرًا لتأخذني اليوم؟"
وكنتُ أردُّ دائمًا: "أمي مشغولة، كونوا بخير!". تجاهلتُ دون قصدٍ العيون الحزينة، تلك المرات التي كان ينظر فيها طفلي بخجلٍ إلى أصدقائه وهم يُحمَلون من قِبَل والديهم، ثم يتنهد.
أسمح لأطفالي أن يكبروا مع وجود فراغات في قلوبهم.
في تلك الليلة، لم أستطع النوم. تذكرت طفولتي، عندما كانت أمي مشغولة بكسب عيشها، لكنها كانت لا تزال تحاول اصطحابي إلى المدرسة وقراءة القصص لي قبل النوم.
أفتقد العناق والأسئلة البسيطة التي كانت تُشعرني بالدفء. لكنني الآن أسلك الطريق المعاكس، فأترك ابني يختبر شعور الوحدة الذي كنت أخشاه يومًا.
كلام حمي جعلني أدرك أشياء كثيرة.
في صباح اليوم التالي، قررتُ الذهاب إلى العمل متأخرًا قليلًا. أردتُ أن أوصل ابني إلى المدرسة بنفسي. عندما رآني واقفًا أمام الباب، اتسعت عينا ابني مندهشًا:
- أمي هل تأخذيني إلى المدرسة؟
أومأتُ برأسي، وعانقني طفلي، سعيدًا كأنه نال للتوّ أعظم هدية في العالم. عناق واحد فقط، وشعرتُ بوضوح كم كان ينتظر هذا طويلًا.
أدركتُ أن هناك أشياءً لا تُشترى بالمال. قد ينشأ الطفل في رفاهية، لكن بدون حب الوالدين، ستظل قلوبهم مليئة بالعيوب. أنا وزوجي نستطيع كسب المزيد من المال، لكن الوقت الذي نقضيه مع أطفالنا لا يُعاد.
منذ ذلك اليوم، حاولتُ تنظيم عملي بشكل أكثر عقلانية. تناوبتُ أنا وزوجي على توصيل الطفل من وإلى المدرسة، وقضينا وقتًا في تناول العشاء معه، وسرد القصص، والاستماع إلى أحاديثه الصغيرة كل يوم.
أرى طفلي يبتسم أكثر، وعيناه تشرقان كلما روى قصة في المدرسة. وأعلم أنني لن أدعه يشعر بالحزن بعد الآن.
لاحظ حماي هذا التغيير، فابتسم بلطف وقال: "أنا كبير في السن، لكنني ما زلت أفهم شيئًا واحدًا: بالنسبة للأطفال، لا أحد يستطيع أن يحل محل والديهم. قد يحبهم الأجداد، لكن والديهم هم عالمهم كله".
أمسكت بيد طفلي بقوة، أشعر بدفء صغير، لكنّه حنون. مهما ضاقت بي الحياة، لن أدع طفلي يشعر بالضياع مجددًا.
شتاء
[إعلان 2]
المصدر: https://giadinh.suckhoedoisong.vn/con-dau-vua-ve-nha-vao-dem-muon-bo-chong-u80-lien-go-cua-phong-va-noi-mot-dieu-kho-tin-172250306083749726.htm
تعليق (0)