(الدخول في مسابقة "انطباعات عن القهوة والشاي الفيتنامي" في إطار برنامج "تكريم القهوة والشاي الفيتنامي" للمرة الثانية، عام 2024، التي تنظمها صحيفة نجوي لاو دونج).
لدى أبي مجموعة نادرة من "ألعاب" حفل الشاي: موقد صغير؛ غلاية ذات فوهة ومقبض؛ مجموعة من 4 أكواب من المينا وإبريق شاي صيني عتيق أصلي خاص.
أدوات حفل الشاي الخاصة بأبي عمرها أكثر من 70 عامًا، لكن الموقد وحده فاسد.
خلال فترة الركود الاقتصادي في ثمانينيات القرن الماضي، ظلّ تجار التحف يطلبون خمسة تايلات من الذهب عيار ٢٤ قيراطًا لشراء إبريق الشاي. لحسن الحظ، لم يبعه والدي، فأصبح لديّ اليوم تذكار ثمين!
أخبرني والدي أنه في عام 1955، أثناء رحلة إلى بنوم بنه (كمبوديا)، اشترى إبريق شاي من رجل صيني كان يعاني من صعوبات مالية واضطر إلى بيع إرث عائلته.
في كل مرة نشرب الشاي، أول شيء نفعله هو فحص إبريق الشاي والاستمتاع به، وخاصة سطور النص التي تثبت أصله وقيمته.
يقوم الشيوخ بأنفسهم بإضافة الزيت، وغلي الماء، وإعداد الشاي، وغسل أباريق الشاي، والأكواب... كل ذلك بدقة ومهارة ولكن أيضًا بشكل متقن للغاية.
بعد غلي إبريق الشاي مرتين، ضع الشاي فيه. يجب أن تكون كمية الشاي المضافة كاملةً، مع إضافة الماء المغلي، ثم اتركه منقوعًا لمدة 5 دقائق، ثم صبّ 4 أكواب من الشاي بالضبط! بعد إضافة الماء المغلي مرتين إضافيتين، يجب استبدال الشاي.
رغم كبر سنهم وبطء عملهم، تُبهر "المنتجات" التي يصنعونها. تفوح رائحتها الزكية في أرجاء الغرفة. رؤيتهم وهم يحملون كوبًا من الشاي الساخن في أيديهم ويرفعونه إلى أفواههم، يُظهر مهارةً فائقة، بتعبيرات الرضا والقناعة على وجوههم وأعينهم.
فجأةً، شعرتُ بالسعادة، فرحًا مع الكبار. لعلّ متعة حفل الشاي الأنيقة هي فرحة الشيخوخة والصداقة؛ إنها الاستمتاع الهادئ بطعم الحياة الذي ربما ينبغي على كل طفل أن يُهيئه لوالديه بقلبٍ أنيقٍ كحفل الشاي!
الرسومات: تشي فان
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)