أصداء الزمن
على الرغم من الحرارة الشديدة، تمكن العديد من الأشخاص في مدينة فينه خلال الأيام القليلة الماضية من تخصيص وقتهم لزيارة معرض " ديان بيان فو - تاريخ ذهبي".
قال السيد نجوين فيت لوي، أحد قدامى المحاربين في مقاطعة كوانغ ترونغ: "الطقس حارٌّ جدًا، لكنني مع ذلك حاولتُ القدوم لمشاهدة المعرض الذي يُوثّق انتصار ديان بيان فو. بصفتي جنديًا شارك في حرب المقاومة ضد الولايات المتحدة، لإنقاذ البلاد، وواجه المصاعب والمخاطر في جبال وغابات ترونغ سون، أرغب في معرفة المزيد عن نضال آبائي وإخوتي في ساحة معركة ديان بيان. بمجيئي إلى هنا، أشعر أنني اكتسبتُ خبرةً أكبر في الحرب."
يضم المعرض الموضوعي "ديان بيان فو - تاريخ ذهبي" ما يقرب من 200 صورة و30 قطعة أثرية للأبطال والشهداء والمتطوعين الشباب والعمال في الخطوط الأمامية المشاركين في حملة ديان بيان فو.
يتألف المعرض من أربعة أجزاء: الأول هو "ديان بيان فو - تاريخ ذهبي" يركز على تقديم السياق التاريخي والمؤامرات والحيل للاستعمار الفرنسي والتدخل الأمريكي؛ سياسات واستراتيجيات اللجنة المركزية للحزب؛ تطورات ونتائج حملة ديان بيان فو.
ثانياً، سلط جيش وشعب المنطقة العسكرية الرابعة، من خلال انتصار ديان بيان فو، الضوء على دور ومساهمة وتضحيات مؤخرة ثانه - نغي - تينه في تحقيق النصر التاريخي في ديان بيان فو.
أما المحتوى الثالث فهو "أصداء ديان بيان"، مؤكداً أن انتصار ديان بيان فو هو رمز للبطولة الثورية، ويمثل ذكاء وشجاعة وقوة الشعب الفيتنامي في عهد هو تشي منه ؛ القوة الدافعة التي ساهمت في تحقيق النصر في قضية التحرير الوطني وبناء الوطن والدفاع عنه.
المحتوى الرابع هو تعزيز روح التصميم على القتال والفوز في ديان بيان فو، والجيش وشعب مقاطعات المنطقة العسكرية الرابعة بشكل عام، ولجنة الحزب والحكومة وشعب مقاطعة نغي آن على وجه الخصوص، وقد سعت باستمرار إلى "الخطوة بقوة والذهاب بعيدًا" لخلق إنجازات جديدة في مجالات الاقتصاد والعلوم والتعليم والثقافة والمجتمع والدفاع الوطني والأمن.
هذه فرصة للكوادر والجنود والشعب، وخاصةً جيل الشباب، للتعبير عن امتنانهم لجيل الآباء والإخوة الذين ناضلوا وضحوا من أجل استقلال الوطن وحريته. وبذلك، يُسهمون في تعزيز الوطنية، وتشجيع جميع فئات الشعب على تعزيز التقاليد الثورية، والسعي للنهوض، وبناء الوطن والبلاد أكثر ازدهارًا، وحماية الوطن الاشتراكي الفيتنامي بحزم.
العديد من المشاعر الخاصة
بفضل الربط بين الصور والوثائق والتحف الفنية، والتخطيط العلمي المحكم، نجح المعرض الموضوعي "ديان بيان فو - تاريخ ذهبي" في إثارة العديد من المشاعر لدى المشاهدين.
بعد مشاهدة جميع الصور والقطع الأثرية، أشار المحارب المخضرم نجوين فيت لوي (مدينة فينه) إلى أن صورة "منظر مركز موونغ ثانه بعد التحرير" تركت لديه انطباعًا قويًا. إذ صوّر مشهدًا فوضويًا، حيث انهارت المعسكرات، ومزقت القنابل والرصاص الخنادق والتحصينات، وتناثرت المركبات والأسلحة في كل مكان.
