لم يكن انتقال ماركوس راشفورد من مانشستر يونايتد إلى برشلونة مجرد انتقال، بل كان نتيجة رحلة طويلة واجه فيها راشفورد نفسه حقيقة مستواه ودوره ومستقبله. وقد كانت نصيحة واين روني، الأسطورة الذي قاد راشفورد في أولد ترافورد، بمثابة "حافز" ساعد المهاجم البالغ من العمر 27 عامًا على استعادة مستواه.
من طفل معجزة إلى نقطة تحول في حياته المهنية
قبل ما يقرب من عقد من الزمان، كان يُنظر إلى راشفورد على أنه خليفة "جيل 92" الأسطوري في مانشستر يونايتد - ديفيد بيكهام، وريان غيغز، وبول سكولز، والأخوين نيفيل. في فبراير 2016، أشرك المدرب لويس فان غال، المعروف بثقته الكبيرة باللاعبين الشباب، راشفورد، البالغ من العمر 18 عامًا، في مباراة بالدوري الأوروبي ضد ميتييلاند.
بفضل هدفيه في أول ظهور له، وهدفه ضد أرسنال في الدوري الإنجليزي الممتاز، أصبح راشفورد على الفور نجم أولد ترافورد. وصرح فان غال بحماس كبير آنذاك: "يمكن للاعبين الشباب التألق في مباراتهم الأولى، لكن الحفاظ على هذا التألق في مباراتهم الثانية يُثبت أنهم موهبة استثنائية. وماركوس هو هذا النوع من المواهب".
في الواقع، يجلب راشفورد النوع من الطاقة والسرعة التي تجعل دفاعات المنافسين بائسة، ويحلم مشجعو مانشستر يونايتد بأيقونة جديدة لتحل محل روني - قائد الفريق برصيد 253 هدفًا.
لكن كرة القدم ليست قصة من جانب واحد. فراشفورد، بعد سنوات من التألق، انغمس تدريجيًا في توقعات ضخمة.
في موسم 2024/2025، غاب المهاجم الإنجليزي باستمرار عن الخطط التكتيكية للمدرب روبن أموريم، وتم استبعاده من قائمة المنافسات. كان هذا بمثابة صدمة نفسية كبيرة للاعب كان يُعتبر يومًا ما "بطلًا" في أكاديمية النادي.
بينما كان راشفورد يعاني، قدّم له واين روني، زميله السابق، نصيحة "غريبة" لكنها مؤثرة. في يناير 2025، كشف روني أنه أخبر راشفورد سرًا: "عليك مغادرة مانشستر يونايتد والبدء من جديد".
![]() |
ذات مرة نصح روني ماركوس راشفورد بمغادرة مانشستر يونايتد. |
أسباب روني واضحة. في سن السابعة والعشرين، وهو ذروة مسيرته الكروية، لا يستطيع راشفورد الاستمرار في التردد في منطقة راحته، بل يفتقر إلى الحافز.
استعاد روني ذكرى جعلته يُدرك أن راشفورد لم يعد مناسبًا للبيئة الحالية: "في أحد الأيام، اصطحبتُ الأطفال إلى كارينغتون لمشاهدة مباراة فريق الأكاديمية، وكان ماركوس يتدرب مع مدرب اللياقة البدنية. كان في المنطقة التي يمر بها الوالدان. نظرتُ وتساءلتُ، بالنسبة للاعب كان نجمًا في الفريق الأول، كم كان ذلك مُزعجًا ومُزعزعًا للثقة."
وأكد روني أيضًا: "في مانشستر يونايتد، لم يعد ماركوس هو نفسه. إذا أراد بداية جديدة، فعليه الرحيل".
مغادرة أولد ترافورد - الخيار الحتمي
في الواقع، لعب راشفورد مع مانشستر يونايتد لمدة عشرين عامًا، منذ أن كان في السابعة من عمره. لكن هذا الالتزام طويل الأمد خلق ضغطًا وإرهاقًا عليه دون قصد.
في الموسم الماضي، أُعير راشفورد إلى أستون فيلا، كاختبار لمعرفة ما إذا كانت البيئة الجديدة ستساعده على استعادة مستواه. كانت النتائج متوسطة، وراشفورد نفسه اعترف علنًا: "أنا مستعد لتحدٍّ جديد".
جاء برشلونة في الوقت المناسب. يُعيد النادي الكتالوني بناء صفوفه بقيادة هانسي فليك، باحثًا عن لاعبين هجوميين يتميزون بالسرعة والمهارة لتكملة تشكيلته الشابة. بالنسبة لراشفورد، يُقدم برشلونة فرصة وتحديًا في آن واحد: بيئة كروية غنية ومتطلبة.
انتقل راشفورد إلى أستون فيلا على سبيل الإعارة من مانشستر يونايتد. |
بمغادرته الدوري الإنجليزي الممتاز، خرج راشفورد من منطقة راحته المعتادة ليواجه كرة قدم مختلفة، حيث تختلف المتطلبات التكتيكية والفنية بعض الشيء. وهذا ما ذكره روني تحديدًا عندما قال إن راشفورد بحاجة إلى "تجديد" نفسه.
في السابعة والعشرين من عمره، لا يزال راشفورد يمتلك الإمكانات اللازمة ليصبح لاعبًا من الطراز الرفيع في أوروبا. سرعته وتسارعه وقدرته على إنهاء الهجمات لا تزال من أهم مميزاته. الأمر يتعلق فقط بقدرته على الحفاظ على تركيزه ورغبته وجهده للتكيف مع فلسفة كرة القدم الجديدة.
يمكن القول إن قصة راشفورد وروني ليست مجرد علاقة بين لاعبَين كبيرَين وصغيرَين، بل هي أيضًا درسٌ في مسيرة اللاعب. عندما يرى أسطورةٌ كروني ركودَ لاعبه الصغير وينصحه بصراحةٍ بالرحيل، فهذا ليس تشجيعًا فحسب، بل تذكيرٌ أيضًا بضرورة التحلي بالشجاعة الكافية لترك المألوف والمضي قدمًا.
يبدأ راشفورد الآن رحلة جديدة مع برشلونة، حيث لن تكون التحديات أقل. عليه أن يثبت أن قراره بمغادرة مانشستر يونايتد ليس نهاية مسيرته، بل بداية فصل جديد.
إذا نجح، فلن يُرضي راشفورد نفسه فحسب، بل سيُثبت صحة نصيحة روني أيضًا. أما إذا لم يُوفق، فسيكون درسًا باهظ الثمن حول خيارات لاعب بدا أنه بلغ ذروته مُبكرًا.
بغض النظر عن ذلك، فإن رحلة ماركوس راشفورد من مانشستر إلى برشلونة هي شهادة على حقيقة في كرة القدم: في بعض الأحيان، لكي يجد اللاعبون أنفسهم، يتعين عليهم أن يجرؤوا على مغادرة المكان الذي كان في السابق "موطنهم".
المصدر: https://znews.vn/cau-noi-la-lung-cua-rooney-lam-thay-doi-rashford-post1570617.html
تعليق (0)