وحده من عايشوا قصف الحرب ورصاصها يدركون ضراوة الصورة، إذ يقولون إن هذا المكان شهد للتو معارك ضارية مليئة بالتضحيات والخسائر. بإرادة صلبة ومثابرة، انتصر أطفال فيتنام أخيرًا.
عبّر العقيد نجوين كانه ثين (أكثر من 90 عامًا)، المفوض السياسي السابق لكتيبة المدفعية، الفرقة 316، والذي شارك مباشرةً في حملة ديان بيان فو، عن مشاعره عند استذكاره صور ساحة المعركة القديمة. ومن أكثر الصور التي أثارت إعجابه "إسقاط طائرة فرنسية في مطار مونغ ثانه"، و"إسقاط دبابات العدو على تلة A1"، و"جنود يتحادثون بسعادة في الخنادق قبل دخول معركة ديان بيان فو".
أظهرت الصور والآثار أيامًا قاسيةً وضاريةً قبل سبعين عامًا، عندما كنا صغارًا جدًا. كانت تلك الأيام مليئةً بالرصاص والقنابل والدخان، قاتلنا نحن وأعداؤنا من أجل كل شبر من الأرض، وكل متر من الخندق، وسقط عدد لا يُحصى من الرفاق في قلب ديان بيان فو للمساهمة في النصر. ولا يمكننا أن ننسى عصر يوم السابع من مايو من ذلك العام، عندما عبرت القوات الفرنسية ساحة معركة ديان بيان حاملةً راياتٍ بيضاء للاستسلام، وساروا في خضمّ الخنادق الفوضوية، تفوح منهم رائحة البارود.
_________
العقيد نجوين كانه ثين
تأمل نجوين كونغ هوانغ، الطالب في جامعة فينه، وأصدقاؤه كل صورة وقطعة أثرية باهتمام، وواصلوا التعليق. قال هوانغ: "منذ المرحلة الثانوية، قرأتُ العديد من الوثائق وسمعت قصصًا عن حملة ديان بيان فو. ولكن عندما زرتُ هذا المعرض، ازداد إعجابي ودهشتي بروح القتال وعزيمة جيشنا وشعبنا على النصر. خصوصًا عندما رأيتُ بأم عينيّ الدراجة، وسيلة نقل القوى العاملة المدنية لنقل الطعام والذخيرة إلى ساحة المعركة؛ أو البنادق البسيطة التي استخدمها جنودنا لتدمير العدو".
يحتوي المعرض الموضوعي "ديان بيان فو - تاريخ ذهبي" أيضًا على العديد من الصور التي تترك انطباعًا عميقًا لدى المشاهدين مثل "هاجم الفوج التاسع من الفرقة 304 العدو ودمره في تلة C2"، "سيطرت وحدات المدافع الرشاشة المضادة للطائرات عيار 12.7 ملم على السماء، مما منع القوات الفرنسية من دعم ديان بيان فو"، "حفرت قواتنا الخنادق لتقسيم مطار موونغ ثانه إلى نصفين"، "استسلمت القوات الفرنسية بأعداد كبيرة في ديان بيان فو"...
كل صورة وقطعة أثرية معروضة هي عبارة عن شريحة وركن من ساحة المعركة ولحظة من الحرب.
يمكن القول إن معرض "دين بيان فو - تاريخٌ ذهبي" قد أعاد إحياء المآثر المجيدة لجيشنا وشعبنا عمومًا، وجيش وشعب المنطقة الرابعة، نغي آن خصوصًا، في انتصار ديان بيان فو التاريخي. وفي الوقت نفسه، يُكرّم المعرض ويُعبّر عن امتنانه ويُخلّد المساهمات والتضحيات العظيمة لمواطنينا ورفاقنا وضباطنا وجنودنا في القوات المسلحة الذين قاتلوا ببسالة، وخدموا في المعارك، وصنعوا معجزة "سُجّلت في التاريخ كـ"باخ دانج" أو "تشي لانغ" أو "دونغ دا" في القرن العشرين".
مصدر
تعليق (0)